قائمة الموقع

في الشجاعية .. موائد الافطار فوق الركام!

2015-06-22T12:44:55+03:00
عائلة تفطر فوق ركام منزلها في غزة (الأرشيف)
الرسالة نت - أمل حبيب

لون الحصير الأخضر التي جلسوا عليه وضحكات الصغار هي وحدها من بدد رمادية الركام من حولهم، حيث مائدة الافطار فوق بقعة من الأطلال!

هي الطريقة التي اختارها عدد من سكان المنازل المهدمة في حي الشجاعية شرق غزة لإعادة لم شمل العائلة في رمضان الاول بعد حرب 2014، وليجعلوا لمائدتهم مذاقًا فيه من طعم المأوى الكثير.

حالة تشتت

عائلة العجلة كانت من أوائل العائلات التي فرشت مائدة افطارها فوق ركام منزلها المكون من أربعة طوابق في الشجاعية حيث حظيت صورة التقطت لهم تفاعلًا كبيرًا على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وكان لسان حالها يردد:" هنا كانوا .. هنا رسموا مشاريع الغد الآتي فأين الحلم والآتي وأين همو؟ ولم ينطق حطام الدار !

حطام الدار لم ينطق الا أنه احتضن سعد الله العجلة ووالدته واخوته كما كانت يفعل البيت ويقول العجلة 28 عاما: "قررنا نعيش لحظات الافطار عند ركام بيتنا ونسترجع لمة العائلة في رمضان"، وصمت وكأنه يحاول ايجاد الوصف الأنسب لحالته لحظة تجهيزه واخوته المائدة وتابع : "شيء مؤلم جدًا لحظة افطارنا على الحجارة وأنا استرجع ذكرياتي واخوتي وروحانيات رمضان".

لحظة افطار العائلة على أنقاض منزلهم تخللها دعوات من جيرانهم بالحي لاستقبالهم للإفطار في بيوتهم الا أن رد سعد الله كان مقنعًا لعدد كبير منهم وخاصة من عاش لحظة الحرمان بسبب فقدانه "لمة رمضان" مع العائلة !

حالة تشتت!

كما رحيل الروح التي تعلقنا بها يؤلم غيابها أحيانًا .. هو غياب البيت الذي يمثل لساكنيه الهوية والمأوى وكل الذكريات، فبعد أن تشتت شمل العائلة أرادت الحاجة الستينية أم اياد العجلة أن تجمع أولادها على مائدة الافطار، وأن تفتخر بهم وهم حولها يتسابقون ليقولوا لها:" تسلم ايديك يمه".

عقل الحاجة أم اياد لم يستوعب بأنها باتت بلا منزل .. فهو الماضي والحاضر بالنسبة لها وزوجها السبعيني، ورغم أنه لم يتبق لها عامود لترتكز عليه فوق الركام الا أنها مرتكزة على الأمل بالله.

وتنوي النازحة في حي الزيتون وأبناؤها اعداد مأدبة رحمة في منتصف رمضان لابنها الشهيد محمد فوق الركام تأكيدًا من عائلة العجلة على تمسكها بالأرض والهوية .

غاب المأوى ورمضان!

منذ الصغر ونحن نردد في مناهجنا الدراسية بأن البيت هو المأوى يحمينا من حر الصيف وبرد الشتاء .. الا أنه في غزة يمثل الوطن والانتماء وهدمه قسرًا بيد العدو هدفه كسر ارادة الشعب وسلبه معالم الماضي وهو ما بددته موائد الافطار فوق الركام.

لم يتوقف الأمر عند عائلة العجلة فالشاب علاء شمالي ينوي الافطار فوق ركام منزله التي دمرته آلة الحرب خلال حرب 2014، ويقول شمالي _يعمل صحافي رياضي في جريدة فلسطين: "راح آخد الأولاد نفطر عند الركام(...) هو رمضان الأول الذي أقضيه بعيدًا عن العائلة والتي يبلغ عددها 34 فرد كنا جميعًا في بيت واحد ".

كل شيء يفتقده شمالي هذا العام من لحظة السحور وحتى صلاة التراويح، بعد اقامته في منزل للإيجار بشارع الجلاء شمال غزة، ويجد شمالي في الافطار بجوار بيته المهدم شيئًا من رائحة الماضي

ويشعر بغصة حين يسمع آذان المغرب تحديدًا ويقول: "لا طعم لأجواء رمضان ولا لسفرته بدون العائلة والبيت".

الوحدة هو شعور ما فتىء ينتاب شمالي لغياب والدته واخوته وانتقال كل منهم لمأوى جديد، في حين أن مائدة رمضان فوق الركام ستخفف عليهم الظمأ وتبتل العروق فوق الأطلال.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00