قائمة الموقع

الحاج دويمة .. يعيش حلم العودة لبيته في غفوة

2015-06-25T08:43:19+03:00
الحاج دويمة .. يعيش حلم العودة لبيته في غفوة
الرسالة نت - أمل حبيب

بين شجرتي ليمون وجوافة شد أوصال قطعة قماش ليحتضن الأرض تحتها بشكل يومي وكأنه أراد أن يعيش حلم العودة لبيته ولمة العائلة في رمضان في غفوة!

لم يستفق الحاج ياسر دويمة في العقد الخامس من العمر لمرورنا من أمامه بعد اجتيازنا لكتل ركام مسجد التوفيق المجاورة له في حي الشجاعية شرق غزة وكأنه أراد أن يكمل تفاصيل حلم بعيدًا عن واقع مر منذ حرب 2014 .

(الرسالة نت) وقفت باستحياء أمام غفوة "منكوب"، فملامحه وطريقة احتضانه للأرض أخبرتنا بأنه فقد الكثير ولا شيء يسكن قلبه سوى الحسرة!

سيناريو تخيلي!

أو هذه أرضه وكان عليها مأواه والحلم ! .. سيناريو بتنا نتخيله طيلة دقائق وقوفنا بجنبه على أمل أن يستفيق ويبلغنا عن وجعه .. لم يطل الانتظار حيث طرقنا منزل جيرانه المقابل له لنعرف سبب غفوته المؤلمة، جارته من عائلة الجعبري أبلغتنا بأنه يأتي يوميًا الى أن يحين المساء فيرحل.

أدركنا من حديث الجارة بأن صواريخ العدو (الإسرائيلي) قد ألقت بحقدها على منزل أبو أحمد دويمة المكون من خمسة طوابق خلال مجزرة الشجاعية في 20 من يوليو الماضي، بدأ الأمر لديه بزيارة ركام منزله المهدم يوميًا، وبعد ازالة الركام لجأ دويمة الى قضاء اليوم بأكمله بين شجرتي الليمون والجوافة وهو كل ما تبقى من منزله !

نعلم جيدًا بأنه ليس من اللائق أن نقطع على أحدهم غفوته لاسيما وان كانت تظهر لك بأنه بحاجة الى خلوة مع نفسه والأرض، الا أن "الرسالة " أرادت أن تنقل وجعه خاصة في شهر رمضان، فاستيقظ الحاج أبو أحمد فعلًا على واقع مرير وكاميرا اعتاد عليها لتلتقط مشاهد بؤسه وتشريده وحتى غفوته على الأطلال !

حاول دويمة أن يرسم ابتسامة ترحيبًا "بالرسالة" الا أنه عجز عن ذلك واستبدلها بالآه تبعتها على الفور .. " أهلًا وسهلًا.. رمضان كريم"، كان ذلك المحفز للجلوس بقربه والعيش للحظات في بقعة الحياة التي اختارها بين الركام، وقال:" ما قدرت أبعد عن بيتي وجيراني رغم كل الدمار من حولي"، وتابع: "مش قادر أتأقلم من غير بيتي .. مش قادر أعيش من غير الذكريات هنا".

على أنقاض منزله وجد الحاج دويمة الراحة التي فقدها في منازل النزوح ولم يستطع الابتعاد عن ركام منزله بحي الشجاعية فكانت المسافة كيلو متر واحد بين بيت النزوح والركام!

"تشتتنا والحمد لله على كل حال" يقول دويمة وهو يحفر التراب بقطعة خشب صغيرة ليحدث فجوات بالأرض كانت كما الفجوة الحاصلة بينه وبين حياته الجديدة وبيت الايجار التي لم يستوعبها حتى حديثنا اليه.

استغربتنا من وجود أكياس نايلون حول جذع شجرة من خلفه، وقبل الرحيل سألناه عن سبب ذلك، فأجاب بابتسامة: "لعل وعسى ترجع الروح فيها من جديد".

اخترنا أن تكون الابتسامة هي آخر شيء يهديه الحاج أبو أحمد دويمة "للرسالة" على أمل أن يجمعنا به القدر وقد عادت الى نفسه روح التفاؤل من جديد حين يعمر بيته!

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00