قائمة الموقع

غزة: مبادرة شبابية تؤهل الفقراء لتوفير قوت يومهم

2015-06-28T07:29:26+03:00
الرسالة نت- محمد لبد

"لا تعطني سمكةً بل علمني كيف أصطاد" هو المثل الصيني الذي ألهم مجموعةً من الشباب الفلسطيني لمساعدة الفقراء على توفير قوت أطفالهم في ظل الأوضاع الاقتصادية المأساوية التي يشهدها قطاع غزة المحاصر منذ 9 سنوات .

فكرة المشروع

يقول م. زكي مدوخ مدير المبادرة إن الفكرة ولدت من باب الشعور بالمسؤولية وحب العمل الخيري والحرص على تقديم مساهمة لشريحة مهمشة تعاني في ظل الظروف القاسية التي تمر بها غزة.

ويضيف مدوخ:" إن المبادرة تقوم على استثمار التبرعات التي نحصل عليها من أهل الخير في إعداد مشاريع صغيرة تقدم للفقراء لمساعدتهم على الاندماج في المجتمع وكسب قوت أطفالهم باجتهادهم وعملهم اليومي" .

مبادرة وإنتاج

وحول الجديد الذي تحمله المبادرة في ظل وجود مبادرات مشابهة كثيرة يقول مدوخ: "إن أكثر المؤسسات والجمعيات الخيرية تهتم بالجانب الإغاثي فقط والبعد عن الجانب التنموي الإنتاجي الذي حرصنا على تعزيزه هنا ليعتمد الفقراء المستفيدين من المشاريع على أنفسهم بعد أن قدمنا لهم المساعدة الأولية".

ويوضح مدير المبادرة أنهم وجدوا تفاعلاً كبيراً من الناس بعد نشر فكرة المبادرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي مضيفاً:" بدأنا المشروع ب 9 مساهمين إلى أن وصلنا اليوم إلى قرابة 70 مساهماً بشكل شهري يدفع كل شخص مبلغ متفاوت من 30 إلى 100ش أو أكثر كل حسب استطاعته من مبدأ قليل دائم خير من كثير منقطع".

ويشير مدوخ إلى أنهم أقاموا في شهر رمضان حملة السهم الخيري والمقدرة بقيمة 50ش والتي لاقت إقبالاً جيداً من أهل الخير، ويعبر عن طموحه بزيادة التبرع لمساعدة أكبر عدد من الفقراء وتعزيز اعتمادهم على أنفسهم".

تغير ملحوظ

ويؤكد أحمد أحد المستفيدين من المبادرة الشبابية أن المشروع شكل فارقة في حياته بعد أن أصبح بالعربة البسيطة التي حصل عليها من المبادرة يوفر بعرق جبينه مصاريفه اليومية وتمكن من دفع إيجار بيته بدل انتظار فتات المساعدة من المحسنين.

ولفت أحمد إلى أنه يبيع الآن المكسرات في أماكن الترفيه المنتشرة في غزة دون أن يشعر بحرج مع أطفاله أو مع المحيطين به بعد أن حصل على وسيلة مهمة مكنته من السترة في ظل الظروف الاقتصادية السيئة .

بارقة أمل

أما سيف الدين وهو مستفيد آخر من المبادرة فيقول :" بعد مرور أسابيع على عملي الجديد  بالوسيلة التي قدمتها لي المبادرة الشبابية لاحظت أن الأمل لا يزال موجوداً بعد أن اسودت الدنيا في وجهي بفعل قلة الخيارات المتاحة في مجتمع تتخطي فيه نسبة البطالة 87 % وبفضل الله اليوم حالي تغير وبإمكاني أن أغطي بعملي وبمجهودي مصاريف بيتي اليومية ولن أكون بعد اليوم عبئاً على أحد.

حياة كريمة

ويشدد فتحي سمور أمين سر صندوق المبادرة الشبابية على حرصهم من خلال تلك المشاريع الصغيرة على توفير سبل العيش الكريم للفقراء والمحتاجين وحمايتهم من شبح التسول وتجنب أن يكونوا من النوع السلبي الذي ينتظر الصدقة والكابونة فقط بالإضافة إلى التخفيف بشكل كبير من معدلات البطالة المرتفعة في غزة.

ويؤكد سمور أن أعضاء الفريق يهتمون بشكل أساسي بالسؤال الجيد عن الحالة  المستفيدة من حيث التزامه بالصلاة والسلوك والأخلاق والمعاملة الجيدة لأهله وجيرانه لضمان أن يكون محتاجاً للمساعدة ومستحقاً لها.

عوائق وعقبات

وينوه سمور إلى أن كل مشروع يقومون عليه يمر بمرحلة تقييم أولاً بأول ويحرصون على دراسة كافة جوانبه ومدى ملاءمته للشخص المستهدف موضحاً أن المبادرة تحتاج إلى أموال كثيرة لضمان استمرارها وتوسيع نطاقها .

ويتابع :"هناك بعض المشاريع مثل العربات المتجولة تواجه مشاكل مع البلدية بخصوص مكان الوقوف وغيرها كما أن نطاق عملنا لحد الآن في غزة والشمال فقط بحكم أن المساهمين المتابعين للمشاريع من هاتين المنطقتين ونأمل خلال الفترة القادمة أن نصل إلى المحافظات الوسطى والجنوبية".

اخبار ذات صلة