قائمة الموقع

احتجاز البضائع يكبد تجار غزة خسائر بالملايين

2010-04-25T07:15:00+03:00

الرسالة نت -وكالات

بضائع تالفة وأخرى أغطيتها ممزقة تكدست منذ حوالي ثلاث سنوات في ساحات وشبه مخازن في مدينة سديروت وقرى إسرائيلية محيطة بها لمستوردين من غزة منعتهم "إسرائيل" من إدخال بضائعهم الى القطاع بعد أن فرضت الحصار عليه صيف 2007.

وفي المنطقة الصناعية في مدينة سديروت الإسرائيلية الحدودية غطى غبار صحراء النقب بضائع الغزيين في مجمع ضخم يستخدم كمخزن مؤقت، ومثله تنتشر مخازن في قرى اوفيكيم ونتيفيم واشكلول الإسرائيلية الحدودية أيضا.

وقال سائق الشاحنة جمال الهزيل الذي يعمل بين ميناء اشدود ومعبر كرم ابو سالم على الحدود مع غزة أن "هذه البضائع خرجت من الميناء وعلقت بين غزة وإسرائيل، وقمنا بتخزينها عندنا".

وجمال الهزيل (28 عاماً) عربي إسرائيلي من بلدة راهط في النقب.

وقال لوكالة فرانس برس انه يتولى "التخزين لحوالي عشرة تجار"، موضحاً أن "سعر التحميل بالشاحنات يشمل التخزين والبضائع تخرج بدون حاويات على نقالات خشب لنضعها في المخازن".

وتكدس في المخزن مئات الأصناف من البضائع مثل عبوات الشامبو وبلسم الشعر ومظلات وأحذية وفوط نسائية وعلب اللبان (العلكة) التي تنتهي صلاحيتها في تموز 2010 .

والى جانب اللبان الذي "سيذهب الى حاويات الزبالة إذا لم يستخدم حتى هذا التاريخ"، على حد قول الهزيل "هناك مواد غذائية كثيرة انتهت صلاحيتها ألقيتها في النفايات وأخرى تتلف نتيجة الظروف الطبيعية من شمس وريح ومطر".

وتابع الهزيل: إن "بعض التجار قاموا بتخزين بضائعهم في مخازن قريبة من ميناء اشدود ويدفعون مبالغ باهظة كأجرة أرضية التخزين وهي مؤمنة ضد السرقة أو الحريق ولكنها غير مؤمنة ضد التلف أو انتهاء الصلاحية".

وتحدث عن تجار آخرين "يقومون بتزين البضائع في الضفة الغربية أو ينجحون في تسويقها هناك".

وأشار إلى كميات كبيرة من مادة الجص (الجبصين) مكدسة تحت أشعة الشمس في الساحة الخارجية للمخزن.

وقال أن "هذه المواد كلفت صاحبها نحو سبعين ألف دولار، أخرجناها من المخزن لرميها في الزبالة"، مشيراً الى أن هذه المادة "لا يمكن تحزينها لثلاث سنوات في المخازن لأنها تتأثر بالحرارة والرطوبة".

كما تحدث عن تاجر "خزن عندنا منتوج العصائر ولم يقبل ببيعها في الضفة الغربية بسعر مخفض لأنه كان يأمل أن تسمح إسرائيل بإدخالها في أي لحظة للقطاع، وقد سمح لنا في النهاية ببيعها قبل أسبوع من انتهاء صلاحيتها لكن ما أن وصلت الضفة حتى صادرتها الجمارك الفلسطينية لانتهاء صلاحيتها".

وبالقرب من الحدود مع غزة بالقرب من معبر كرم ابو سالم عند قرية اشكول الإسرائيلية، قال شمعون ترجمان الذي خزن لتجار من قطاع غزة أن "النيران شبت في المخازن قبل نحو عام والتهمت كل البضائع".

وأضاف "لا أحد يعرف سبب الحريق. ربما كانت شظية قذيفة من الطائرات. كنا عشرة أشخاص حاولنا إطفاء الحريق ولم نستطع".

وتابع ترجمان لوكالة فرانس برس أن البضائع كانت "لحوالي أربعين من كبار المستوردين وتشمل كل ما يخطر على البال من كمبيوتر ملابس".

وأضاف"ألقينا كل شيء في الزبالة والبضائع غير مؤمنة".

وأوضح مسئول العلاقات العامة في الغرفة التجارية في غزة ماهر الطباع إن "خسائر التجار في حريق مخازن ترجمان تقدر بسبعة ملايين دولار تعادل حمولة 125 شاحنة".

اما يائير موشيه وهو سائق شاحنة ولدية مخازن كبيرة في منطقتي كيبوتس ماغين وقرية غيفونيم في المنطقة الحدودية نفسها، فيخزن أحذية وملابس والعاب أطفال وأدوات منزلية.

وقال لفرانس برس "رمينا بضائع كثيرة انتهت صلاحيتها وفسدت مثل المواد الغذائية وغيرها".

وأضاف أن لديه حالياً "حمولة ما بين 500 الى 600 شاحنة".

وقال الطباع أن "التجار خسروا نحو 15 مليون دولار رسوم تخزين خلال السنوات الثلاث الماضية في المخازن الإسرائيلية".

وقدر الطباع ثمن البضائع العالقة منذ منتصف 2007 والمخزنة في إسرائيل والضفة قبل بدء السماح بإدخال بضائع الى القطاع "بنحو مئة مليون دولار".

وأشار الى "خسائر غير مباشرة" أيضا "تتمثل في فقدانهم وكالات لشركات عالمية لم يستطعوا تسويق بضائعها" على حد تعبيره.

وسمحت إسرائيل منذ الرابع من نيسان ابريل الحالي للمرة الأولى منذ صيف 2008 بدخول خمس شحنات من الأحذية وخمس شحنات من الملابس التجارية يومياً وصل معظمها تالفاً على حد قول الطباع.

وأكد مركز "غيشا" الإسرائيلي للدفاع عن حرية الحركة أن شحنات الملابس والأحذية التي وصلت الى قطاع غزة "كانت تالفة ومعفنة إما بالكامل أو جزئياً نتيجة التخزين والرطوبة".

وقدرت هذه المؤسسة خسائر المستوردين الغزيين بنحو ثلاثين بالمائة من ثمن حمولة كل شاحنة إضافة الى كلفة التخزين التي تتراوح بين 300 و500 دولار في الشهر لكل حاوية".

وأشارت الى "نحو 750 كونتينرز (حاوية) ملابس وأحذية والعاب أطفال مخزنة في إسرائيل والضفة الغربية لا احد يعرف متى ستسمح إسرائيل بإدخالها بعد أن سمحت الآن بإدخال بضائع لمرة واحدة".

وقال الطباع "توجهنا بالتماس للمحكمة العليا الإسرائيلية وحصلنا على قرار في 11 آذار هذا العام بإدخال الملابس والأحذية والأدوات المنزلية التي سنبدأ بإدخالها اعتباراً من الأسبوع المقبل".

من جهته، قال المنسق الإسرائيلي لإدخال البضائع غاي انبار لفرانس برس أن "ملابس وأحذية دخلت الى غزة خلال الفترة الماضية من خلال منظمات إنسانية، لكن تجارياً بدأ ذلك في الرابع من نيسان ".

وأضاف "في هذه الفترة بدأنا إدخال تجهيزات للكهرباء وتجهيزات للمجاري من مواسير وغيرها لمنطقة تل السلطان في رفح".

لكن السائق يائير موشيه قال الخميس إن الإسرائيليين أوقفوا إدخال الملابس والأحذية لا نعرف لماذا إذ أنهم لم يخبرونا".

ويقول الفلسطينيون إن 114 سلعة فقط يسمح بدخولها الآن الى قطاع غزة عبر معابر مع إسرائيل من أصل أربعة آلاف كانت تدخل قطاع غزة سابقاً.

 

 

 

اخبار ذات صلة