"الانفتاح على حماس" خيار الاقليم في المرحلة المقبلة

قيادات من حركة حماس
قيادات من حركة حماس

غزة - محمود فودة

 يبدو أن محاولات إسقاط حركة حماس وقطاع غزة ذهب مصيرها للفشل فعليا، والتي تنوعت بدءًا من الضغط السياسي ومرورا بالهجوم العسكري، وليس انتهاءً بالمقاطعة الحكومية وسيناريوهات "الكركعة" و"الفرقعة"، بعد أن بدا اتجاه الأطراف المحلية والاقليمية والدولية نحو قناعة عنوانها "الانفتاح على حماس وغزة".

ما تحدث به نائب رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية منذ يومين، بأن القوى التي اتخذت قرار الحرب على غزة قررت الانفتاح عليها وعلى حماس، ينم عن قفزة نوعية طرأت على علاقة المحيط بالحركة، بعد فترة طويلة من الفتور، أدخلت الحركة في وضع حرج نسبيا.

في المقابل، لا يمكن قراءة حديث هنية بعيدا عن الوضع الميداني في غزة، فأركان المشهد تتمثل في الاتجاه الفعلي نحو البدء بالإعمار الكلي للمنازل المهدمة، ومن زاوية أخرى نقف طويلا عند فتح معبر رفح بشكل متتالي لأول مرة منذ شهور طويلة، مع مكرمة مصرية تشكلت بإدخال مواد بناء للقطاع الخاص، فيما لا يمكن تجاهل الحديث الدولي المتواصل عن ضرورة تحسين وضع غزة.

ويتجه بعض المحللين إلى أن (إسرائيل) هي من طرحت قناعة الانفتاح على طاولة صناع القرار في الدول التي تسايرها؛ لحاجتها الملحة بأن تبقى جبهة غزة في هدوء تام، فيما تبدو الأحداث الاقليمية المتسارعة لها حظ أيضا في تغير سياسة التعامل مع غزة وحماس في المرحلة الحالية والمقبلة.

مصدر قيادي في حركة حماس، أكد في تصريح لـ"الرسالة"، أن التسهيلات المنوي تقديمها في الفترة المقبلة لا تقتصر على تحسين أوضاع قطاع غزة فقط، بل تطال حماس كحركة، من خلال الحديث عن تسهيل حركة قياداتها من وإلى غزة، إضافةً لإزالة الأسماء المدرجة على القوائم السوداء على معبر رفح.

وأوضح القيادي أن هذا التغير في سياسة التعامل مع الحركة، يأتي ضمن تبدل القناعة لدى الأطراف كافة، بأن سياسة الضغط السياسي والعسكري لا تجدي نفعا مع حماس، بعد ثباتها طيلة السنوات الماضية.

وألمح القيادي الحمساوي إلى أن الغيمة السوداء بدأت بالانقشاع عن ساحة غزة، ويمكن الحديث عن أنها قد خرجت من المرحلة الحرجة التي أريد لها أن تسقط خلالها، وهذا ما اكده هنية خلال تصريحه الأخير، بأن رمضان الحالي سيكون بدايةً لمرحلة حصاد ما زرعته بطولات المقاومة والقسام العام الماضي.

ورأى أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح عبد الستار قاسم في هذه السياسة الجديدة، محاولة من الأطراف العربية لجذب حماس نحو محورها، عبر تقديم أشكال متنوعة من الدعم والتسهيلات لحماس وغزة أيضا.

وحذّر قاسم مما أسماها بـ"الاغراءات السياسية" التي قد تقدمها بعض الدول العربية لحماس في هذه المرحلة الحرجة، في المقابل أيد أن تستغل الحركة هذا التبدل الحاصل في المواقف السياسية تجاهها بما يعود بالنفع عليها وعلى القطاع.

ولم يخف قاسم تخوفه من أن يكون الحفاظ على أمن (إسرائيل) أرضية التغير الحالي في العلاقة مع حماس؛ لتخوف جميع الأطراف بما فيها العرب والاوروبيين من انفجار وشيك بغزة نتيجة الضغط السياسي والاقتصادي عليها، مما يعني فتح جبهة جديدة وهو ما لا تحبذه (إسرائيل).

وتتجه الأنظار في هذه المرحلة إلى تغير التعامل المصري مع حماس كواجهة للسياسة العربية الجديدة بعد بروز الدور السعودي في المنطقة، وذلك بعد أن سادت الخصومة بين حماس والأطراف السابقة خلال السنوات الماضية بنسب متفاوتة.

 

البث المباشر