أبدى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في الأيام الأخيرة تفاؤلاً في قدرته على إجهاض الاتفاق المرتقب بين إيران والدول 5+1، من خلال تجنيد أغلبية معارضة للاتفاق في الكونغرس الأميركي.
ونقلت صحيفة "هآرتس"عن مصدرٍ سياسي إسرائيلي، أنّ نتنياهو أوضح خلال اتصالات مع قادة يهود أميركيين، أنّ المعركة ليست خاسرة وأنه يمكن صد الاتفاق.
في المقابل، نقلت الصحيفة عن جهات على علمٍ باتصالات نتنياهو، أنه ليس واضحاً ما إذا كان نتنياهو يؤمن حقاً بما يقول، أم أنه يحاول بث روح القتال للحشد لمعركته في الكونغرس الأميركي.
وبحسب "هآرتس"، فإن الأمر رهن حالياً بموعد التوصل للاتفاق وموعد طرحه على الكونغرس، الذي سيدخل فترة عطلته الصيفية في التاسع من يوليو/تموز الحالي ليعاود نشاطه الاعتيادي في التاسع من سبتمبر/أيلول.
ووفق الصحيفة، فإنه في حال لم يتم التوصل للاتفاق قبل التاسع من يوليو/تموز، فقد تعمل إدارة أوباما على تمديد مفاوضات التوصل للاتفاق وتأخير موعد التوقيع عليه، كي يتسنى لأوباما طرح الاتفاق على الكونغرس بعد عطلته الصيفية، ومنحه المهلة الدستورية الأقصر وهي ثلاثين يوما، وعدم طرح الاتفاق على الكونغرس خلال العطلة، مما يمنح معارضيه مهلة طويلة تمكنهم من تجنييد أغلبية كبيرة معارضة.
وبيّنت "هآرتس" أنه على الرغم من التوتر بين إدارة أوباما وحكومة نتنياهو، فإن إسرائيل تتلقى معلومات عما يحدث في غرفة المفاوضات من دبلوماسيين فرنسيين وبريطانيين من حين لآخر، إضافة إلى المعلومات التي يحصل عليها مستشار الأمن القومي لنتنياهو، يوسي كوهين من ممثلة الولايات المتحدة في المفاوضات، ويندي شيرمان، ومندوبة الاتحاد الأوروبي هيلغا شميدت، لكن موظفين إسرائيليين رفيعي المستوى وعلى اطلاع على هذا الملف، يعترفون بحالة عدم اليقين في الجانب الإسرائيلي.
وأشارت الصحيفة إلى أنه لم تجر في الأسابيع الثلاثة الأخيرة اتصالات بين طاقم نتنياهو وبين طاقم البيت الأبيض، وأن آخر جلسة جدية حول الموضوع تمت خلال زيارة مستشار الأمن القومي يوسي كوهين لواشنطن في منتصف حزيران الماضي، ولم تسفر عن أية نتائج، رغم لقائه بنظيرته الأميركية سوزان رايس وبوندي شيرمان.
كما أن القطيعة بين نتنياهو والوزير الأميركي جون كيري، لا تزال مستمرة، وقد امتنع الأخير منذ وصوله لجولة المفاوضات الأخيرة مع إيران، عن إجراء أي اتصال مع نتنياهو.