قائمة الموقع

الاحتلال يخشى سيناريوهات المواجهة المقبلة

2015-07-14T15:03:11+03:00
RTR23BVN
الرسالة نت -ياسمين ساق الله

بات واضحاً بعد مرور عام على حرب غزة أن حماس استطاعت تغيير قواعد المواجهة مع الاحتلال (الإسرائيلي) الذي مازال يخشى أي معركة أخرى مع المقاومة في غزة خوفا من أن تمتد للعمق (الإسرائيلي)، بعدما زعم ان الحركة تعزز قوتها العسكرية وتخطط لنقل المعركة القادمة إلى الداخل المحتل، وهو ما يطرح سؤال جوهري حول شكل المواجهة المقبلة.

مصدر عسكري (إسرائيلي) قال لصحيفة "معاريف" العبرية أن حماس لن تقتصر خلال المواجهة القادمة على إطلاق الصواريخ والقتال مقابل جنود إسرائيليين بل أنها تواصل جهودها لنقل ساحة المعركة للداخل بالتخطيط لسيناريوهات مواجهة جديدة تتضمن ادخال قواتها إلى داخل (إسرائيل) والتخطيط للاستيلاء على مواقع ومناطق.

جر الاحتلال

جيش الاحتلال حسب مراقبين (إسرائيليين) يدرك جيدا منذ فترة طويلة أن حماس تحاول تطوير عمليات إطلاق الصواريخ والقذائف من خلال تجارب إطلاق النار باتجاه البحر وأنها لم تقتصر على هذا الشكل من المواجهة بل تستعد بكل قوتها لتطوير أساليب قتالها استعدادا لأي مواجهة قادمة .

هذا الواقع يدلل وفقا للمختص بالشأن (الإسرائيلي) من الناصرة وديع أبو نصار أن حماس ما زالت تسير على خطى بلورة قواعد جديدة للمواجهة مع (إسرائيل)، قائلا:" حماس لم تقف مكتوفة الأيدي على جرائم الاحتلال فهي تسارع في الرد على العمليات (الإسرائيلية) كما أنها تسعى في بعض الأوقات إلى جر الاحتلال لمواجهات محدودة قد تتخذ شكل عمليات نصب الكمائن وزرع العبوات الناسفة".

ذلك يؤكد وفقا لنصار أن الاحتلال على يقين بأن هذه الحركة نجحت في رسم معادلة واضحة المعالم في المواجهة معه وأن حماس والمقاومة اليوم لم تعد كالسابق، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال بات يخشى المواجهة مع حماس على اعتبار أن خيارات التصعيد الواسع لا تخدم مصالحه.

والمؤكد وفقا لمراقبون أن هذا الواقع يمثل انجازا للمقاومة وحماس التي يجب عليها مراعاة المتغيرات الإقليمية والدولية والواقع الداخلي (الإسرائيلي) قبل البدء بأي مواجهة جديدة مع الاحتلال خلال السنوات القادمة، مع الأخذ بعين الاعتبار طابع موازين القوى العسكرية الذي يميل لصالح (إسرائيل) بشكل كبير.

وأكد مصدر مقرب من الجيش (الإسرائيلي) أن حماس تسابق الزمن في سبيل الاستعداد جيدا للمواجهة القادمة، ليضيف: "الحركة تسعى لتحقيق انتصار في اليوم الأول للمواجهة من خلال دخول عدد كبير من مقاتليها إلى داخل (إسرائيل) وتنفيذ عمليات قتل واختطاف، بهدف تحقيق إنجاز عسكري يقود إلى إنجاز سياسي ".

تحول استراتيجي

وفي اطار هذه الاستعدادات فقد أجرى الجيش تدريبات في منشئات تحت الأرض أقيمت في القاعدة العسكرية "تسيئيليم" بالإضافة إلى الاستعداد لإجراء تجارب في الأسابيع القريبة على أجهزة للكشف عن الأنفاق قبيل البدء باستخدامها.

ومما لا شك وفقا للمختص بالشأن (الإسرائيلي) صالح النعامي أن التحول في موقف حماس قد أربك الحسابات (الإسرائيلية) لاسيما أن هذا التحول جاء في ذروة تحولات إقليمية تقلص من قدرة (إسرائيل) على الرد على المقاومة بشكل كبير.

النعامي أشار في سطور مقاله إلى وجود مخاوف حقيقية لدى صناع القرار في (إسرائيل) بعدم الوصول لحلول عسكرية حقيقية لتهديد الصواريخ في غزة، ليضيف "الاحتلال يدرك أن الدخول في عملية عسكرية كبيرة ضد قطاع غزة مجددا لن تؤدي إلى وقف عمليات إطلاق الصواريخ حتى وإن أدت إلى مقتل المئات من المقاومين".

وتابع حديثه "كل المؤشرات تدلل على أن التوجه الجديد للحركة يمثل تحولا استراتيجيا يهدف بشكل أساسي إلى الحفاظ على الطابع المقاوم لها ما يدفعها إلى أن تكون عملياتها القادمة متناسبة من حيث الحجم وطابع الأهداف مع العدوان (الإسرائيلي).

وقال مصدر عسكري إن الجيش سيبذل كل ما بوسعه كي تكون المعركة القادمة أقصر بكثير، منوها أنه من الواضح أن حركة حماس ستدخل المواجهة القادمة وهي مستعدة بشكل أفضل، حيث أنها استخلصت العبر بدورها، وأنها ستبدأ المعركة القادمة بـمفاجأة.

وحذرت حركة حماس مرارا من انفجار الأوضاع في قطاع غزة في حال استمرار فرض الحصار وتعطيل إعادة الإعمار عقب العدوان الأخير والذي أدى إلى هدم عشرات آلاف المنازل السكنية ودمار هائل في البنى التحتية.

اخبار ذات صلة