قائمة الموقع

عباس يلعب بورقة "شرعيته الدولية" ضد غزة

2015-07-15T12:21:06+03:00
محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية
الرسالة نت- محمود فودة

وأخيراً، عرف محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية قيمة ورقة الشرعية الدولية المتبقية لديه بعد أن فقد نسختها المحلية، والتي من شأنها أن تمكنه من السعي لصالح القضية الفلسطينية، إلا أنه أبى أن يُبيض صفحته السوداء عبر استخدامها إيجابيا، بعد محاولته إفشال المساعي الرامية لتحسين الوضع الإنساني بغزة تحت شعار "أنا الرئيس".

وسيّر عباس قوافل دبلوماسية إلى عديد العواصم العربية والأجنبية، تحمل في جعبتها سلاح الهجوم على حركة حماس، وإظهارها في ثوب الخارج عن القانون، فيما يبدو الهدف الباطن لها إيقاف المساعي الدولية المتنامية في اتجاهها نحو إنهاء حصار غزة، وإعادة إعمارها، بعيدا عن يد السلطة وعينها.

مصدر قيادي في حركة حماس بالخارج تحدث لـ"الرسالة" عن خطة مدروسة لدى السلطة الفلسطينية ظهرت عبر إرسالها وفودا لعدة عواصم في المنطقة، تهدف فعليا لقطع الطريق على الجهود العربية والأوروبية الهادفة لتحسين الوضع الإنساني في غزة.

وألمح القيادي إلى إحساسهم بمساعي السلطة السابقة من خلال لقاءات الحركة المستمرة مع الأشقاء العرب والأطراف الأوروبية ذات العلاقة، إلا أنه استبعد أن تؤتي خطوة السلطة ثمارها؛ نظرا لمعرفة الأطراف كافة بنوايا السلطة الهادفة لإبقاء الوضع على حاله، بغض النظر عن ادعاء أحقية الشرعية لها.

حراك عباس الدبلوماسي، يدعونا لفتح "الدفاتر القديمة"، حيث جمود الرجل في الدفاع عن الفلسطينيين إبان العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، بينما اليوم يجد نفسه نشيطا حد المبادرة في وقف أشكال التعاون بين حماس والأطراف الاقليمية الرامية في نهاية المطاف إلى تغيير الوضع المأساوي في قطاع غزة.

ولعل ما يريح حماس وفق مراقبين، أن لدى الأطراف العربية والدولية أيضا أرضية خصبة من وجهات النظر المبنية على سلوكيات السلطة نحو غزةـ، تجمع في مجملها على أن تقصير السلطة الواضح في هذا الاتجاه، في مناكفة سياسية بشعة لم تراعي حجم المصيبة التي ألمت بغزة.

وبناءً على مبدأ المصلحة السياسية، استبعد المحلل السياسي حسام الدجني أن تؤدي خطوات السلطة المضادة إلى وقف العلاقات السياسية بين الاقليم وحماس خلال المرحلة المقبلة، بل اتجه إلى إمكانية أن تؤثر إيجابيا لصالح حماس في حضور التوجه الدولي المجمع على تغيير الوضع الحالي بغزة.

واستغرب الدجني حالة الاقصاء التي تدعو إليها قيادة السلطة حاليا ضد حماس، إلا أنها في الواقع تنم عن وصول الخصومة السياسية بين الطرفين إلى درجة غير مسبوقة من الانحدار، بينما تبقى المصلحة الوطنية العليا المتضرر الوحيد من ذلك. وفق قوله.

وقد يتخوف البعض من التأثير السلبي لتحرك السلطة على التسهيلات المقدمة لغزة؛ وفقا لقوة ورقة الشرعية الدولية التي يمتلكها عباس، إلا أن الدجني استبعد بشكل مطلق أن تؤثر على التسهيلات المصرية والاسرائيلية لغزة؛ نظرا لاقتناع جميع الأطراف بضرورة تلك الخطوات.

وأوضح أن الدول العربية والخليجية تسعى في الفترة الحالية إلى إحداث نوع من التوزان في التعامل مع الطرفين الفلسطينيين من خلال احتواء حركة حماس بإبعادها عن المربع الإيراني، وفي المقابل تقدم الدعم المالي للسلطة.

وفي ضوء العلاقات المتضعضعة بين حماس والسلطة، لم يستبعد المحلل السياسي طلال عوكل أن تقدم السلطة بشكل فعلي على هذه الخطوات؛ لأن من وجهة نظرها تعتبر أن حماس تسعى لفصل الضفة عن غزة من خلال اتفاق التهدئة المقبل.

ورأى عوكل أن ميزان التعامل لدى الدول العربية لا يعرف المبدأية، إذ يتعامل بعضها شكليا مع عباس وسلطته على أنه الشرعية، وفي باطن العلاقات يتعامل مع حماس بشكل أوسع، والعكس صحيح لدى البعض الآخر، مما يعني أن مصلحة الدول تستدعي التعامل مع الطرفين بأوزان مختلفة من العلاقات.

اخبار ذات صلة