محللون: التسليم يأتي لتخفيف العبء عن الاحتلال
غزة/لميس الهمص
كشف مسئول أمني في سلطة رام الله عن مفاوضات تدور مع الكيان الصهيوني تخللها عرض صهيوني على السلطة تتسلم من خلاله مناطق "ب" في قرى ساخنة تتظاهر أسبوعيا ضد بناء جدار الفصل العنصري مثل بلعين ونعلين والنبي صالح في محيط مدينة رام الله ، علاوة على منطقة أبو ديس.
ويرى محللون أن تلك الاتفاقيات تعد جزءا من التنسيق الأمني لحماية المستوطنين وتخفيف العبء والإحراج الدولي عن دولة الاحتلال .
تخفيف العبء
وتحدثت مصادر أن الاحتلال عرض تسليم المسئولية الأمنية في هذه المناطق من أجل أن يسيطر أمن السلطة بالضفة على التظاهرات الأسبوعية التي يقوم بها فلسطينيون بمشاركة متضامنين أجانب، والتي أصبحت تشكل حرجا للاحتلال أمام وسائل الإعلام العالمية التي تتابع الحدث أسبوعيا.
المحلل السياسي الدكتور هاني البسوس ذكر أن تسليم المناطق للسلطة الفلسطينية يأتي بعد اتفاقية أمنية قائمة على التنسيق لحماية المستوطنين ولتخفيف العبء على الجانب الصهيوني في مقاومة المتظاهرين وحماية الوضع الأمني في المناطق كما هو الحال في المدن التي سلمت من قبل.
ويرى أن منع المظاهرات السلمية التي تخرج لمقاومة الاحتلال وبمشاركة أجانب أحرجت دولة الاحتلال فهي أرادت تحميل المسؤولية والإحراج للسلطة الفلسطينية ، مبينا أن وسائل الإعلام لن تركز على أفعال السلطة كما تركز الآن على ممارسات الاحتلال بقمع المتظاهرين.
المحلل السياسي حاتم أبو زايدة وافق البسوس الرأي وقال أن قضية تسليم المدن الساخنة للسلطة لها بعد يتمثل بأن تلك المدن تشهد انتفاضة شعبية ضد الجدار وهذه المقاومة الشعبية أصبحت عبئا على دولة الاحتلال وتشكل صداعا لها فرأت مواجهتها بواسطة السلطة الفلسطينية.
وذكر أن أجهزة السلطة مستعدة للقيام بأي دور تفرضه عليها دولة الاحتلال حتى ولو لم تقاوم المتظاهرين بالسلاح فهي ستقاومهم بطرقها الخاصة كما حدث في العديد من المناطق .
إظهار المرونة
يذكر أن "إسرائيل" وفق ما تناقلته وسائل الإعلام تريد تسليم مناطق إلى السلطة الفلسطينية، وتحديدا بلدة أبو ديس ضمن خطة أميركية لنقل مزيد من المناطق في الضفة الغربية
وكانت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما قد طلبت من إسرائيل نقل مناطق في "ب" و"ج" إلى "أ" لتصبح تحت سيطرة أمنية وإدارية فلسطينية، لكن إسرائيل لم تعط ردها بعد.
ويقول الإسرائيليون :" إن نقل مناطق "ب" و"ج" إلى السلطة يجب أن يأتي ضمن مفاوضات سياسية ".
وفى ذات السياق اعتبر البروفيسور عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية في نابلس أن هذا الحديث يأتي في سياق ما يسمى بمبادرة حسن النوايا التي تريد إسرائيل تقديمها للإدارة الأمريكية حتى تصرف الأخيرة النظر عن استمرار تهويد القدس وبناء جدار الفصل العنصري.
وأوضح قاسم أن القرار الإسرائيلي مجرد قضية إعلامية ،لن يكون لها أي قيمة أو تأثير، لأن قبل ذلك سلمت مناطق ولكن كل يوم بها استباحة إسرائيلية.
فيما بين البسوس أن الاحتلال دائما يهدف للصيد في الماء العكر فيوهم أمريكا والمطالبين بالسلام أن تلك الخطوات تأتي في إطار التنازل وهي خطوات باتجاه تحقيق السلام لكن كل ذلك لا يتجاوز الفقاعات الإعلامية .
ونوه أبو زايدة إلى أن الاحتلال يريد إظهار بعض المرونة نتيجة للضغط الأمريكي وتقريب وجهات النظر مع أمريكا بعد رفض وقف الاستيطان ، منوها إلى أنها بمثابة الخطوات التكتيكية لإظهار أنها تريد السلام وتقديم تنازلات .
وتؤكد تصريحات وجود مفاوضات سرية قائمة ومستمرة بين الكيان الصهيوني وسلطة رام الله، وهو ما ينفيه رجالات السلطة.
يذكر أن رئيسة حزب كاديما ووزيرة الخارجية السابقة في دولة الاحتلال تسيبي ليفني كشفت بأنه في المفاوضات التي أجرتها قبل حوالي عام، فإن قيادة السلطة الفلسطينية وافقت على إقامة دولة فلسطينية بدون جيش-وذلك حسب ما نقله عنه موقع يديعوت.
وقالت ليفني مفاوضات حول قضايا أخرى جرت بصورة تضمن الحفاظ على مصالح إسرائيل ضمن اتفاق تسوية مع السلطة الفلسطينية، وحسب أقوالها فيمكن التوصل لتلك التسوية.