قائد الطوفان قائد الطوفان

معروضاته بجودة نظيراتها وأسعارها أقل

شمال القطاع..سوق الأحد..فرصة محدودي الدخل للتسوق

غزة - ديانا طبيل     

على غير عادتها أصبحت ام تامر " 35 عاما " تؤجل شراء كافة احتياجاتها الى يوم الأحد من كل اسبوع حيث تذهب منذ ساعات الصباح الباكر الى سوق الاحد فى مدينة الشيخ زايد شمال قطاع غزة، إذ تجد في السوق كافة احتياجاتها وبأسعار مغرية تتناسب ودخل زوجها المحدود.

فمنذ افتتاح سوق الاحد منذ قرابة الشهرين تحول يوم التسوق الاسبوعى الى يوم الأحد حيث تشهد منطقة الشمال بكاملها حركة شعبية ومرورية تدل على رواج اقتصادى للسوق وبضائعه.

هذا السوق الذي يعتبر الاول من نوعه فى محافظة الشمال، يخدم، بالإضافة إلى مدينة الشيخ زايد، سكان القرية البدوية ومدينة بيت لاهيا وبيت حانون والعودة والندى ومعسكر جباليا وما يحيط بها من مناطق اخرى .

نفس الجودة وأسعار مناسبة

وتقول أم تامر انها منذ افتتاح السوق تذهب اسبوعيا للتزود بما تحتاجه، حيث يحتوى السوق على كل ما تحتاجه الاسر من ملابس وادوات ولحوم وخضار وجميعها تباع باسعار اقل من الاسواق الاخرى .

وتضيف: أوفر قرابة ثلث المبلغ الذى أتسوق فيه حيث ٍيعطينى زوجى مائة وخمسين شيكلا كمصروف للمنزل وهو ما يمثل خمس راتبه ، وهذا يعنى ان توفير متطلبات الحياة على سلم اولوياتى كربة منزل .

فى حين يجد ابو حسام المجدولاوى" 40 عاما " من سكان مدينة زايد ان سوق الاحد يلبى احتياجات الجميع بنوعية البضائع وعدد التجار الذين يتواجودن داخله،ويقول يأتى الى السوق تجار من جميع المناطق يبعون جملة ومفرق وبأسعار مغرية للغاية تناسب جميع الفئات.

ويضيف: اشترت إحدى بناتي حقيبة بخمسة وثلاثين شيكلا من أحد الأسواق في غزة، أما اختها فاشترت نفس الحقيبة فقط بخمسة عشر شيكلا من سوق الاحد، ومنذ ذلك اليوم يقول أنه يتسوق من هذا السوق فقط، على الرغم من ما يسببه السوق من ضوضاء وازعاج لنا كسكان خاصة وان الاستعداد للسوق من ساعات الليل علاوة على النفايات التي تبقى بعد انتهائه.

تجد مبتاغها

في حين تجد الطاالبة الجامعية داليا عكاشة "20عاما " من مخيم جباليا فى سوق الاحد مبتغاها فى شراء كافة مستلزماتها كطالبة جامعية من ملابس واحذية واكسورات وبأسعار تصفها بالخارقة مقارنة بالاسعار التى تجدها فى محيط منطقة الجامعة، وتضيف الاسواق الشعبية تشبه الى حد كبير مواسم التنزيلات فأسعارها تختلف كلياً عن اسعار الاسواق العادية واليومية .

وتتابع : تبدو محافظة الشمال يوم الاحد كأنه في حفل اسبوعى حيث يتواجد التجار فى كل الاماكن و تعرض كافة البضائع على اختلاف اصنافها وبأسعار منافسة ،فى حين تجد كافة السكان يتبضعون خضارهم ولحومهم وملابسهم وكافة احتياجاتهم ،مضيفة ان الاسواق الشعبية الاسبوعية فرصة لكافة الاسر ميسورة الحال ومحدودة الدخل لشراء ما يلزمها .

وتستطرد عكاشة قائلة : كثير من التجار يجعل من سوق الاحد يوماً للتنزيلات الضخمة، ففى الاحد الماضى نفذ احد التجار تنزيلات على الاحذية وصل سعر الحذاء فيها الى خمسة شواكل فقط ، معتقدة ان هذه التنزيلات الضخمة التى يعدها التجار ما هى الا إحدى وسائلهم الرابحة فى ترغيب الناس بالسوق والتخلص من البضائع المكدسة باسعار ربما فقط تجمع رأس المال .

أرباح معقولة

من جهته يقول حسن زعرب " 55 عاما " أحد التجار الذين يتنقلون طيلة الاسبوع فى كل محافظات القطاع : ان سوق الاحد خطوة ناجحة من قبل بلدية بيت لاهيا خاصة ان الشمال بصفة عامة تفتقر الى الاسواق الشعبية التى تلبى احتياجات كافة الشرائح خاصة محدودي الدخل .

ويضيف الاسعار المنخفضة التى نطلبها مقابل السلع عائدة الى امرين الاول اننا نبيع بـ" الجملة " وهذا يعنى اننا نبيع كميات ضخمة فنعتمد على البيع الكثير مقابل ارباح معقولة ،مما يضمن لنا عدم تكدس بضائعنا ، ثانياً ان عملية التجارة غير المنظمة التى ظهرت فى غزة بفعل الانفاق جعلت الكثير من التجار يستقدمون بضائع متشابهة تكدست فى مخازنهم لفترات طويلة فيجدون من الاسواق الشعبية مكانا غنياً لتسويقها فى ظل عدد الزبائن الكبير .

ويستطرد كما ان المعادلة الاقتصادية تقول كلما كثر العرض كلما قل الطلب كسدت البضائع وقلت الاسعار فالمواطن اذا رغب فى شراء حذاء على سبيل المثال فحتماً سيجد داخل السوق أكثر من عشر عروض مغرية عليه ان يختار احداها وربما يحصل على عرضين على اعتبار انها فرصة يجب استغلالها .

بينما يقول التاجر عصام الشريف"47 عاما " : ان البيع فى الاسواق الشعبية له رونق خاص يميزه عن البيع فى الاسواق الاخرى اذ ان كل الموجودين لديهم رغبة في شراء كافة الاشياء التى يجدونها " لقطة " بالسعر ، لذا اغلب المستوقات من النساء والفتيات المقبلات على الزواج ، واصحاب المحال التجارية الذين يجدون فى الاسعار المنخفضة التى نقدمها فرصة حقيقية للربح فعلى سبيل المثل تباع " دستة الشيل والحجاب " بمبلغ ستون شيكل فى حين يببع أصحاب المحلات القطعة الواحدة بعشرة شواكل اى ان ربحهم يساوى الضعف تماما .

فرصة لا تعوض

إضافة إلى ما تقدمه الاسواق الشعبية من اسعار تناسب جميع المستويات فأنها توفر فرص عمل اسبوعية للكثير من العائلات ، وفى هذا السياق يقول المواطن سعيد فلفل "28 عاما" قبل اقامة سوق الاحد لم اكن أجد عملاً ثابتا اضمن استمراره لكن منذ افتتاح السوق بجانب منزلى تشجعت على عمل " بسطة " صغيرة ابيع فيها بعض البضائع ،  مما حسن من اوضاعى المعيشية بعض الشىء .

فى حين وجد الطفل علاء الشيخ " 14 عاما "من سوق الأحد فرصة لا تعوض ليصرف على عائلته، من خلال بيع الشاى والقهوة على  مرتادى السوق ، ويقول منذ ساعات الفجر أصحو واخوي لنعد صبابات القهوة والشاي إضافة إلى شراء بعض الكعك لبيعه على البائعين والتجار والمتفرجين، مضيفا أنه يجني نهاية يوم الأحد قرابة مائة وعشرين شيكلا يسلمها لوالدته.           

البث المباشر