قائمة الموقع

فرحة أهالي الأسرى بالعيد ممزوجة بالحرمان

2015-07-18T13:55:09+03:00
الحزن يخيّم على أهالي الأسرى
الرسالة نت - أحمد أبو قمر

تلقت والدة الأسير علي مكالمة من ابنها في سجون الاحتلال (الإسرائيلي) فجر أول أيام عيد الفطر السعيد، لمدة لا تتجاوز نصف دقيقة.

وقال علي لوالدته: "كل عام وأنتم بخير حبيبتي، أتمنى أن تكوني بصحة وعافية، أسأل  الله أن يتقبل منكم الطاعات، عسى أن يكون لقاؤنا قريب، ادعي لي ولرفاقي الأسرى".

كلمات متلعثمة ممزوجة بالحرمان خرجت من فم الأسير الذي أخبر والدته بأنه مضطر لإنهاء المكالمة المكوكية لتخوّفه من كشف إدارة السجون وجود هاتف بحوزته.

كلمات علي الذي يقضي حكمًا بالسجن لمدة ثمانية عشر عامًا، كانت كفيلة بأن تكشف عن أوضاع والدته التي تعاني الحرمان على مدار سبع سنوات.

ويقبع قرابة 6000 آلاف أسير في سجون الاحتلال، بينهم 205 أطفال و25 امرأة و13 نائبا في المجلس التشريعي، اضافة إلى عشرات الحالات المرضية، بينها حالات صعبة لا توفر سلطات الاحتلال الحد الأدنى من العلاج اللازم لها.

معاناة كبيرة

وأكد عدد من أهالي الأسرى أنهم لا يشعرون ببهجة العيد في ظل غياب أبنائهم في السجون بلا زيارات أو رسائل منهم تهدئ من اشتياقهم.

فلم تكن أيام العيد في كل عام عند ذوى الأسرى سوى مزيد من الحرقة للأمهات والآباء على فلذات أكبادهم وهم يعانون ظروفا هي الأشد، حيث يعيش أهالي الأسرى العيد بالبكاء والدموع وتمتلئ صدورهم حسرة وألما على فراق أبنائهم.

ويشعر الأسير بالوحشة والغربة والحنين في العيد، فأحد الأسرى يقضي عيده الستين في سجون الاحتلال متنقلًا بين خمسة عشر سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف وتحقيق، وآخر يعاني مرارة الفراق منذ ربع قرن أو يزيد، لم يتذوق خلالها معايدة أولاده وأمه وزوجته وأهله ومحبيه، وآخر قضى خمسة عشر عيداً بعيدًا عن والدته التي رحلت قبل أشهر دون أن يراها.

ومن الأسرى الذي يقضي العيد الأول له في السجون، يسترجع خلاله الذكريات القريبة من معايدة أهله جيرانه.

ومن جهته، قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، إن إدارة مصلحة سجون الاحتلال، فرضت عقوبات على جميع الأسرى في السجون، وتمنعهم من شراء الحلويات للعيد.

وأضاف قراقع أن إدارة سجون الاحتلال قررت منع الأسرى كافة من الاحتفال بعيد الفطر في ساحات السجون، محددة وقت الصلاة بسبع دقائق فقط.

حنين الأسرى

المختص في شؤون الأسرى فؤاد الخفش ذكر أن أهالي الأسرى يفتقدون أبناءهم دائمًا ويحنّون إليهم مع حلول كل عيد.

وقال الخفش إن رحلة الأسرى في الحنين إلى الأهالي تبدأ قبل العيد بليال، مؤكدًا أن العديد منهم يذرفون الدموع اشتياقًا لأبنائهم ووالديهم وذويهم.

وأشار إلى أن نفسية الأسير تزداد سوءًا بقضائه العيد بعيدًا عن أهله، وخصوصًا ذوي المحكومات العالية؛ وفق الخفش.

وذكر أن الأسرى يجتمعون في "الفورا" صباح أول أيام العيد ليصلوا صلاة العيد ويتبادلوا التهاني والتبريكات ويوزّعوا الحلوى على بعضهم، لافتًا إلى أنهم يحاولوا جاهدين إدخال الفرحة والسرور على بعضهم من خلال صناعتهم المعجنات من الخبز والأشياء البسيطة المتوفرة لديهم.

وتذمر الخفش من سياسات "ادارة مصلحة السجون" التعسفيّة التي ترفض تقديم تسهيلات للأسرى من زيارات وخروج "للفورا" وقت أطول وإدخال مواد لازمة لعمل المعجنات والكعك خلال العيد.

أضاف: "إدارة السجون لا تفرق بين عيد ورمضان ويوم عادي عند اعتقال أي فلسطيني وتحول العيد في غرف التحقيق إلى مسالخ تمارس فيها كل المحرمات القانونية".

وذكر أن أبناء الأسرى لا تكتمل فرحتهم بالعيد بسبب فقدانهم آبائهم، داعيًا أبناء الشعب الفلسطيني إلى زيارتهم ومواساتهم وإدخال الفرحة على قلوبهم.

اخبار ذات صلة