لم تكتف كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس بتطوير قدراتها العسكرية بصواريخ بعيدة المدى مرورًا بطائرة استطلاع _أبابيل_ خلال عدوان الصيف الماضي بل صقلت قدراتها بنخبة اعلامية من خلال أفلام توثيقية ودراما تمثيلية وازت "الضفادع البشرية" بفتكها للجيش (الإسرائيلي) محبطة بذلك لقب "الجيش الذي لا يقهر" والتيس كان آخرها فيلم "خلف خطوط العدو".
الحرب الاعلامية بالتزامن مع حجارة السجيل ساهمت في رفع معنويات الشعب الفلسطيني والنازحين منه في حين عملت شحنات من الاحباط والهواجس بعد أن وضعت الحرب أوزارها من خلال قدارت القسام بمكتبها الاعلامي وانتاجه للمقاطع التمثيلية لما دار من معارك.
قوة العمل من الميدان
"سطرنا الملاحم وكتبنا التاريخ" المتصفح للموقع الالكتروني ستستقبله تلك الكلمات وكأنها تلخص بطولات القسام خلال عدوان العام الماضي، في حين أن صاروخ جعبري 80 ورنتيسي 160 سيوصلانك الى الصفحات الداخلية حيث سيظهر لك تسلسل لإنجازات المقاومة العسكرية خلال عملية حجارة السجيل تصاحبها مقاطع فيديو للعمليات النوعية ومنها ( كيف سحقت النخبة الميركافاه في جحر الديك، ورصاصة القسام تقتل النقيب ديمتري) وغيرها من الأفلام التسجيلية لأبرز المعارك التي حققت خلالها المقاومة انتصار يذكر كالطريق إلى زيكيم.
ويبدو بأن اعلام القسام قد استفاد من التجارب الاعلامية السابقة خلال الحروب على غزة مما أدى الى تطور ملحوظ في المادة الانتاجية على صعيد انتاج الأفلام وتصوير المشاهد بحرفية عالية، وفي السياق يرى زهير الافرنجي مدير دائرة الانتاج في فضائية الأقصى بأن قوة العمل جاءت من قوة الميدان خلال الحرب وهو ما أعطى أي عمل الزخم الكبير، منوهًا الى أنه ما كان لأي عمل اعلامي أن يكون قويًا الا أن يكون له جذور عسكرية .
وبين الافرنجي خلال حديثه "للرسالة" بأن المكتب الاعلامي للقسام امكانياته تتطور بشكل لافت وابداعاته في الانتاج ملحوظة بالتزامن مع الذكرى الأولى لحجارة السجيل، مشيرًا الى وجود انتاج مشترك بين دائرة الانتاج بالأقصى والمكتب الاعلامي في سبيل تطوير الأداء وتعزيز قدرات المقاومة .
بيئة خصبة للدراما
آخر ابداعات المكتب الاعلامي للقسام كان الفيلم التسجيلي "خلف خطوط العدو" والذي يحاكي عملية اقتحام موقع أبو مطيبق العسكري وقطع موكب لقيادة اللواء المدرع 188 وقتل كل من في الموكب وتفجير برج الارسال والمراقبة والذي أظهر ابداع الانتاج الفني والدرامي، من خلال استخدام كاميرات بجودة عالية فضلاً عن التميز في الاخراج والمونتاج، وفي السياق قال الافرنجي :"أي فاصل أو فيلم وثائقي حينما يتم انجازه بناءً على القصة الحقيقة في الميدان ويستعرض بطولات يبرز العمل ويتميز بالقوة "، وتابع : "غزة بيئة خصبة للإنتاج الاعلامي والدراما التمثيلية وللأكشن، وهو ما دفع كل شخص لديه موهبة في كل المجالات الاعلامية ابتداء من المخرج والكاتب أن يضع بصمته ويعزز فكرة العمل الدرامي ".
"قزدرة أبو مطبيق" وهو الاسم الذي تداوله ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي بشيء من الفخر وكثير من السخرية من جيش الاحتلال حيث انسحب أفراد النخبة من الموقع بكل سهولة بعد أن التقطوا لهم صورًا تذكارية في الموقع .
وعن أهمية توثيق الدراما لعمليات المقاومة في رفع الروح المعنوية، أكد مدير دائرة الانتاج بالأقصى بأن الدراما من أكثر الأمور تأثيرًا على الجمهور بهدف اظهار معاناة الشعب وابراز الوجه القبيح للاحتلال، منوهًا الى أنه لامس وتجاوب وتفاعل الجمهور من خلال العمل الرمضاني الدرامي مما يساهم في رفع وتعزيز معنويات المواطنين.
وحول استعانة المكتب الاعلامي بالدراما، قال: "هي توصل رسالة أبلغ وأقوى لمعايشة تفاصيل المعارك وبطولة الشهداء وتكريم لأهالي الشهداء من خلال تجسيد واقع ".
واختتم حديثه بمطالبة المكاتب الاعلامية العسكرية بالاستناد الى الدراما خلال انتاجها الاعلامي كالأفلام الوثائقية أو الفواصل القصيرة.