توفي فجر الأحد، الداعية وأحد رموز جماعة الإخوان المسلمين السابقين في الأردن الشيخ عبد المنعم أبو زنط، إثر أزمة صحية استدعت نقله لقسم العناية المركزة في المستشفى، حيث توفي هناك.
ولد أبو زنط في مدينة نابلس الفلسطينية عام 1937. واعتلى المنابر خطيبا مفوها منذ السادسة عشرة من عمره، وجاب مدن فلسطين وقراها محاضرا وخطيبا، حتى التحق في صفوف الإخوان المسلمين منذ بداية عام 1952.
وزار دمشق وعمره 17 عاما، والتقى العلامة مصطفى السباعي، وحاول الالتحاق بجامعة دمشق، إلا أن صغر سنه حال دون ذلك، فأشار عليه السباعي بأن يلتحق بالأزهر الشريف.
وفي نكسة عام 1967، عاد الشيخ أبو زنط إلى الأردن بعد استكمال دراسته في الأزهر، وحاول الوصول إلى مسقط رأسه في نابلس، ولم يجد سبيلا لذلك، حتى اضطر لدخول فلسطين المحتلة تسللا عبر نهر الأردن، فقطع النهر مشيا على الأقدام، واجتاز حقلا من الألغام حتى وصل إلى مشارف مدينة نابلس، فلاحقته دورية عسكرية صهيونية وكادت أن تطلق النار عليه، حتى ألقت القبض عليه حيا، وتم اعتقاله في سجن نابلس، ومن ثم أُبعد إلى الأردن معصوب العينين.
وضعته قوات الاحتلال على جسر الملك حسين دون أي أوراق أو إثباتات أو مال، فانتقل إلى عمان، ونزل في مقر الإخوان المسلمين في وسط البلد، حتى استضافته عائلة الكيلاني سليلة الإمام عبد القادر الجيلاني، فتزوج منهم ابنة قاضي السلط الشيخ عبد الله بن فهيم زيد الكيلاني.
وتعاقد الشيخ أبو زنط مع العربية السعودية عام 1967، وعمل مدرسا في ثانوية الشاطئ في جدة، ثم عمل محاضرا في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة رفقة العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز، وأقام الشيخ في المدينة المنورة مدة عامين، عقد خلالها المحاضرات والدروس الدينية، حتى حضر أحد دروسه الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وكان وقتها أميرا لمنطقة الرياض.
وأثناء عمله مفتيا لقوات الأمن العام في الأردن، وبسبب مواقفه السياسية، تعرض الشيخ أبو زنط لضغوط شديدة، اضطرته لترك عمله والسفر إلى الكويت التي عمل فيها مدرسا لمدة ثماني سنوات، تولى خلالها الخطابة في مسجد الشايجي، حتى داوم العلامة أحمد القطان على حضور دروسه، وتأثر به.
وفي عام 1981، عاد الشيخ عبد المنعم أبو زنط للأردن، واستقر فيها وبرز رمزا من رموز المعارضة، وقياديا في جماعة الإخوان المسلمين، تعرض لاعتقالات متلاحقة، ونُفي لمدينة معان.
ويعدّ أبو زنط داعية إسلاميا بارزا، وشغل منصب عضو مجلس النوّاب الأردني عدّة مرات، وعضو المؤتمر الإسلامي الشعبي في بغداد، وهو أحد رموز جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، ومن الأعضاء المؤسّسين لحزب جبهة العمل الإسلامي الذي انبثق عن الجماعة في الأردن.
وتمتع أبو زنط بشعبيّة كبيرة بين مواطنيه، فحملوه في الدائرة الثانية بالعاصمة الأردنيّة إلى مجلس النوّاب ممثّلا عنهم ثلاث مرّات، منذ عام 1989 حتى عام 2007؛ فحصد أعلى الأصوات من حيث النسب عام 1989، ثم حصل على أعلى الأصوات مطلقا في برلمان عام 1993.