سيطرت المعارضة السورية على كامل الريف الغربي لمحافظة إدلب في شمال سوريا بعد هجوم بدأ الاثنين، وذلك في وقت لا تزال فيه الاشتباكات متواصلة بين قوات المعارضة وقوات النظام في محيط بلدة جورين في سهل الغاب بريف حماة.
وقال جيش الفتح -الذي يضم فصائل أهمها جبهة النصرة وحركة أحرار الشام وجند الأقصى وفيلق الشام-إنه سيطر على 23 قرية وحاجزا عسكريا في ريف إدلب الغربي وسهل الغاب الذي يقع بين محافظات إدلب واللاذقية وحماة.
وقال أحمد الأحمد مسؤول العلاقات الخارجية في فصيل "فيلق الشام" إن جيش الفتح سيطر على قرى تل خطاب وتل أعور وتل حمكي وفريكة والمشيرفة وتل حمكة وسلة الزهور والكفير ومحطة زيزون الحرارية شمالي سهل الغاب.
وأضاف أن مقاتلي المعارضة غنموا كميات كبيرة من الذخيرة والأسلحة المعارضة, موضحا أن الفصائل المشاركة في الهجوم تتقدم نحو حواجز أخرى. وقال أيضا إن التقدم في سهل الغاب يفتح الطريق باتجاه الساحل السوري الذي يوصف بأنه معقل للنظام السوري.
وتمكنت الفصائل المعارضة من توسيع نطاق سيطرتها على إدلب نحو حدود محافظة اللاذقية الساحلية غربا وحماة جنوبا بعد هجوم واسع من ثلاثة محاور بدأ مساء أمس وتواصل اليوم. وكان جيش الفتح سيطر نهاية مارس/آذار الماضي على مدينة إدلب, وفي الشهرين اللاحقين على مدينتي أريحا وجسر الشغور.
ولم يتبق للنظام في إدلب سوى مواقع قليلة أهمها مطار أبو الظهور العسكري بريف المحافظة الشرقي وبلدتا الفوعة وكفريا المواليتان والمحاصرتان.
وقالت مصادر من المعارضة إن عشرات الجنود النظاميين قتلوا في حين انسحبت القوات النظامية من بعض المواقع أمام تقدم الفصائل المقاتلة. وتكمن أهمية تقدم قوات المعارضة في أن النقاط التي سيطرت عليها تشكل مدخلا لأقوى معاقل النظام في ريف حماة والساحل السوري.
وبث جيش الفتح تسجيلا مصورا يظهر مقاتليه في موقع داخل قرية تل حمكي في ريف إدلب الغربي بعد السيطرة عليه.
وقتل ستة وجرح آخرون جراء غارات لسلاح الجو السوري على بلدة كنصفرة بريف إدلب الجنوبي الغربي, في حين قال ناشطون إن الطائرات الحربية السورية شنت منذ صباح اليوم نحو 150 غارة على المناطق التي سيطر عليها جيش الفتح.
وفي إدلب كذلك قتل وأصيب اليوم عناصر من جبهة النصرة ومدنيون في غارة لطيران التحالف الدولي جنوبي بلدة سلقين, حسب مصادر متطابقة.
ميدانيا أيضا قالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن جيش النظام والمقاومة اللبنانية (حزب الله) كثفا ضرباتهما لمن وصفتهم بالإرهابيين في مدينة الزبداني التي تقع شمال غربي دمشق, وتحدثت عن مقتل عدد من مقاتلي المعارضة.
وتتعرض الزبداني منذ ثلاثة أسابيع لهجوم واسع في محاولة من القوات السورية وحزب الله لاجتياح هذه المدينة المتاخمة للحدود اللباننية السورية.
وعلى صعيد آخر قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تنظيم الدولة الإسلامية تراجع في مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا, وبات وجوده محصورا في الضواحي الجنوبية للمدينة, حيث تدور اشتباكات بين الطرفين.
وأضاف المرصد أن قوات النظام ووحدات حماية الشعب الكردية استعادت جل المناطق التي استولى عليها التنظيم في إطار هجوم واسع بدأ نهاية الشهر الماضي.
وكانت الوحدات الكردية مدعومة بفصائل سورية صغيرة وبطيران التحالف الدولي سيطرت أمس على بلدة "صرّين" بريف حلب الشرقي شمالي سوريا, ليفقد التنظيم سيطرته على الأراضي التي كانت خاضعة له شرقي نهر الفرات بمحافظة حلب.