قائمة الموقع

ريح الغضب تعصف بالضفة وممارسات الاحتلال والسلطة تشعلها

2015-08-03T06:06:59+03:00
مكان حرق الطفل الرضيع دوابشة
غزة- شيماء مرزوق

أشعلت النيران التي التهمت الطفل علي دوابشة وجسده الغض وحولته إلى جثة متفحمة، في نفوس الفلسطينيين وكل أحرار العالم بركانا من الغضب بات يزحف في كل منطقة من اراضي الضفة المكبوتة والمحتقنة بفعل ممارسات الاحتلال والسلطة الفلسطينية معاً، بعدما وصل التنسيق الامني بين الطرفين الى مستويات غير مسبوقة وباتت السلطة تعتقل وتقتحم نيابة عن الاحتلال.

اليوم تقف الضفة على برميل بارود مشتعل بالأزمات والاعتداءات والسياسات القمعية، وبعد ان تغنى الاحتلال بالهدوء في الضفة خلال السنوات الماضية بات ينظر اليوم بخطورة بالغة للأوضاع هناك، مع تصاعد هجمات المقاومة في الضفة الغربية، خاصة العمليات الفردية والتي تحمل تهديدات كبيرة للاحتلال خشية أن تعود روح المقاومة للضفة الذي غيب التنسيق الامني رائحة البارود عنها.

وعلى وقع الاحداث الاخيرة التي شهدتها الضفة خاصة اعتداءات المستوطنين وحرق عائلة دوابشة فإن التقديرات تؤكد ان الوضع مرشح لمزيد من التدهور والاشتعال سواء من خلال العمليات المنظمة او الفردية.

وأمام الصورة القاتمة في الضفة يبدو ان فرص الاشتعال والمواجهة مع الاحتلال قائمة خاصة ان المحتل يطلق يد المستوطنين ضد الفلسطينيين والتي تزايدت اعتداءاتهم بشكل يومي في مقابل تراخي اجهزة السلطة عن حماية مواطنيهم بل وصل بهم الامر حد حماية المستوطنين عبر تسليم اي مستوطن يدخل المدن الفلسطينية للاحتلال بسلام.

الغضب الفلسطيني على الوضع ترجم من خلال الاشتباكات بين شبان فلسطينيين وجنود الاحتلال على الحواجز، ما دفع الأخير لرفع وتيرة التأهب في صفوف قواته، كما زادت السلطة ايضاً تواجدها الامني في المدن ولكن ليس دفاعاً عن المواطنين وانما لصيد المقاومين ومنعهم من تنفيذ اي عمليات ضد الاحتلال، ما يزيد التهاب الضفة والغضب الفلسطيني وينذر بانفجار قريب قد يكون بأدوات مختلفة.

ورغم كأس المرارة الذي يتجرعه الفلسطيني في الضفة الا ان مراقبين يستبعدون فكرة قيام انتفاضة ثالثة وذلك نتيجة اعتقال نشطاء المقاومة من الاحتلال والسلطة معاً.

المحلل السياسي حسن عبد الله أكد أن اندلاع انتفاضة ثالثة في الضفة يبدو أمراً مستبعدا حالياً، وذلك نتيجة الانقسام الداخلي الذي يمنع الاجماع على شكل وادوات الانتفاضة.

وتوقع استمرار الردود الشعبية الفلسطينية في ظل الانتهاكات الإسرائيلية، لكنها لن تصل الى انتفاضة.

وشدد على ان الوضع قابل للتصاعد لوجود أوساط إسرائيلية تصر على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الفلسطينيين، الى جانب سياسة التحريض التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية ووزراؤها.

في المقابل تشير المعطيات أن الوضع في الضفة مرشح للتصاعد والاشتعال لكنه قد لا يصل الى الانتفاضة وتستمر فترة ثم تنتهي الموجة مثلما حدث بعد حرق الفتى محمد ابو خضير العام الماضي.

يذكر أن العمل التنظيمي لحركة حماس في الضفة الغربية بكل مكوناته يقع في دائرة استهداف الاحتلال وسلطة رام الله معا، مع بروز توقعات بأن يبلغ التنسيق الامني ذروته في محاولة لمنع أي عمل مسلح او انتقام.

اخبار ذات صلة