تطابقت الرواية الاسرائيلية مع الرواية التي تبنتها نقابة الصحفيين في رام الله في اتهام صحيفة الرسالة بالمسئولية عن نشر كاريكاتير مسيء للفلسطينيين في الضفة المحتلة، بل وصل الأمر لاكتفاء بعض الصحف العبرية بترجمة كذب بعض المواقع التابعة لحركة فتح في هجومها على صحيفة الرسالة، دون وضع بصمتها التحريضية.
وقد تلقفت المواقع العبرية الهجمة التي شنتها أطراف من حركة فتح ونقابة الصحافيين في رام الله بشكل يشبه الشماتة، وكأن تلك المواقع سلمت فريسة للإعلام العبري صعب عليهم المساس بها.
وتتعمد وسائل الاعلام العبرية نقل الأخبار التي تهاجم حركات المقاومة الفلسطينية والوسائل الاعلامية التابعة لها من وسائل الاعلام التابعة لحركة فتح، حينما تجد بداخلها مادة مليئة بالكذب توفر عليها الوقت والجهد في شن الحرب الاعلامية ضد المقاومة.
صحيفة معاريف العبرية التي تحدثت عن صحيفة الرسالة في العام 2009 ووصفت قصف مقرها خلال معركة الفرقان بأنه محاولة فاشلة لإسكات صوت المقاومة الفلسطينية تلقفت الخبر ونشرت الأخبار الكاذبة التي نشرتها المواقع الفتحاوية.
وشنت الصحيفة العبرية هجوماً على مؤسسة الرسالة ووصفتها بأنها مركز اعلامي لدعم المقاومة الفلسطينية ضد (إسرائيل) على مدار السنوات الماضية.
إلا أن الاعلام العبري كان أكثر احتراماً من بعض المواقع الصفراء، حيث ذكروا تنويه الرسالة بأن الرسام لا يعمل في الصحيفة وإن ما جرى نشر رسمته على صفحتها على تويتر بالخطأ.
فيما نشرت الاذاعة العبرية العامة الأكاذيب التي روجتها نقابة الصحافيين الفلسطينيين بمطالبتها بمحاكمة الرسام ومحاكمة صحيفة الرسالة، وأن هناك قراراً باعتقال الرسام الذي عاد وعدل رسمته الأولى.
من ناحية أخرى نقل موقع روتر العبري الخبر عن مصادر فلسطينية تتبع لحركة فتح دون الحديث عن ردود مؤسسة الرسالة حول نشر الصورة.
وعلى مدار سنوات ماضية تساوقت الهجمة بين سلطة الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلي على صحيفة الرسالة، فما أن سمح اتفاق المصالحة للصحيفة بطباعتها وتوزيعها في الضفة حتى منعتها سلطات الاحتلال واعتقلت كل يقوم بتوزيعها.
ردود المعلقين
وتفاوتت ردود المعلقين على المواقع العبرية ما بين شامت بالفلسطينيين، وبين داعٍ لعدم اعطاء مزيد من المكانة لكاريكاتير حماس.
ودعا معلق يدعى داني إلى محاكمة كل رسامي الكاريكاتير وكل المحرضين في حماس، مستنكراً تصوير الاسرائيليين الحريديم المتدينين بأنهم مغتصبين.
فيما يقول آخر يدعى لؤمي: " اتركوا حماس وفتح ضد بعضهم فسيستمرون في المناكفة لسنوات طويلة وسنرتاح منهم".
وهاجم عدد من المعلقين على منتدى روتر العبري صحيفة الرسالة التي يعتبرونها عنوناً لصحافة المقاومة حيث يقول الاسرائيلي دانيال :" هذه وسائل اعلام ارهابية، وهي تحاول اثارة السكان في الضفة الغربية ضد اسرائيل وتحاول دفعهم للقيام بعمليات عدائية ضد اسرائيل".
ويشير آخر يدعى رافى إلى أن مثل هذه الرسمات الكاريكاتورية تحريض ضد (إسرائيل) بشكل واضح، معتقداً أن محاكمة حكومة حماس للرسام ليست واقعية وأن مزيد من الحديث عن ما تنشره حماس خطأ كبير.