يبدو أن المؤشرات باتت تؤكد توجه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" لإتخاذ قرار تأجيل العام الدراسي، في حين أنها لا تعطي بالاً للمناشدات وحالة الرفض التي خيّمت على الشارع الفلسطيني.
ذلك القرار سيدفع اللاجئون الفلسطينيون إلى اتخاذ خطوات تصعيدية في المرحلة القليلة المقبلة، رفضا للقرارات التي وصفوها بـ "الظالمة"، مما ينذر بحدوث "كارثة انسانية" في صفوف اللاجئين.
وكانت ساندرا ميتشيل نائب المفوض العام لـ "أونروا" بيير كرينبول، قد صرحت بأن قرار تأجيل العام الدراسي من عدمه منتصف الشهر الجاري. وقالت " سنرفع صوتنا عاليا حتى نحصل على التمويل ونفتح المدارس في موعدها".
ويعتقد مختصون أن يفتح القرار الباب مشرعا أمام خيارات صعبة قد يلجأ لها اللاجئون الفلسطينيون، بكل ما فيها من قسوة وصعوبة، في حال أقدمت على تطبيق قراراتها فعليا على أرض الواقع.
السيناريوهات المتوقعة
وفي هذا الصدد، فإن سهيل الهندي رئيس اتحاد الموظفين في "أونروا"، أكد أن تنفيذ تلك القرار "كارثة حقيقية تحل على اللاجئين الفلسطينيين في مناطق تواجدهم الخمسة".
وقال الهندي لـ "الرسالة نت": "هناك مؤشرات قوية تفيد بتوجه الأونروا لتطبيق هذه القرارات فعليا على أرض الواقع"، مشيراً إلى أنه هذا الأمر على اللاجئين منذ 67عاماً.
وإزاء تلك المؤشرات القوية بتأجيل العام الدراسي، فإنه من المتوقع حدوث عدة سيناريوهات خلال المرحلة المقبلة، في حال تم تنفيذه فعليا على أرض الواقع.
وبحسب الهندي، فإن أول تلك السيناريوهات اتخاذ قرار "نزاع عمل"، بمعنى وقف كل الخدمات الصحية والتعليمية وغيرها التي تقدمها الوكالة للاجئين الفلسطينيين في جميع أماكن تواجدهم.
لكنه استدرك بالقول "هذا القرار سيكون له سلبيات كبيرة بحيث يسبب ضرراً كبيراً على اللاجئين، في ظل الظروف الصعبة التي تعصف بالقطاع نتيجة الحصار (الإسرائيلي) المفروض عليه".
أما السيناريو الثاني فيتمثل بتحدي قرارات الوكالة وافتتاح المدراس وذهاب الطلاب والمعلمين.
غير أن المتحدث باسم الاونروا عدنان أبو حسنة، قال إن أي قرار من الموظفين بالذهاب إلى مدارس أونروا والعمل بلا رواتب سيكون له تأثيرات مدمرة على الحوار الدائر بين (الأونروا) والعالم لحل هذه الأزمة".
وعن السيناريو الثالث، فإن الهندي توّقع تأجيل العام الدراسي لمدة أسبوع أو اثنين، وبعد تلك المدة يشعر الموظفون والطلاب بحجم المشكلة، وبالتالي ستكون هناك فعاليات كبيرة بعد تلك المدة.
إنهاء خدماتها
بدوره، أكد عصام عدوان رئيس دائرة شؤون اللاجئين في حماس بغزة، أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" تسير وفق خطة كاملة، وبشكل تدريجي تمهيدًا لإنهاء خدماتها بشكل كامل.
وأشار عدوان في تصريح لـ "الرسالة نت" إلى أن "الأونروا" ورغم تأجيل العام الدراسي، ستعمد إلى زيادة عدد الطلبة في صفوف مدارسها إلى 50 طالبا، معتبر ذلك "كسرا لحاجز المساس ببرنامج التعليم، وتمهيدا لاتخاذ خطوات أكثر جرأة".
وأضاف عدوان أن "تأجيل العام الدراسي سيؤثر على أكثر من 22 ألف موظف في قطاع التعليم بالوكالة وفق مناطق خدمتها الخمسة، الأمر الذي ينذر بكارثة اقتصادية صعبة ستحل بالفلسطينيين في مختلف أماكن تواجدهم".
وتابع: "مساس الأونروا ببرنامج التعليم الذي يعد أكبر برامجها، يمثل عملية تجهيل مقصود للطلبة مع ضغطهم وزيادة عددهم في الصفوف التعليمية"، معتبرا تلك الخطوات فرضا لواقعٍ جديد وندبة أخرى على جبين الشعب الفلسطيني.
ودعا إلى ضرورة رفع السلطة مشروع قرار أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لمطالبتها بتعويض كل نقص على ميزانية الوكالة، وأن تعمل على حشد الرأي العام الدولي واستغلال المؤيدين للقضية الفلسطينية وعدالتها.