تشهد العاصمة الفرنسية باريس توتراً، بين ممثلي الحكومة والمعارضة اليسارية؛ بسبب اعتزام بلدية باريس إحياء ما أسمته "يوم تل ابيب على ضفتي السين" بدعوة من رئيس البلدية آن هيدالغو.
الجدل بدأ يتصاعد نهاية الأسبوع، مع نشر عريضة على الإنترنت تطالب بإلغاء هذا اليوم.
معارضو الاحتفالية المقرر تنفيذها الخميس المقبل على ضفتي نهر السين، يرون أن الاحتفال ينظم وسط ظروف سيئة جداً، بعد مقتل رضيع فلسطيني حرقاً، في هجوم نفذه متطرفون "إسرائيليون" الأسبوع الفائت في الضفة المحتلة.
دانيال سيمونيه النائبة عن باريس (حزب اليسار) نددت بما أسمته "وقاحة" و"بذاءة" هذا اليوم الذي يأتي بعد عام على مجازر ارتكبتها "إسرائيل" وجيشها في قطاع غزة، وتكثيف الحكومة "الإسرائيلية" من سياساتها الاستيطانية.
وأعربت سيمونيه عن "خوف كبير من أن يكون يوماً سيئاً جداً"، مشيرة إلى أن الاحتفالية ستمثل "للحكومة الإسرائيلية" حملة دعائية ممتازة مقدمة لها من مدينة باريس على طبق من فضة.
ورغم أن المعارضين نجحوا في جمع 12 ألف توقيع على عريضة تطالب بإلغاء اليوم، إلا أن رئيسة بلدية باريس أبقت على الاحتفالية، ودعت إلى تجنب "الخلط بين السياسة القاسية للحكومة الإسرائيلية"، وتل أبيب، المدينة التقدمية".
وقال مساعدها الأول برونو جوليار "إن الذين يرفضون هذه الشراكة، هم أنفسهم الذين يطالبون بمقاطعة شاملة (لإسرائيل)"، داعياً إلى عدم معاقبة شعب ومدن تعمل من أجل السلام.
وقال إن "العاصمة الفرنسية تريد تعزيز التبادلات بين باريس، ومدن (إسرائيل) وفلسطين، في آن واحد".
وندد إريك سيوتي النائب عن حزب "الجمهوريين" الذي يترأسه نيكولا ساركوزي بما اعتبره جدلاً "ينضح بمعاداة السامية"، متهماً "اليسار المتشدد" الباريسي بذلك.
وكان متطرفون "إسرائيليون" أحرقوا الأسبوع الماضي، منزل عائلة دوابشة في بلدة دوما، ما أسفر عن استشهاد الرضيع عليّ فورًا، فيما استشهد والده قبل يومين متأثرا بجراحه.