قائمة الموقع

بالفيديو..الفقر والإعاقة يشدان وثاق "أم حسن" وأبنائها

2010-04-28T12:21:00+03:00

ملاحظة :: الفيديو أسفل الصفحة

 

 

غزة – محمد ابو قمر

 

تناثرت بضع حبات من الطماطم وبدا العفن على جزء منها في صاع صغير احتفظت به الحاجة الستينية "أم حسن" في داخل الغرفة لاستخدامها في تجهيز غداء لأبنائها المعاقين.وتقول الحاجة " هذه نعمة من ربنا" ، فيما احتفظت بكمية قليلة من الطحين في دلو "جردل" أبيض ، وتستعين بالأخشاب والحطب لإعداد الخبز.

 

في منزل بدت مساحته كبيرة لكن جدرانه المتهالكة والروائح الكريهة التي انبعثت من القمامة المتراكمة في إحدى زواياه تكشف حجم المعاناة التي تعيشها العائلة.

 

في تلك الزاوية تكاثرت أكوام القمامة من المخلفات التي كانت تجمعها "أم حسن" لإشعال فرن الطين، ولم تقو على التخلص منها بعدما نهشت الأمراض جسدها.رب الأسرة الذي انغمس في تناول وجبة غداء مكونة من صحن "سلطة" فقط، يعيش مع أبنائه الثلاثة المعاقين في عالم خاص بهم شاردي الذهن ولا يدركون ما يدور حولهم.

 

واكتفى "أبو حسن بالقول " عايشين من باب الله"، فيما تغيرت ملامح الفتاتين المعاقتين بين الضحك تارة والحزن تارة أخرى.أما حسن ذو الشعر الطويل المتهيج الذي غطى وجهه فلم يترك المكان الذي اختاره للجلوس أمام منزلهم ويرفض مغادرته إلا في ساعة متأخرة من مساء كل يوم عندما يخلد للنوم ويعود في الصباح لذات المكان.

 

تقطن العائلة في منزلها منذ ما يزيد عن عشرين عاما، وتكابد مرارة العيش والإعاقة، بانتظار أهل الخير الذين يمدون يدهم للأسرة بين الفترة والأخرى ، وتقول "أم حسن" " يفتقدونا أهل الخير في شهر رمضان، وما عدا ذلك بالكاد نستطيع ثمن الطعام".وتتابع " والله أحيانا بييجي على بالنا سمك أو لحمة بس ما بنقدر نجيبها".

 

ورغم مساحة المنزل الواسعة إلا أنه لا يحتوي سوى على غرفة صغيرة يعيش بها الأب والأم والأبناء الثلاثة، فيما المساحة الخالية تناثرت فيها القمامة من بقايا الدواجن التي كانت تربيها "أم حسن" وفارقت الحياة من غياب الرعاية ولم يتبق منها سوى دجاجتين.

 

ولاحظت "الرسالة نت " خلو الغرفة من الافرشة، وتضطر العائلة للنوم على قطعة من "الحصير" ويلتحفون بعض الأغطية البالية.وبحسب الحاجة فإنهم كانوا ينامون على رمال الغرفة إلا أن أهل الخير ساهموا مؤخرا في رصفها بالاسمنت.

 

في ما يسمى بالمطبخ اخترقت المياه العادمة أرضيته لعدم وجود مصارف، وغابت عنه مستلزماته الأساسية.وما يلفت الانتباه غياب أي وسيلة داخل مكان الاستحمام المشترك مع دورة المياه المتواجدة بعيدا عن غرفة النوم وتفتقر لباب يستر عورة أصحاب المنزل.وتعتمد العائلة على الحطب والأخشاب لتسخين المياه للاستحمام لغياب فرن الغاز.

 

ولم تتوقف دموع "أم حسن" المنهمرة وهي تسرد تفاصيل معاناتها الممتدة منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمن، حيث تغرقهم الأمطار في كل شتاء.وخضعت المسنة لعملية جراحية في عينيها مؤخرا لإزالة المياه البيضاء، وتعاني من أمراض السكر والضغط وخشونة في قدميها.

 

ويعتصر الألم قلب "أم حسن" التي لم تنفك عن البكاء، رغم تحذيرات الأطباء من ذرف الدموع، لكنها تقول " والله مش قادرة أتحمل ".وتطبخ الأم مرة واحدة كل ثلاثة أيام كلما يتوفر ثمن وجبة الطبيخ، وقالت " والله لو متت لغير يضيعوا ولادي من وراي".

 

غادرت "الرسالة" المكان ولا زال لسانها يلهج بالدعاء لكل من وقف بجانبها في الأيام الماضية، وترجو أن يتحقق حلمها البسيط في بناء غرفتين صالحتين للعيش الآدمي تجمعها وأبنائها المعاقين.

 

ورغم الألم إلا أن الورود التي تنمو على جدران المنزل الخارجية كانت تتشبث ببصيص أمل لمستقبل أفضل لتلك العائلة.

 

ملاحظة/ تنشر صحيفة الرسالة عبر موقعها الالكتروني "الرسالة.نت" مقطع مصور يظهر معاناة العائلة.

 

وتفتح صحيفة الرسالة من خلال زاوية "ألم وأمل" بالتعاون مع برنامج "لمن كان له قلب" الذي يبث عبر إذاعة الأقصى الباب لكل من يريد مد يد العون والمساعدة للأسر التي يسلط عليها الضوء من خلال صندوق البرنامج المتواجد في جميع فروع الجمعية الإسلامية بمحافظات غزة.

 

ويبدي القائمون على البرنامج استعدادهم للإفصاح عن اسم العائلة وعناوينها لأي شخص أو جهة تود إغاثتها وذلك من خلال الاتصال عبر الهواتف : 2854002 أو 2851990

اخبار ذات صلة