تهيمن الأندية الثرية في القارة الأوروبية على سوق الانتقالات في الكثير من الأوقات، من خلال إبرام صفقات قياسية يصل معظمها إلى حد "الجنون"، بينما تكتفي الصغيرة بانتهاج المثل "على قد لحافك مد رجليك" في تعاقداتها المحدودة.
وعلى خلاف السنوات الماضية، لم يشهد سوق الانتقالات الصيفية الحالية إجراء أي تعاقدات قياسية فلكية على غرار انضمام غاريث بيل وجيمس رودريغيز إلى ريال مدريد, ولويس سواريز ونيمار دا سيلفا إلى برشلونة في السابق.
ولكن عزوف اللاعبين الإنجليز عن تصدر المشهد في "الميركاتو" وغياب الكثير من الأسماء عن تحركات أندية القارة "العجوز"، أثار الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام حول عجز إنجلترا عن ضخ أسماء كبيرة في عروق الأندية الأوروبية.
وفي سياق التقرير التالي، نستعرض لكم أسباب غياب اللاعبين الإنجليز عن ضجة سوق الانتقالات وعزوفهم عن اللعب خارج حدود بلادهم.
1- أسلوب اللعب والمهارة:
يمتاز أداء اللاعبين الإنجليز بالقوة البدنية المفرطة في كثير من الأوقات، لهذا تتجنب العديد من الفرق الأوروبية في الدوريات "الإسباني والإيطالي والألماني والفرنسي" استقطابهم، كونها تفضل التعاقد مع نجوم هادئين بعيدين عن الاندفاعات البدنية.
كما يعتمد نمط اللعب الإنجليزي على الكرات العرضية، بينما تفضّل أغلب الفرق أمثال برشلونة وبايرن ميونيخ وباريس سان جيرمان، التمريرات القصيرة, وبناء الهجمة, مرورا بكافة خطوط اللعب.
ويفتقد اللاعبون الإنجليز للمهارة الكافية للفت انتباه مدربي الفرق الأوروبية، حيث تغلب القوة البدنية والبناء الجسماني المخيف على الأداء المهاري لهم.
2- غياب الأسماء الكبيرة:
ربما يكون واين روني ورحيم سترلينغ وهاري كين لاعبي مانشستر يونايتد وسيتي وتوتنهام على التوالي, من أفضل اللاعبين المتواجدين على الساحة الإنجليزية في الوقت الجاري، إلا أنهم يفضّلون البقاء في حدود بلادهم بدلا من المغامرة بخوض تجربة احترافية قد يرافقها الفشل.
وفي حال صدقت التوقعات وانضم كين لمانشستر يونايتد، فإنه سيبرهن فرضية عزوف اللاعبين الإنجليز, عن اللعب في الخارج, بعدما سبقه سترلينغ وفضّل البقاء في "البريميرليغ" من بوابة مانشستر سيتي, كونه رحل عن ليفربول.
3- طبيعة المناخ والأجواء:
يعدّ المناخ في إنجلترا معتدلا، حيث لا يقل عن الصفر في الشتاء, ولا يتجاوز حاجز الـ32 درجة مئوية في الصيف، على خلاف طبيعة الجو في الملاعب الأوروبية الأخرى, التي تتمتع بالبرد القارس والحر الشديد، لهذا يفضّل أغلب اللاعبين الإنجليز البقاء.
أما فيما يتعلق بالأجواء الصاخبة التي تتمتع بها مدرجات الملاعب الإنجليزية، فإنها تشحن اللاعبين معنويا, وهو ما ينعكس على أدائهم بشكل إيجابي، على خلاف بعض الدوريات الأخرى, التي تعج مدرجاتها بالجماهير, لكنها تبقى صامتة وتفتقد لحماسة عشاق "البريميرليغ".
4- التجارب السابقة:
تمثّل تجربة الويلزي غاريث بيل مع ريال مدريد نموذجا حيا للاعبين الإنجليز، إذ فشل نجم توتنهام السابق في التكيف مع أجواء اللعب في إسبانيا، كما أن معظم التجارب الاحترافية في الخارج كانت مخيبة للآمال, إلا ما ندر.
ستان كوليمور, وجوناثان وودغيت, وجيرمان بينانت, ومايكل أوين, وغاري لينكر، لاعبون بريطانيون فشلوا بشكل ذريع أثناء اتخاذهم أسوأ قرارات مسيرتهم الكروية بالاحتراف خارج إنجلترا بحثا عن النجومية، إلا أن ديفيد بيكهام يعدّ أشهر الذين تألقوا بعيدا عن "البريميرليغ"، حيث حقق العديد من الألقاب المحلية مع ريال مدريد، فضلا عن تمتعه بتسديدات دقيقة لا تضل طريق المرمى.
أخيرا.. "الدوري القوي يفرز منتخبا قويا"، إلا أن هذه المقولة لا تنطبق على منتخب "الأسود الثلاثة"، الذي لا يزال يحلم بالتتويج بلقب المونديال للمرة الثانية بعد إنجاز 1966.