قائمة الموقع

العمليات الفردية تُنهك (إسرائيل) في القدس والضفة

2015-08-15T15:29:45+03:00
صورة أرشيفية
الرسالة نت - محمد الشيخ

 

ربما فكرة اندلاع انتفاضة ثالثة في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير واردة في هذه الفترة على أقل تقدير، بسبب الحصار (الإسرائيلي) الخانق على أهالي الضفة المحتلة والتنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية و(إسرائيل) الذي يكبح جماح المقاومة ووقف كل نشاطاتها ضد الاحتلال وجرائمه بحق الفلسطينيين.

ورغم التضييق والحصار وتحجيم قدرات المقاومة إلا أن العمليات الفردية لم تتوقف يوما في مختلف مدن الضفة المحتلة والقدس، حتى أنها أصبحت قلقا يؤرق الاحتلال ويقض مضاجعه في كل حين.

والناظر إلى الوضع في الضفة يرى أن أنجح ما يمكن أن ينفذه المواطنون هي عمليات الدهس والطعن للمستوطنين الصهاينة أو جنود الاحتلال قرب المستوطنات أو الحواجز العسكرية في الضفة المحتلة، وبحسب مراقبين، تأتي هذه العمليات كرد فعل طبيعي من المنفذين على جرائم الاحتلال والمستوطنين بحق أبناء الشعب الفلسطيني، والتي كان آخرها حرق عائلة دوابشة في مدينة نابلس.

وأصيب شاب فلسطيني ظهر اليوم السبت، برصاص الجيش (الإسرائيلي) بزعم طعنه لأحد الجنود قرب مستوطنة (عوفرا) المقامة على أراضي مدينة رام الله، وسط الضفة المحتلة.

وقبل نحو أسبوع أصيب ثلاثة جنود "إسرائيليين" في عملية دهس نفذها فلسطيني على مفترق مستوطنة "شيلو" شمال مدينة رام الله ردا على استشهاد الطفل دوابشه، فيما أصيب قبل يومين مستوطن "(إسرائيلي) في عملية طعن قرب حاجز عوفر العسكري واستشهد منفذ العملية.

المختص في الشأن (الإسرائيلي) خالد عمايرة، يرى أن هذه العمليات حتمية الوقوع ويصعب على الاحتلال إيقافها؛ لأنها تتعلق بأفراد، مرجعا سبب حدوثها إلى التغول (الإسرائيلي) ضد الشعب الفلسطيني بحيث يشعر كثير من المواطنين بأن لهم ثأرا شخصيا مع سلطات الاحتلال إما لأنها اقترفت جرائم ضدهم أو بسبب ما يشاهدونه يوميا من اعتداءات وجرائم بحق كل ما هو فلسطيني.

ويقول العمايرة في حديثه "للرسالة نت"، إن العمليات الفردية تؤثر على منظومة الأمن (الإسرائيلي) لأنه لا يمكن التنبؤ بموعد حدوثها وممكن أن تحدث في أي مكان، وهذا يسبب ثغرة كبيرة في الأمن الشخصي لـ(إسرائيل) وهو ركيزة نظرية الأمن (الإسرائيلي).

ويتفق مأمون أبو عامر المختص في الشأن (الإسرائيلي) مع العمايرة، في أن هذا النوع من العمليات لا يمكن التنبؤ بها، ولا من هو الهدف وماذا يخطر في باله ومن المستهدف وما الوسيلة التي يستخدمها؟ وهذا ما يصعب من عمل جهاز الاستخبارات (الإسرائيلي) في مواجهة أي نوع من هذه الأعمال الفردية.

وكما سابقه أكد أبو عامر أن وجود مثل هذا النوع من المقاتلين يسبب نوعا من القلق لمنظومة الأمن (الإسرائيلية) ويجعلها في حالة تأهب مستمر لأي عملية في أي وقت وأي مكان.

لا يمكن ردعها

وبالعودة إلى العمايرة، الذي أكد أنه لا توجد قوة على وجه الأرض ممكن أن تمنع هذه العمليات، لأنه في معظم الاحوال يكون الفرد الذي قرر القيام بالعملية قرر ان يموت شهيدا فلا توجد قوة يمكن ان تردعه عن مبتغاه، لافتا في الوقت ذاته إلى أن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يحد من هذه العمليات إحداث تغيير جوهري في السياسة (الإسرائيلية) القائمة على قمع واهانة الفلسطينيين وقتلهم.

ويعتقد أن الاحتلال ذو الطابع العنصري يصعب عليه التخلي عن سياساته لذلك ستبقى العمليات.

وفيما يتعلق بالتنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال، يؤكد العمايرة أن الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة لا تستطيع ان تفعل شيئا في هذا المجال، فهي تستطيع قمع مظاهرة او اعتقال المواطنين، لكنها لا تعرف ما يدور في عقول المواطنين.

وفي الإطار ذاته، يقول أبو عامر، إن تلك العمليات تأتي في إطار مهم جدا بما يسمى حرب الجيل الرابع (المقاتل الفردي) الذي يقرر تنفيذ مهمة لهدف معين بدون عمل منظم أو مخطط له مسبقا ويكشفه الاحتلال أو أجهزة أمن السلطة.

وهنا يشير أبو عامر، إلى أن ما يحدث في الفترة الأخيرة من عمليات هي ردود أفعال تدل على مدى تأثر الشارع الفلسطيني بالأحداث الجارية بعد حرق عائلة دوابشة والاعتداءات المستمرة بحق المسجد الأقصى.

تصاعد العمليات

وبحسب العمايرة فإن هذه العمليات يمكن ان تتصاعد وتحدث تأثيرا كليا خطيرا في المجتمع (الإسرائيلي)، متمثلا في غياب الشعور بالأمان لدى (الإسرائيلي) العادي، وهذا يعتبر تحولا بالغ الاهمية في التغلب على نظرية الامن (الإسرائيلي)، واذا تعرض للانهيار بشكل او باخر فانه سيمثل فشلا ذريعا للاحتلال.

ويلفت العمايرة إلى أن تكاثر مثل هذه العمليات يأتي بسبب صعوبة العمل التنظيمي وهناك احداث محفزة في الشارع تساهم في دفع الكثير من الناس الى التحرك ولو بشكل فردي.

وفي نهاية حديثهم، أجمع المختصون على أن العمليات الفردية ستبقى مستمرة ما دام الاحتلال متواجدا ويعتدي على الفلسطينيين، بل إنهم ذهبوا إلى أن مثل تلك العمليات قابلة للزيادة والتصعيد وحدوث نوع من التطور في الأداء والتنفيذ لعدم وجود ما يوقفها من الجانب (الإسرائيلي)

 

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00