تثبيت وقف إطلاق النار لا يلغي احتمالية مواجهة جديدة

في أحد الأنفاق
في أحد الأنفاق

الرسالة نت- محمد الشيخ

توالت الأحاديث في الآونة الأخيرة عن اقتراب ابرام اتفاق تهدئة طويل الأمد في غزة بين الاحتلال (الإسرائيلي) وفصائل المقاومة الفلسطينية، لكن في المقابل تبقى الفرصة قائمة لعودة المواجهة مع الاحتلال في أي لحظة وأي مكان في فلسطين.

وتشهد الأراضي الفلسطينية منذ فترة ليست بالقصيرة أوضاعا متوترة على جميع الأصعدة، فالحصار لا يزال مطبقا على قطاع غزة، وعمليات الطعن والدهس مستمرة في الضفة ردا على جرائم الاحتلال والمستوطنين بحق الفلسطينيين، وأوضاع الأسرى المضربين عن الطعام وعلى رأسهم الأسير محمد علان، كما أن وضع القدس والأقصى ليس بأفضل من سابقه بالاقتحامات اليومية من المستوطنين وجنود الاحتلال لباحاته والاعتداء على المرابطين واعتقالهم.

كل العوامل السابقة قد تنذر بمواجهة جديدة غير محسوبة من جميع الأطراف، رغم الحديث الدائر عن اقتراب توقيع اتفاق تهدئة برعاية الوسيط مبعوث الرباعية الدولية الأسبق توني بلير.

 مواجهة جديدة

وفي ظل استمرار الحصار الخانق على غزة، قدم ضباط كبار في الجيش (الإسرائيلي) مؤخراً توصيات لوزير الحرب (الإسرائيلي) موشيه يعالون بالنظر في إمكانية فتح المعابر مع قطاع غزة بشكل واسع والسماح بعبور آلاف الغزيين إلى الأردن والضفة الغربية.

ورغم ذلك استبعد مصدر في قيادة الجيش (الإسرائيلي) اندلاع مواجهة عسكرية مع حماس في الفترة القريبة، قائلا: "إن الفرصة مواتية للتوصل إلى وقف إطلاق نار طويل الأمد، وحماس غير معنية بمواجهة عسكرية جديدة في الوقت الراهن".

لذا خلصت قيادات أمنية (إسرائيلية) إلى أنه بالإمكان التوصل إلى "تهدئة طويلة الأمد" على طول الحدود مع غزة من خلال التسهيلات الاقتصادية الواسعة وإلغاء بعض القرارات بما يتعلق بنقل البضائع التجارية وتنقل السكان من وإلى القطاع.

بين التهدئة وعدمها

وفي السياق، كشف البروفيسور ياسين أقطاي مستشار رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، فحوى جهود مباحثات التهدئة في قطاع غزة، على ضوء زيارة رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل إلى أنقرة مؤخرًا.

وتحدث أقطاي "للرسالة" عن وجود تقدم في مسألة الممر المائي، متوقعًا أن يتم التوصل الى اتفاق بشأنه في أقرب وقت، ولفت إلى وجود مباحثات بين تركيا وقبرص اليونانية بشأن مسائل عالقة حول هذا الملف، قائلا: "إن المباحثات الجارية ستلقى بظلال إيجابية على مشروع الممر المائي، متوقعًا أن يتم التوصل الى حل مطلع العام المقبل".

وهنا يرى المحلل السياسي تيسير محيسن أن ما تناقلته وسائل الاعلام من تقدم في مباحثات تمديد التهدئة يدعو الى التفاؤل، لكن بحسب وصفه فإن الامور ليست بهذه البساطة التي يعتقدها البعض، "لأننا على يقين ان الاحتلال يريد كل شيء دون ان يعطى شيئا، ورغم ذلك نقول لا بأس دعونا ننتظر، لعل هذه الجهود تحقق لنا شيئا".

في المقابل، نفى مكتب رئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو الأخبار التي تتحدث عن عقد مفاوضات لوقف إطلاق النار والتهدئة طويلة الأمد مع حركة حماس.

وقال مصدر دبلوماسي في مكتب نتنياهو لموقع "واللا" العبري: " لم تجرِ أي مفاوضات بين (إسرائيل) وحركة حماس حول التهدئة لا من خلال تركيا أو قطر أو توني بلير أو غيرهم". ونفى المصدر أي أخبار تتعلق بالمفاوضات مع حماس مؤكداً أنه لم يسمع بها سوى عبر وسائل الاعلام العربية التي تناقلت الأخبار الأخيرة.

ويعلق عدنان أبو عامر المختص في الشأن (الإسرائيلي) على تصريحات مكتب نتنياهو الأخيرة بالقول: "تبقى غزة أرض الرمال المتحركة، كل ساعة هناك جديد، بين تهدئة وتصعيد أو بقاء الحال على ما هو عليه".

وبحسب أبو عامر، فإن محاولة (إسرائيل) التنصل من إجراء مفاوضات مع حماس، يؤخذ على أكثر من محمل، فقد يكون ابتزازاً للحركة، أو طمأنة لحلفاء في المنطقة، أو حرصاً على عدم انهيار الائتلاف الحكومي، وقد يكون صحيحاً.

أما المحلل السياسي فايز أبو شمالة، فيرى في حديثه "للرسالة" أن تصريحات نتنياهو لا تعني عدم وجود مباحثات سرية أو علنية بهذا الشأن، لأن هناك توصية من قيادة الجيش بتحسين أوضاع غزة خوفا من اندلاع مواجهة جديدة وتأزم الأوضاع من جديد في القطاع.

اشتعال الضفة

وبالانتقال إلى الضفة المحتلة التي لا يمكن فصل ما يجري فيها من أحداث عن قطاع غزة، وتبقى الأوضاع السياسية متشابكة بينهما، حيث المواجهات مع قوات الاحتلال بين الحين والآخر، والحديث عن اشتعال انتفاضة ثالثة في أي لحظة أمر وارد لا يمكن تجاهله، بالإضافة إلى قضية الأسير محمد علان التي أشعلت الشارع الفلسطيني مؤخرا وقد يؤدي عدم الافراج عنه أو استشهاده إلى تأزم الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.

لكن المحلل السياسي فايز أبو شمالة، توقع أن يتجنب نتنياهو وحكومته تدهور الأوضاع الأمنية في فلسطين في الفترة الحالية خاصة في الضفة وغزة لما لذلك من تبعات كبيرة ستؤثر على مجرى التهدئة في حال تم التوصل فعليا إلى اتفاق خلال الفترة القريبة المقبلة.

كما يؤكد أبو شمالة أن الاحتلال بات يعمل ألف حساب للمقاومة الفلسطينية، وأصبحت التهدئة مطلبا (إسرائيليا) قبل أن يكون فلسطينيا بعد ما شاهده في الحروب الماضية على قطاع غزة، واعتراف القيادة (الإسرائيلية) بكل مستوياتها أنها لم تستطع تصفية المقاومة أو إنهائها في الأراضي الفلسطينية.

متعلقات

أخبار رئيسية

المزيد من سياسي

البث المباشر