عمّان-الرسالة نت
تبخرت الآمال التي كانت معقودة الاسبوع الماضي على لقاء بين زعيمي ائتلاف دولة القانون نوري المالكي وائتلاف العراقية اياد علاوي من اجل احداث انفراج في أزمة تشكيل الحكومة العراقية المفتوحة، حين تصاعد الصراع بين الرجلين مرة اخرى على خلفية دعوة علاوي للجامعة العربية بالتدخل من اجل الحفاظ على نتائج الانتخابات التي كرست ائتلافه بوصفه الكتلة الفائزة بينما سعى ائتلاف المالكي الى اتخاذ خطوات عدة من بينها اعادة الفرز وعد الاصوات في بغداد بغية ترجيح كفة ائتلاف دولة القانون الذي تراجع بمقعدين عن العراقية.
وفيما عاود رئيس الوزراء نوري المالكي، أول من أمس الجمعة، الحديث عن "مؤامرة دولية وعربية " للتأثير على العملية السياسية في العراق في اشارة الى دعوات دولية تحض على احترام نتائج الانتخابات كانت "العراقية" ردت على الاتهامات التي اوردها المالكي معتبرة في تصريح للناطق باسمها حيدر الملا ان "المالكي والائتلاف الذي رشحه لرئاسة الوزراء بعد انتخابات العام 2005 جاء الى السلطة بتفويض دولي وعبر تدخل عسكري مثلته حرب واشنطن لاسقاط نظام صدام حسين".
وفي حديث الى "الغد" عبر الهاتف كشف الملا أمس الى انه وبسبب تصريحه هذا "تلقى تهديدا بالقتل من مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي" غير انه لم يوضح تفاصيل أكثر وان اضاف ان " القائمة العراقية تحمل الحكومة مسؤولية أي اذى قد يلحق بالملا وهو نائب تم انتخابه ديمقراطيا".
الى ذلك اعاد الملا التذكير بموقف ائتلافه من ان "أي تغيير في نتائج الانتخابات بعد اعادة العد والفرز لصناديق الاقتراع بشكل يدوي في بغداد فإن ذلك سيكون بتأثير من حزب السلطة" مشددا على ان "القائمة العراقية هي الأولى ومن يريد ان يغيب صوت الشعب العراقي معناه يريد الانقلاب على العملية السياسية".
وكان تصريح المالكي الذي ربط بين دعوة علاوي للجامعة العربية بالتدخل لدى المجتمع الدولي من اجل حماية نتائج الانتخابات العراقية وبين "مؤامرة دولية " لتغيير الاوضاع في البلاد، أعاد اجواء سادت قبل نحو عامين وفيها كان رئيس الوزراء يواصل تحذيرات من خطر "انقلاب على العملية السياسية" في اشارة
الى ما تعتبره القوى الشيعية محاولات عربية لابعادها عن السلطة في العراق.
ربط المالكي بين دعوة علاوي للتدخل الدولي والمؤامرة على الاوضاع في العراق لجهة الاشارة الى "ابعاد الشيعة عن الحكم" كان المالكي اوضحه في حديث متلفز الاسبوع الماضي حين اعتبر علاوي زعيما لقائمة تمثل "العرب السنة" مؤكدا ان "من يدعو الى تشكيل الحكومة من قبل الكتلة الفائزة يحاول القفز على حق الاغلبية بحكم العراق" في اشارة الى ائتلافه والائتلاف الوطني العراقي الذي جاء بالمرتبة الثالثة في الانتخابات.
وكانت القائمة العراقية بزعامة اياد علاوي صعدت من رد فعلها مطالبة بإعادة الانتخابات وتشكيل حكومة مؤقتة باشراف دولي ردا على اجراءات من شأنها سلب هذه الكتلة عددا من مقاعدها فيما وجهت كل من واشنطن دعوة الى احترام نتائج الانتخابات لتجنيب البلاد تداعيات غير ايجابية يمكن ان تنجم عن تغيير النتائج.
وجاءت تلك المواقف بعد قرار اتخذته هيئة قضائية بإلغاء أصوات 52 مرشحا في الانتخابات احدهم على الاقل من النواب الفائزين في القائمة العراقية، بينما ينتظر قرار آخر يفترض ان يلغي أصوات نحو 9 مرشحين فائزين معظمهم حلفاء لاياد علاوي.
وكانت الكتلة العراقية، دعت المجتمع الدولي الى الاشراف على تشكيل حكومة تصريف اعمال واعادة الانتخابات "لحماية العملية السياسية من الانحراف" مشددة في بيان ان هذا هو "الاشعار الاخير الذي لن تصدر بعده نداءات او دعوات وستعود الى شعبها لتنفذ ما يتطلع اليه وما يرجوه منها".
وفي تصريحات سريعة قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في بيان إن الولايات المتحدة "وبصفتها صديقة وشريكة، تدعو المسؤولين العراقيين إلى وضع انقساماتهم جانبا واحترام التصويت الشجاع للعراقيين وتشكيل حكومة متماسكة تمثل إرادة وأمل كل العراقيين سريعا". وفي بغداد كان نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي قال ان "اجراءات المساءلة بحق المرشحين الفائزين، تفتح نقاشا جديدا لا يصب في مصلحة الانتخابات". وأضاف كذلك ان العد اليدوي لنتائج بغداد "يطيل فترة الفراغ الدستوري الذي تعيشه البلاد".