قائد الطوفان قائد الطوفان

في غمرة الحديث عن "تثبيت التهدئة".. المقاومة تتجهز

جنود من القسام (الأرشيف)
جنود من القسام (الأرشيف)

الرسالة نت- محمود فودة

لا يبدو أن عسكر غزة قد ركنوا إلى أحاديث التهدئة المتداولة في الساحة مؤخرا؛ تبعا لما يظهر من تجهزهم للخيارات كافة وعلى رأسها الاستعداد لمواجهة عسكرية قد تكون قريبة، في ظل المماطلة الإسرائيلية في تحقيق مطالبها المشروعة.

وإذا ما نظرنا بالعين الإسرائيلية المتابعة لتطورات المقاومة، نجد ارتفاعا في وتيرة التجارب الصاروخية خلال الأشهر القليلة الماضية والتي تزامنت مع المساعي الدولية للتهدئة، عدا عن احتمالية شبه مؤكدة من وصول الأنفاق الهجومية إلى داخل الأراضي المحتلة عام 1948، بالإضافة إلى الدورات العسكرية والعروض التي تثبت في كل مرة زيادةَ في العدة والعتاد.

ومن الجدير ذكره هنا، أن قرارات القيادة العسكرية تتناغم مع الصف السياسي وتخضع للتشاور بينهما، وهذا ما أكده أحد قادة كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في تصريح لـ"الرسالة" أن التوجهات الاستراتيجية تتم بالتنسيق الكامل مع القيادة السياسية، التي بدورها تطلع الجناح العسكري على مستجدات الملف السياسي بشكل دوري.

ويرى المراقبون أن العسكريين أقل قدرة من السياسيين على تحمل المماطلة في الاستجابة للمطالب، ومن هنا ينبع التخوف الإسرائيلي من إمكانية اندلاع مواجهة جديدة، خصوصا أن المقاومة الفلسطينية استطاعت ترميم جزء كبير من قدراتها بعد انتهاء المواجهة الأخيرة.

وبناءً عليه، تتشكل مما سبق رسالة واضحة للاحتلال مفادها أن حالة التسويف الممتعة من الناحية الإسرائيلية والمقيتة من وجهة نظر الفلسطينيين والمقاومة، لا يمكن لها أن تستمر، لطالما تقف في ظهر السياسي قوة عسكرية تستطيع الضغط على (إسرائيل) مجددا كما جرى في المواجهة الأخيرة.

من جهته، أكد المحلل السياسي إبراهيم المدهون أن المقاومة الفلسطينية في حالة استعداد دائم لأي طارئ على الجبهة، بينما استبعد أن يركن القادة العسكريون لما يجري تداوله من معلومات تشير إلى قرب التهدئة أو حتى تعثرها، الأمر الذي يعني أن ذلك لا يؤثر على مخططات الإعداد للمرحلة المقبلة والتي يسابقون الزمن لإنجازها.

وأشار إلى أن التناغم بين القياديتين السياسية والعسكرية واضح طيلة الفترة الماضية والحالية، مما يؤكد وضوح الرؤية لدى المستويين، موضحا انه لا يمكن لأحد منهم التفرد بالقرارات المصيرية او الاستراتيجية، إلا أن العسكر قد يكونون أكثر دعما للقرارات الجريئة.

ويقول الخبير في الشؤون العسكرية من لبنان العميد ركن خليل سكرية أن المقاومة تبدو في وضع جيد يسمح لها بالدخول في معركة عسكرية جديدة؛ برغم الوضع الاقليمي الذي يشدد الحصار عليها منذ عامين على الأقل.

وأوضح سكرية أن المؤشرات الميدانية تؤكد استفادة المقاومة من المواجهة الأخيرة باستخلاصها العبر وبناء عليها تم سد الثغرات والانتباه لنقاط الضعف لدى العدو؛ مما يمكنها من خوض معركة جديدة توجع الاحتلال فيها بضربات مؤثرة كما جرى في المعركة السابقة لكن بوتيرة أعلى.

 ومع استمرار الحالة الميدانية على هذه الشاكلة، تبدو الساحة مؤهلة لكل الخيارات، في ظل بقاء الظروف التي هيأت العدوان الأخير على حالها، من صعوبة في الأوضاع الإنسانية واشتعال في جبهة الضفة، بينما يلمع قرار المواجهة العسكرية على الطاولة إن لم تفلح الجهود السياسية.

البث المباشر