دمشق – الرسالة نت
ينظم متحف فكتوريا وألبرت الإنجليزي معرضا للفن الإسلامي في المتحف الوطني بدمشق ضمن جولة لتسعة أعمال بلغت الترشيحات النهائية لجائزة مؤسسة جميل التي أطلقها المتحف في لندن بدعم من هذه المؤسسة.
وتعكس الأعمال المشاركة بالمعرض الذي يستمر حتى 19 مايو/أيار القادم، الثقافة الإسلامية وما تمثله للفنانين المقيم أغلبهم في أوروبا وأميركا.
وتقدم الإيرانية المقيمة في أميركا والفائزة بالجائزة الأولى آفروز أميغي عملها "1001 صفحة" المستوحى من مصادر إسلامية بينها تصميم السجاد والمنمنمات والديكورات المعمارية.
ويظهر عمل أميغي في شكل سلسلة من قطع الظل تستخدم فيه الضوء والظل لتقدم تصاميم معقدة و"عملا مدهشا وحاذقا" حسب تعليق من منحوها الجائزة، فـ"استعمالها للضوء والظلال المُسقطين يشتّت تركيز المشاهد على الشكل المُبدَع، الأمر الذي يمثّل انتقالا من المادي إلى اللامادي" كما ورد في منشورات المعرض.
أعيش روتينا فنيا
وتقول أميغي "كنت قبل أن أبدأ هذا العمل أعيش روتينا فنيا، وكل ما كنت أستطيع فعله القراءة. وبعد قراءة كتب كثيرة والقيام بكثير من البحث على امتداد بضعة أشهر، استطعت أخيرا أن أحول ما قرأته إلى لغة بصرية. شعرت كما لو كنت أحاول أن أضغط كل ما تعلمته في صفحة واحدة مفصلة جدا، مثل مخطوط سلطت عليه الأضواء".
وحسب أميغي، تساعد جائزة جميل في تقريب العالم الإسلامي من الغرب فـ"ما كان سابقا حوارا ذاتيا في الساحة الفنية المعاصرة، حوّل إلى حوار ثنائي". وترى الفنانة أن توقيت الجائزة يتزامن مع اهتمام متزايد بالفن المعاصر في الشرق الأوسط، فـ"بدا الأمر تطورا طبيعيا، وكانت هذه الجائزة في حد ذاتها تطورا إيجابيا".
وتضيف أميغي للجزيرة نت أن "العالم الإسلامي لم يعد يُنظر إليه كمنطقة محشورة في الماضي، أو كبقية من التاريخ، بل كجزء حيوي من المنتوج الثقافي في عالمنا اليوم".
يا علي مدد
من جهته يعرض خسرو حسن زادة من إيران لوحتين من "الأكريليك" والحرير على القماش تعكسان الثقافة الإيرانية بعنوان "يا علي مدد"، وهو دعاء تقليدي يُطلب فيه العون من الإمام علي كرم الله وجهه حيث يشكل تكرار الاسم "علي" خلفية للصورة.
أما حسن حجاج من المغرب فيقدم عمل "الصالون" ويبرز فيه قوة التقاليد الإسلامية في وجه التحديات الخارجية، لكنه يوضح أيضا كيف يمكن إفسادها في مناخ السوق العربي المحموم المليء بالعلامات التجارية العالمية.
وأقيمت على هامش المعرض ورشة عمل لفنانين سوريين اختارتهم لجنة ضمت الفنان مصطفى علي الذي أبدى إعجابه بمعروضات جائزة جميل لأنه ضم ابتكارات جديدة لفنانين شباب نجحوا في تقديم أعمال حيوية عن الفن الإسلامي وثقت جغرافية المكان الذين ينتمون إليه.
مؤسسة جميل
يذكر أن مؤسسة جميل هي الهيئة الدولية في برامج عبد اللطيف جميل لخدمة المجتمع الدولي والتي أعادت بناء وتجديد متحف التراث الإسلامي في فكتوريا وألبرت وأعادت تسميته بـ"متحف جميل" في 2006.
وتمنح جائزة جميل كل عامين وتبلغ قيمتها 25 ألف جنيه إسترليني، والترشح لها مفتوح للفنانين والمصممين من كل الجنسيات والعقائد.
وستختار الأعمال المرشحة للجائزة القادمة في مايو/أيار 2011 على أن يعلن العمل الفائز في أكتوبر/تشرين الأول من العام ذاته.
نقلا عن الجزيرة نت