أثار قرار وزارة الخارجية الأميركية، إدراج أسماء ثلاثة من قادة حركة المقاومة "حماس" وهم يحيى السنوار وروحي مشتهى ومحمد الضيف القائد العسكري لكتائب القسام على لائحتها السوداء "للارهابيين الدوليين" العديد من التساؤلات والشكوك حول اختيار واشنطن لهؤلاء القادة رغم أن بعضهم لا يعتبر من قادة الصف الأول في الحركة.
"اختيار واشنطن لهؤلاء القادة لإدراجهم في قائمة الإرهاب يأتي في إطار الدعم اللا محدود من الولايات المتحدة لـ(إسرائيل) في مواجهة الفلسطينيين" هذا ما علق به عدد من المراقبون والمحللون لـ"الرسالة نت" تعقيبا على القرار.
وليد المدلل المختص والمحلل في الشأن الأمريكي، قال "إن القرار يأتي لترهيب المقاومة الفلسطينية، ولكل من يخالف السياسات الأمريكية، وهدفه تقديم الضوء الأخضر للاحتلال لقتل الفلسطينيين".
وأوضح المدلل أن القرار الأمريكي بإدراج ثلاثة قادة من حماس وهم مطلوبون للاحتلال، يهدف لمنح الضوء الأخضر (لإسرائيل) لملاحقتهم واغتيالهم في أي وقت.
واتفق المختص في الشأن (الإسرائيلي) مأمون أبو عامر، مع سابقه قائلاً: " هذا القرار يعطي الضوء الأخضر للاحتلال لتصفيتهم حتى وإن تواجدوا في أماكن سكنية بزعم أنهم مطلوبون لإسرائيل وأمريكا".
وأشار إلى أنه في حال أقدمت (إسرائيل) على اغتيالهم واشتعلت مواجهة جديدة، ستقدم أمريكا المساعدة العسكرية للاحتلال، إضافة إلى إعطائها حق "الفيتو" في الدفاع عن نفسها أمام المحاكم الدولية.
ولا شك أن محمد ضيف هو الشخصية الأهم في القرار الذي أعلنته الولايات المتحدة وهو مطارد لـ(إسرائيل) التي حاولت اغتياله في عدة غارات إحداها وقعت في آب/اغسطس 2014.
وبالعودة إلى المدلل، قال إن الاحتلال يسعى جاهدًا إلى تشويه صورة المقاومة الفلسطينية في كثير من الدول الأوربية من خلال إبرازهم كإرهابيين، والهدف منه أيضاً عدم التعامل معهم ودعمهم.
وأشار إلى أن الاحتلال يسعى من خلال تشويه المقاومة إلى تبرير اعتداءاته وجرائمه المتكررة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة خاصة بعد تقدم عدد من المؤسسات الدولية ضد لوائح جرائم حرب ضد (إسرائيل).
وتوقع المدلل أن يكون قرار واشنطن مقدمة لإضافة قيادات أخرى من المقاومة إلى قوائم الإرهاب.
"كما سيحظر التعامل مع هؤلاء القادة الثلاثة في أي عملية مفاوضات أو تواصل مع الدول الأوربية" هذا ما اعتبر الأخطر في القرار الأمريكي حسب المختص في الشأن (الإسرائيلي) أبو عامر.
وأوضح أبو عامر أن واشنطن ستصدر قرارا بوقف التعامل مع هؤلاء الأشخاص ووقف جميع حسابتهم المالية، إضافة إلى فرض عقوبات صارمة على الدول التي تتعامل معهم.
ومحمد الضيف القائد العام لكتائب القسام، المطلوب الأول للاحتلال. وهنا يقول أبو عامر " أنه من الممكن أن تستغل (إسرائيل) القرار الأمريكي لاستهدافه وارتكاب جريمة حرب".
ومن الواضح جيدًا أن واشنطن اختارت القادة الثلاثة لإضافتهم لقائمة الإرهاب بطلب من (إسرائيل) لما يشكل هؤلاء الثلاثة مصدر قوة داخل حماس. حسب ما يرى مراقبون.
واعتقل الضيف عام 1989 وقضى حكما بالسجن 16 شهرا ثم أفرج عنه، ليبدأ من جديد بتشكيل خلايا عسكرية بعد تلقيه قرارا من مؤسس القسام صلاح شحادة خلال وجودهما في السجن في ذاؤت العام.
أما يحيى السنوار وروحي مشتهى فهما من كوادر حماس وتعتبرهما (إسرائيل) من مؤسسي كتائب القسام، ويشغلان كمسئولين عن ملف المفاوضات بشأن الأسرى (الإسرائيليين) لدى حماس. وقد اعتقلتهما (إسرائيل) في 1988 بتهمة ممارسة "نشاط ارهابي" وأفرج عنهما في إطار صفقة التبادل في 2011.