يتجاهل النظام المصري متعمدا رسائل حركة حماس الداعية للكشف عن مصير الشبان الأربعة المخطوفين لديها، مع تأكيدها على بقاء القضية طي الكتمان بين الطرفين حال الإفراج عنهم، إلا أن الصمت المطبق يُخيف البعض من سيناريو الفصل الأخير من العملية التي استهدفت الشبان.
حماس من جهتها تتعامل وفق معلومات أمنية مؤكدة تشير إلى أن الشبان الأربعة معتقلين في أحد السجون المصرية، في المقابل ترى المخابرات المصرية في نفسها طرف محايد في القضية، ودورها يتلخص في البحث والتحري، لكنها في الحقيقة أصبحت كمن ابتلع منجل حيث لا يستطيع بلعه ولا إرجاعه.
الخطير في الأمر ما أشار إليه غازي حمد القيادي في حماس ووكيل وزارة الخارجية بغزة، بأن بقاء قضية المختطفين الاربعة "لغز مغلق" بعد نحو 24 يوما يثير تساؤلات خطيرة حول مستقبلهم وحول ما اذا كانت جهات "رسمية كبرى " تقف وراء عملية الخطف وتصر على إبقاء حالة الغموض.
ويضيف في تغريدة له عبر حسابه على الفيسبوك أن "قناعتنا الراسخة انه لا تنظيمات ولا جماعات مسلحة تقف وراء عملية الخطف والا لكانت لدينا الكثير الاشارات التي تكشف هذا اللغز".
وأشار إلى وجود احتمالات متعددة تدفع ناحية التفكير بجدية أن ما حدث عملية كبيرة ذات ابعاد سياسية وأمنية, تم التخطيط لها سلفا, وربما يكون لها تداعيات خطيرة مستقبلا في حال تكشفت خيوط هذه المؤامرة.
ما حصلت عليه "الرسالة" يشير إلى أن حماس عرضت على المصريين عدة خطط لإنهاء الملف دون إحداث "شوشرة إعلامية" حول وقوف مصر خلف الاختطاف، بينما الرد السلبي كان عنوان رسائل المصريين، والاكتفاء بأنهم يبحثون في الأمر ككل وليس لديهم معلومات حاليا.
الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون رأى ارباكا في تعامل حماس مع ملف المختطفين، بأنها لم تستطع تحويل الملف لهم وطني؛ لأن اختطافهم بهذه الطريقة حدث كبير وخطير وذو تداعيات سلبية على المقاومة، عدا عن أن اختطافهم سابقة لو تكررت فستفتح أبوابا من الفوضى على المنطقة.
ومن وجهة نظره، فإن القضية مفتوحة على عدة سيناريوهات في مقدمتها عودتهم والافراج عنهم؛ إلا أن ذلك يحتاج في البداية اعترافا مصريا أنهم معتقلين لديها، أو أنها قد تلجأ للتخلص منهم بطريقة أو آخر، وأخيرا أن يبقى ملفهم طي الكتمان وتركهم في المجهول، إلا أنه شدد على أن الاحتمالات مفتوحة دون ترجيح اي احتمال على آخر.
أما الكاتب والمحلل السياسي عصام شاور، كان له رأيٌ آخر، بأن حماس بجناحيها السياسي والعسكري تعمل في هذه القضية بعيدا عن الاعلام ولا يظهر منها الا الشيء اليسير كبعض تلميحات، مشيرا إلى أن حماس تتعامل بكامل طاقتها وحذرها؛ لان موضوع المختطفين شائك جدا، وهي تجربة جديدة تخوضها الحركة.
وعن مدى تحمل الطرف الفلسطيني لحالة الصمت المصري، أوضح أن الجغرافيا تجبر الجانب الفلسطيني على المزيد من الاحتمال، مستدركا بأن القدرة على التحمل لها حدود ولن تطول الى الابد وخاصة اذا شعر اهل غزة ان ظهرهم اصبح للحائط ولا مكان للمزيد من التراجع الدبلوماسي.
وتتخوف بعض الأطراف ان تتجه حماس إلى السير في طريق غير دبلوماسي، وفي ذلك يقول شاور أن حماس لن توفر اية فرصة او طريقة لإنقاذ المختطفين؛ لأن انقاذهم مصلحة عليا وهدف مشروع اينما كانوا، بينما كلما طال الوقت تضاءلت فرص تدخل أطراف خارجية لإنهاء الأزمة.