صراع الأبطال، منافسة النجوم، هي عناوين وصفتها الصحافة العالمية لأفضل لاعبين في الفترة الحالية ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، لأن الاثنين نجحا في الابتعاد أشواطا عن بقية اللاعبين.
ويقطن "الفنان" ميسي و"الهداف" رونالدو في قصر عاجي، لكن هل هذا أمر إيجابي على صعيد كرة القدم والمتعة؟.
ومن دون شك لدى اللاعبين الكثير من المهارات والعشاق حول العالم وهما يبدعان في المراوغات وتسجيل الأهداف، لكن أين بقية الأسماء؟، وكيف لها أن تنافس سطوة "البرغوث" و"الدون"، فتغير الزمن ينذر بأن الأيام المقبلة ستخلو من نجم بارز على غرار هذين اللاعبين.
ماض زاخر بالنجوم
في السنوات الماضية وتحديدا منذ الـ15 أو الـ20 الأخيرة على أقل تقدير، أي قبل بزوغ فجر ميسي ورونالدو، كانت كرة القدم مختلفة عن الآن، فالفرق على صعيد المنتخبات والأندية مغاير عن حقبتنا هذه، حيث كانت المنافسة بين كوكبة النجوم لا تقتصر على اسمين أو ثلاثة، بل على أكثر من عشرة نجوم من الطراز العالمي.
فكان موجودا رونالدو البرازيلي، وزين الدين زيدان، ولويس فيغو، وريفالدو، وأندريه شيفشينكو، وفرانشيسكو توتي, وأليساندرو دل بيرو، ورونالدينيو, وروماريو، والقائمة من دون شك تطول كثيرا.
ولعل هذه الأسماء كانت الأبرز في "الساحرة المستديرة" وقتها, ولم يحتكر أحدهم عناوين وسائل الإعلام لفترة طويلة, بل إن كل واحد منهم حصل على حقه من الصدى الإعلامي, على عكس ميسي ورونالدو اللذين باتا حديث العالم في السنوات الأخيرة, دون أحد غيرهما.
الحاضر وغياب الكبار
لا نستطيع في هذه الفترة القول إننا في زمن النجوم "الكبار"، ولدينا رونالدو وميسي في كوكب آخر فقط، ونيمار دا سيلفا يقترب رويدا رويدا، لكن إيدين هازارد هو الآخر اقتنع أنه لن يصل إلى إنجازات الأرجنتيني والبرتغالي، حيث قال "لا أتصور أنني أستطيع تسجيل 50 هدفا في الموسم"، وحتى على صعيد المدافعين في زمننا ضعفاء, ولهذا ينجح "النجمان" في تسجيل هذا الكم من الأهداف.
صحيح أن هناك بعض المدافعين في الفترة الجارية، يتمتعون بمهارات كبيرة، لكن شتان بين الماضي والحاضر، فالمقارنة حتى غير جائزة، وكمثال صغير إذا أردنا مقارنة خط دفاع إيطاليا بين بداية الألفية والفترة الحالية، سنجد الأمر مخيفا، فعندما تتحدث عن باولو مالديني، وفابيو كانافارو، وأليساندرو نيستا, وجانلوكا زامبروتا فمن دون شك لن تستطيع وضعهم في خانة مشابهة لجورجيو كيليني، أو أندريا بارزالي، أو ليوناردو بونوتشي, أو إغنازيو أباتي مثلا.
أما على صعيد الهجوم والمهارات البرازيلية، فالسؤال هنا، هل اضمحلت مواهب راقصي "السامبا"؟, الأمر محيّر فمنتخب "السيليساو" لا يملك سوى نيمار، وإذا غاب يسقط الفريق، ولهذا يجب التفكير مليا في مستقبل كرة القدم.