قائد الطوفان قائد الطوفان

عقب قرار استئناف المفاوضات

تحليل: المفاوضات مصلحة "إسرائيلية" ومضيعة للحقوق العربية

الرسالة نت-شيماء مرزوق

قرار اللجنة العربية لمتابعة مبادرة السلام الإبقاء على قرارها الذي سبق وأن اتخذته في آذار/مارس الماضي بشأن استئناف المفاوضات مع الاحتلال, اعتبر من قبل الكثيرين قراراً أمريكيا بامتياز خاصة وانه يأتي في ظل استمرار الاستيطان والتهويد والاعتداء على المقدسات الإسلامية, كما يؤكد على ضعف وهشاشة الموقف العربي والفلسطيني في مواجهة التعنت الإسرائيلي والتواطؤ الأميركي.

ومن هنا فإن كل الشواهد تدلل على وجود خطر حقيقي يتهدد المشروع الوطني الفلسطيني برمته بفعل عجز الموقف الرسمي العربي وحالة التردي التي يعيشها فريق التفاوض.

أميركي بامتياز

وفي هذا السياق قال المحلل السياسي هاني حبيب أن قرار لجنة المتابعة العربية يعيدنا إلي القرار السابق الذي اتخذ قبل شهرين, حيث كان هناك وعود وضمانات أمريكية, وقال في حينها عمرو موسي أمين عام الجامعة العربية بأنها الفرصة الأخيرة أمام إسرائيل, إلا أن الأخيرة أعلنت عن خطتها لضم القدس وبناء مئات الوحدات الاستيطانية, ثم عاد ليقول بأنه لن يكون هناك مفاوضات دون أن تعود إسرائيل عن خطتها وتوقف الاستيطان.

وهنا أوضح حبيب بأن الجامعة أعطت إسرائيل عشرات الفرص بهذا القرار وهي تفتح الباب أمام المزيد من الفرص مجاناً ودون جدوى, مشدداً على أن هذا القرار أميركي بامتياز, حيث أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلارى كلينتون عن استئناف المفاوضات قبل اجتماع لجنة المتابعة العربية وهو ما يؤكد بأن أميركا مسيطرة على الموقف العربي بالكامل.

ومن جانبه اعتبر المحلل السياسي د.وليد المدلل بأن قرار لجنة المتابعة لم يأتي بالحد الأدنى من توقعات الشارع العربي والفلسطيني, ففي مقابل التعنت الإسرائيلي كان من المفترض أن يتم رفع سقف المطالب العربية وليس اتخاذ قرارات تغطي المصلحة الأمريكية.

وهم الضمانات

وشدد على عدم وجود أية ضمانات أمريكية لإنجاح المفاوضات, إلا أن البعض تحدث عن ضمانات شفهية والتي من السهل التملص منها والتنكر لها, موضحاً بأن الجانب الأميركي له مصلحة كبرى في استئناف عملية المفاوضات حتى لا تستغل بعض الجهات الدولية والإقليمية الفراغ السياسي لضرب المصالح الأمريكية, بالإضافة إلى نزع فتيل التوتر الذي قد ينشأ في أي لحظة نتيجة للجرائم الإسرائيلية, إلي جانب تحقيق المصلحة الأميركية في الاستجابة للمصالح الإسرائيلية وضياع الحقوق العربية. 

وقد وافقه الرأي حبيب وقال" ليس هناك ضمانات أو وعود أمريكية وإنما ميزان القوى هو الذي يحسم الموضوع, فأميركا لم تستطع أن تضمن نفسها حينما ضغطت على إسرائيل بوقف الاستيطان لاستئناف المفاوضات", لافتاً إلى انه لا خيارات أمام الجانب الفلسطيني والعربي, فالوضع الداخلي الفلسطيني ميؤس من علاجه, والوضع العربي متهتك وبالتالي القيادة العربية لا تستطيع حشد الطاقات لمواجهة الاستحقاقات, فتجد بأن الأسهل هو الاستجابة للضغوط بدلاً من المواجهة.

ولفت المدلل إلى أن أميركا تريد من وراء المفاوضات تسكين جبهة الصراع في الشرق الأوسط وهي القضية الفلسطينية لحساب جبهات أخرى مفتوحة في العراق وأفغانستان, مؤكداً على أن العرب ليس لديهم خيارات سوى الاستمرار في المفاوضات وإحيائها من جديد, بالرغم من أن ذلك لن يؤدي إلى تحقيق المصالح الفلسطينية.

واعتبر بان التفاوض مع الحكومة الإسرائيلية المتطرفة برأسه نتانياهو هو مضيعة للوقت وخداع للشارع العربي, موضحاً بأن المحصلة النهائية لهذه المفاوضات هي إنقاذ النظام العربي الرسمي من أزمته وعجزه في حل الخلاف الفلسطيني الداخلي.

وكانت جامعة الدول العربية أعطت سلطة رام الله الضوء الأخضر للبدء في مفاوضات غير مباشرة مع العدو الصهيوني في ظل ضمانات أمريكية لم تسمن ولم تغن من جوع خلال السنين الماضية والتي تقدمت سلطات الاحتلال جراء تلك الضمانات خطوات إلى الأمام فيما تراجع الحق الفلسطيني خطوات إلى الخلف.

 

البث المباشر