قائمة الموقع

تدمير الأقصى في صلب الإجماع الصهيوني

2015-09-18T05:34:38+03:00
تدمير الأقصى في صلب الإجماع الصهيوني- أرشيفية
الرسالة نت- صالح النعامي

باستثناء الكيان الصهيوني، فإنه ليس بوسع المرء أن يعثر على كيان سياسي في العالم يمكن أن يضفي نظام الحكم فيه شرعية على تيارات فكرية ونخب تدعو صراحة لحرب دينية يمكن أن تغير شكل العالم بأسره، ويسمح لها بالتنافس على زعامة هذا الكيان.

وإن كان قادة الكيان الصهيوني يؤكدون أن السماح بالمس بالمسجد الأقصى يمكن أن يفضي إلى حدوث زلزال أمني وسياسي كبير، إلا أنهم لا يحركون ساكناً من أجل منع النخب التي تنادي صراحة بالمس بالحرم القدسي الشريف، بل جعلت هذا الهدف على رأس أولوياتها.

ومن المفارقة أن البرلمان الصهيوني (الكنيست) يستعد حالياً لاستيعاب عضو جديد هو الإرهابي الحاخام يهودا جليك، الذي يرأس تيارا صهيونيا عريضا يطالب صراحة بتدمير المسجد الأقصى، خلفاً للنائب داني دانون، الذي تم تعيينه مندوباً عاماً للكيان الصهيوني في الأمم المتحدة.

وعلى الرغم من أن هناك الكثير من الوزراء والنواب الصهاينة الذين يؤيدون السيطرة على الحرم القدسي، إلا أن غليك يجاهر بأن الطريقة الوحيدة للسيطرة على هذا المكان المقدس تتمثل في تصفية وجود المساجد المتواجدة داخل الحرم، وعلى رأسها قبة الصخرة.

وقد عبر غليك ذات مرة عن أمنيته بأن تقوم مجموعة من الطيارين الصهاينة بقصف كل المساجد التي تتواجد داخل الحرم مرة واحدة.

 وصفة "الخلاص اليهودي"

تنغرس فكرة الدعوة إلى تدمير المسجد الأقصى عميقاً في الإرث الديني اليهودي، على الرغم من تعدد التأويلات التي تقدم لتسويغ ذلك.

لكن القاسم المشترك لكل "الفتاوى والأحكام" التي صدرت عن الحاخامات والمرجعيات الدينية اليهودية تقول إن تحقق "الخلاص اليهودي" وتدشين مملكة يهودا، تتوقف على قدوم "المخلص المنتظر" (يطلقون عليه بالعبرية همشيح).

وحسب هذه العقيدة، فأن "المخلص المنتظر" لن يترجل إلا بعد اندلاع حرب "يأجوج ومأجوج"، وهذه الحرب لن تندلع إلا بعد إعادة بناء الهيكل على أنقاض الحرم القدسي الشريف.

أي أن أول متطلب لتحقق الخلاص اليهودي يتمثل في تدمير الحرم القدسي، وهذا ما يفسر حماس الكثير من الجماعات اليهودية للمس بالمسجد الأقصى، وهذا الذي يمثل مسوغاً لظهور الكثير من التنظيمات اليهودية التي تعمل من أجل تدمير الحرم.

مظلة رسمية

وعلى الرغم من أن قادة الكيان الصهيوني يؤكدون رفضهم المس بالمسجد الأقصى، إلا أنهم في المقابل يدعون لاتخاذ كل الخطوات التي تشجع الجماعات الإرهابية اليهودية على مواصلة مخططاتها ضد الحرم.

ففي سابقة، حث الرئيس الصهيوني رؤفين ريفلين اليهود على التوجه والصلاة في المسجد الأقصى، داعياً قوى الأمن الصهيونية لتوفير الحماية لليهود الذين يرغبون في الصلاة في الحرم بوصفه "المكان الأكثر قدسية لليهود"، على حد تعبيره.

ومما لا شك فيه أن موقف ريفلين يكتسب أهمية خاصة، لأنه ينظر إليه كـ "ممثل للاجماع الصهيوني".

ومما يضفي شرعية رسمية على مخططات المس بالمسجد الأقصى حقيقة أن الذي تزعم كل عمليات تدنيس الحرم التي تمت هذا العام والعام الماضي هو وزير الزراعة والاستيطان أوري أرئيل، الذي يروج لعمليات تدنيس الحرم من خلال موقع شخصي دشنه على الإنترنت لدعوة الشباب اليهودي للمشاركة في عمليات الاقتحام الممنهجة للحرم.

استخدام المتدينين لتدمير الحرم

وتدل كل المؤشرات على أن التنظيمات الإرهابية اليهودية تراهن على قيام عسكريين صهاينة باستغلال تغلغلهم في الجيش من أجل القيام بتفجير المسجد الأقصى.

وقد أكد رئيس جهاز المخابرات الداخلية "الشاباك" الأسبق كارمي غيلون إن تسلل المتدينين اليهود المتطرفين لسلاح الجو الصهيوني يكتسب خطورة كبيرة، على اعتبار أن طيارين يؤمون بفكرة دور تدمير المسجد الأقصى في جلب الخلاص اليهودي، يمكن أن تقنعهم باستخدام طائراتهم في قصف الحرم القدسي.

وحسب غيلون فأن الطيارين الذين سيعملون تحت تأثير الحاخامات يمكن أن يقدموا على قصف الحرم تحديداً أثناء صلاة الجمعة، من أجل قتل أكبر عدد من المصلين، على أمل منهم أن سقوط العدد الكبير من القتلى يمكن أن يفضي إلى اندلاع حرب "يأجوج ومأجوج".

ويتفق المعلق الصهيوني بن كاسبيت مع غيلون، ويقول إن كل المؤشرات تدلل على أن الجماعات اليهودية ستسعى لتفجير المسجد الأقصى من أجل توفير الظروف لاندلاع حرب يأجوج ومأجوج.

وحذر كاسبيت من أن اليهود الذين يؤمنون بضرورة تدشين الهيكل على أنفاض المسجد الأقصى باتوا يشكلون قطاعاً واسعاً من المجتمع الصهيوني، ولم يعودوا "أعشابا شاذة"، كما ظلت تزعم ماكنة الدعاية الصهيونية.

وشدد كاسبيت على أن المتطرفين اليهود الذين باتوا يشعرون بتعاظم قوتهم وتأثيرهم لا يبالون بتفجير برميل البارود في المسجد الأقصى من أجل تجسيد النبوءات التوراتية".

وأوضح كاسبيت أن الكيان الصهيوني بات أكثر تسامحاً مع دعوات المتطرفين اليهود وتظهر حكومته وقاحة في تقديم الدعم لهم، مشيراُ إلى تراخي فرض الضوابط على الذين يهددون استقرار الكيان الصهيوني وأمنه من اليهود.

قصارى القول، العنوان على الجدار، والصهاينة لا يظهرون فقط نواياهم، بل يبدون في سباق مع الزمن من أجل الوفاء بكل المتطلبات التي يمكن أن تؤدي إلى تدمير الأقصى.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00