حذرت قيادات اسلامية وعربية، من خطورة الأحداث في المسجد الأقصى المبارك، مؤكدة أن النيران التي تشتعل هناك لن تتوقف عند حدود اسوارi، بل ستمتد لتطال المنطقة برمتها حال استمر العدوان (الاسرائيلي) عليه.
وأكدّت قيادة الاحزاب الاسلامية في تصريحات خاصة بـ"الرسالة نت"، على ضرورة دعم المقاومة الفلسطينية في وجه الاحتلال، مستهجنة الموقف العربي والاسلامي الصامت إزاء هذه المؤامرة، وتواطؤ بعض الاطراف العربية ضد المسجد الأقصى.
بدوره ، أكدّ الشيخ علي القره داغي الأمين العام لاتحاد العلماء المسلمين، أن ما يجري في المسجد الأقصى هي الحلقة الأخيرة في مسلسل تدميره ونزع هويته الاسلامية، معتبرًا أن الجميع مشترك في هذه الجريمة التي يصمت عنها العالم العربي والاسلامي ويتواطؤ عليها العرب.
وألقى داغي، باللوم على الموقف العربي، "المتآمر فعلًا ومتورط في جريمة التهويد"، مشددًا على أن الانتفاضة القادمة لن تستثني احدًا ممن تآمر على القدس ووقف موقفًا متفرجًا إزاءها.
وطالب داغي شعوب الدول الاسلامية إلى احياء الروح الثائرة انتفاضة لقبلتها الأولى، كما وحثّ الفلسطينيين إلى اندلاع الانتفاضة الثالثة دفاعًا عن الاقصى، داعيًا إلى اتساع رقعة المواجهة لتصل مكان في الاراضي المحتلة كي تجبر اسرائيل الرجوع عن مواقفها.
وقال داغي "ما كان للاحتلال أن يقوم بهذه الجرائم لولا انه حاز على موافقة عربية، والدليل على ذلك الصمت العربي "المخزي"، على حد تعبيره.
وانتقد بشدة موقف السلطة الفلسطينية وتصديها للمسيرات التي اندلعت لنصرة الأقصى، معتبراً هذه المواقف "جزء من الخيانة التي يتعرض لها الاقصى"، مشددًا على أن هذه المرحلة بحاجة لتكاتف الجميع وتعاضدهم تجاه الاقصى لا خذلانه.
وأوضح أن الخذلان العربي في حد ذاته يعتبر خيانة وتآمرًا ، حتى وان لم يشترك العرب فعليًا في صفقات مشبوهة بالقدس.
من جانبه، اعتبر الشيخ عبد الفتاح مورو نائب رئيس حركة النهضة، ونائب رئيس البرلمان التونسي ، ما يجري في الاقصى "اعلان حرب على الأمة العربية والاسلامية".
وقال مورو إن اسرائيل تشعل حربًا دينية خطيرة في المنطقة وتستهدف الوجود الاسلامي والمسيحي على حد سواء في المدينة المقدسة، ما يعني أنها تمارس ابادة دينية وعرقية بحق الأديان الاخرى.
وبيّن أن ما يحدث يأتي ضمن خطة اسرائيلية معدة مسبقًا، ومدعومة من اطراف دولية واقليمية، تستهدف تصفية العنوان الابرز في القضية الفلسطينية، وصولًا إلى انهاء الوجود الاسلامي بالمدينة.
وأنتقد مورو، الموقف الاسلامي والعربي، وخذلانه للحراك الجاري في القدس، داعيًا الى وقفة اسلامية على كافة الاصعدة، مستنكراً ضعف اداء المنظمات المعنية بقضية المسجد الاقصى.
وشدد على أن احداث الاقصى الراهنة ستغير من مسار العالم برمته وليس المنطقة وحدها.
واتفق معهم الشيخ همام سعيد المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين في الأردن، مؤكدًا "أن استمرت المواجهات فيها، فإنها ستتخطى أسوار المسجد الأقصى، بل ستتعدى رقعتها لتصل دول المنطقة برمتها".
وقال سعيد، إن الانتفاضة أصبحت قاب قوسين أو أدنى ولن تتوقف بعد اندلاعها عند حدود الأراضي الفلسطينية، "بل سيشارك فيها المسلمون كافة"، معتبرا ما يجري الحلقة الأخيرة في تدمير الأقصى وتهويده، وإقامة الهيكل المزعوم.
وتابع: "المعركة لن تقف عند حدود المواجهة بين المقدسيين أو الفلسطينيين والاحتلال، بل ستضم كل الثائرين لدى الأمة التي تشهد غليانًا وثورة في صفوفها (...) الأقصى سيحرك كل ساكن في هذه الامة؛ لأن ما يجري أصاب العضل الحساس لديها".
وحث الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة على اشعال انتفاضة ثالثة، "خاصة أن كل مسبباتها قائمة"، وفق قوله، مطالبا الحكومات العربية والشعوب على حد سواء، بضرورة القيام بواجباتهم في دعم الاقصى.
وفي السياق، وصف سعيد دور الحكومة الأردنية بالخجول ودون المستوى، "لاسيما أن الاقصى تحت سلطتها، وهي المسؤولة أمام القانون الدولي بالمحافظة عليه".
وانتقد بشدة ضعف أداء المؤسسات المعنية بالمسجد الأقصى ومدينة القدس، "التي غابت عن المشهد بشكل شبه تام". ودعا المراقب العام لإخوان الأردن إلى ضرورة تفعيل الوصاية الأردنية على الأقصى، وسحب السفير الأردني من الأراضي المحتلة، والعمل على طرد سفير الاحتلال من بلاده.
من جانبه، قال عبد الرزاق مقري رئيس حركة "مجتمع السلم" بالجزائر، إن ما يحدث في الأقصى هو النتيجة الطبيعية للموقف العربي والاسلامي والدولي، سواء من خلال التخاذل الذي حدث تجاه الأقصى، أو من عبر المواقف المساندة للاحتلال فعلًا.
وحذر مقري، من خطورة الموقف تجاه استقرار المنطقة برمتها ، منبهًا إلى أن هذه المخططات ستقود جولة من العنف والتطرف المسؤول عنه بالطبع هو الاحتلال الاسرائيلي والمواقف المؤيدة له، وفق قوله.
وحث مقري على ضرورة دعم المقاومة الفلسطينية بالضفة وتقديم يد العون كاملًا لها، ووقف التآمر العربي عليها، والعمل على حشد كل الطاقات لها.