قائمة الموقع

"الحوانين" يستقبلون العيد على أنقاض منازلهم المدمرة

2015-09-25T15:59:24+03:00
جانب من الدمار في بلدة بيت حانون
الرسالة نت-عبدالرحمن الخالدي

مجموعة من الكراسي وُزّعت أمام ركام منزلٍ كان يضم ثلاثة طوابق قبل أن تسويه طائرات الاحتلال بالأرض إبان العدوان الأخير على القطاع، يتوافد للجلوس عليها بين الحين والآخر عدد من المهنئين بعيد الأضحى من الأقارب والأصدقاء وحتى المُواسين.

كان ذلك مشهد استقبال المواطن جمال الكفارنة لعيد الأضحى الثاني بعد العدوان (الإسرائيلي) الأخير، في بلدة بيت حانون أقصى شمال قطاع غزة، والتي دُمرت أجزاءٌ كبيرة منها، وشرّدت مئات الأسر التي ما زالت تنتظر حُلم الإعمار، بعدما شبعت وعودا تلو الأخرى.

يقول الكفارنة لـ"الرسالة نت": "رغم مرور أكثر من عام على الحرب، إلا أن الأمر لم يختلف علينا، فنحن تنقلنا بين منازل أقربائنا ومدارس الإيواء، وصولا إلى الكرفانات التي لا تقي حر صيف ولا برد شتاء، وفقدنا الأمل في إعمار منازلنا والعودة لحياتنا الطبيعية".

ويضيف: "نحاول اليوم رغم الظروف القاسية التي نعيشها زرع البسمة على وجوه أطفالنا وأبنائنا، فيكفيهم ما رأوه خلال الفترة الماضية من تشرد ومرارة نتيجة عدم الاستقرار وتأخر الإعمار".

في تلك البلدة التي تلحظ آثار الحرب والدمار أينما وليّت وجهك، ووسط بيت حانون، تجد تجمعا لعدد من المنازل المهدمة لأصحابها من عائلة "المصري" الذين كان لهم نصيب كبير من الدمار، حتى وصل ببعضهم الحال إلى العيش في خيام مرقعة مقابل تلك المنازل.

أحدهم كان الشاب حمزة المصري، ويقول: "الأوضاع في البلدة كما هي، بل تزداد سوءا يوما بعد يوم، وتأخير الإعمار يؤثر على كافة مناحي الحياة خاصة على المدى البعيد"، مستذكرا لحظات تشرد مئات الأسر تحت القصف (الإسرائيلي) العنيف بالمدفعية وشتى أنواع السلاح.

ويوضح المصري أن عائلته التي كانت تمتلك منزلا من عدة طوابق ومحلا تجاريا تعتاش من مقدراته، باتت اليوم بالكاد تستطيع تأمين قوت يومها، ويستر أفرادها أجسادهم بما استطاعوا انتشاله من بين الركام والدمار، مع ما تمكنوا من جمعه أو وفرته لهم بعض الجمعيات والمؤسسات.

ويُضيف: "عشرات العائلات في البلدة ما زالت تعاني آثار الحرب، ونحاول اليوم أن نعيش مع أطفالنا أجواء العيد بشكل طبيعي، رغم صعوبة الأوضاع المادية واكتظاظنا في الخيام والكرفانات الضيقة".

مهنا المصري، سكرتير اللجنة الشعبية لمساندة أهالي بيت حانون، والتي تشكلت بعد العدوان الأخير مباشرة، أكد صعوبة الأوضاع في البلدة وبقاء آثار العدوان قائمة في مختلف مناحي الحياة فيها، ومرور العيد الثاني على البلدة في ظل تقدم بطيء جدا لملف الإعمار.

ويقول لـ"الرسالة نت": "يحاول أهالي بيت حانون لملمة جراحهم والفرح بالعيد متحدين كل الظروف التي تلفهم، واليوم هم بالكاد استجمعوا قواهم وأعادوا ترتيب أوضاعهم بعد تدمير أكثر من 70% من إجمالي مساحة البلدة".

ويوضح المصري أن عددا من أصحاب المنازل المدمرة كليا في البلدة تمكنوا من شراء الأضحية وذبحها أمام ركام منازلهم، كما أن عوائل العديد من الشهداء لم يفتحوا بيوت عزاء كما جرت العادة عند البعض.

وأشار إلى أن البلدة الآن تحتوي أكثر من 170 منزلا متنقلا "كرفان"، وُضعت 80 وحدة منها في مجمع مُدّ بالمياه والكهرباء بعدادات الدفع المسبق، فيما الكرفانات الأخرى موزعة على باقي المتضررين قرب منازلهم.

مجمع الكرفانات سابق الذكر، كان يحتوي متنزها كبيرا للأطفال يتوسط البلدة، مقابل مستشفى بيت حانون، إلا أن آلة الحرب الإسرائيلية دمرته بالكامل، حتى باتت تفتقد اليوم لأي مكان ترفيهي يمكن أن يقضي فيه أطفالها أوقاتهم أو يرفهوا عن أنفسهم.

وتبلغ مساحة البلدة التي أُخليت بشكلٍ كامل خلال العدوان الأخير، حوالي 12500 دونم، تحتضن أكثر من 45 ألف نسمة، تغيرت عليهم ملامح مدينتهم بعد عودتهم بمجرد انتهاء 51 يوما من القصف والقتل والدمار.

وتبقى غزة تستذكر أكثر من 2300 شهيدا ارتقوا خلال 51 يوما من العدوان الشرس، فيما لا يزال 11 ألف جريح ومصاب يروون تفاصيل وأحداث قصفٍ بالكاد تصمد أمامه أعتى جيوش العالم.

اخبار ذات صلة