قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري بعد اجتماعه مع نظيره الإيراني إنه يرى فرصة لتحقيق تقدم هذه الأيام باتجاه حل الأزمة السورية، في ظل حديث عن مبادرة أميركية تجمع عدة أطراف.
وصرح كيري للصحفيين عقب اجتماعه بوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة السبت، بأنه يرى في الأيام القادمة "فرصة كبيرة لكي تقوم بعض الدول بدور مهم في محاولة حل عدد من القضايا الصعبة للغاية في الشرق الأوسط".
وأضاف "نحتاج إلى تحقيق السلام وإيجاد طريق للمضي قدما في سوريا واليمن وفي المنطقة.. أعتقد أن هناك فرصا في الأيام القادمة عبر هذه المناقشات لتحقيق بعض التقدم".
مبادرة أميركية
وقال مسؤولون غربيون إن كيري يريد طرح مبادرة جديدة لإيجاد حل سياسي للصراع السوري، وأضافوا أن المبادرة التي ما زالت في مهدها يمكن أن تجمع روسيا مع دول مثل السعودية وتركيا وقطر.
وقال مسؤول إيراني كبير لوكالة رويترز إن إيران مستعدة لمناقشة القضية السورية مع الولايات المتحدة. وأضاف "يمكننا طرح وجهات نظرنا وحلولنا لإنهاء الأزمات في سوريا واليمن أو أي قضية إقليمية أخرى".
وذكر دبلوماسيون أن إيران يمكنها بحث رحيل الأسد، لكنهم أشاروا إلى أنها تريد أن تخلفه حكومة علوية أخرى في سوريا.
فرنسا ترفض الأسد
وأكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن الرئيس السوري بشار الأسد لا يمكن أن يلعب أي دور في انتقال سياسي مستقبلي، وأعرب عن أمله في أن توضح روسيا نواياها العسكرية في سوريا خلال الأيام المقبلة.
وقال فابيوس في مؤتمر صحفي بنيويورك إن "الأسد مسؤول عن الفوضى الحالية.. إذا كنا سنقول للسوريين إن المستقبل سيكون مع الأسد، سنعرض أنفسنا عندئذ للفشل".
من جانب آخر، اتفقت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على التعاون للمساعدة في إنهاء الأزمة السورية، وذلك خلال لقاء في نيويورك.
وصرحت موغيريني للجزيرة بأن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أبلغها قبل أيام بأن بلاده أرسلت التعزيزات العسكرية إلى سوريا بسبب تخوف موسكو من انهيار مؤسسات النظام السوري.
وأضافت أن أحد العوامل خلف التحركات الروسية قد يكون رغبة موسكو في التأكيد على دورها المحوري في سوريا.
استنكار
في المقابل استنكر الائتلاف الوطني السوري المعارض ما سماها محاولات إعادة تسويق النظام بدلا من "إحالته إلى المحاكم الدولية بعد أن ثبت ارتكابه جرائم حرب".
وأوضح الائتلاف في بيان أن التمركز العسكري الروسي في سوريا "لا يقل عن كونه احتلالا ويضع مقدمات لتقسيم سوريا، كما أنه ينتهك سيادتها".
وأضاف الائتلاف أنه لا يتوقع "أي آفاق منطقية للمسارات المرتجلة التي تحاول بناء استقرار وهمي قابل للانفجار بشكل أكثر عنفا".
وتأتي هذه التطورات السياسية في ظل حديث عن تخفيف المواقف الأميركية والغربية من الرئيس الأسد، وسعي الغرب لصياغة استراتيجية جديدة لا سيما بعد تحرك روسيا لتعزيز وجودها العسكري في سوريا دعما لنظام الأسد.
الجزيرة نت