يسود هدوء حذر باحات المسجد الأقصى بعد ساعات من اقتحام قوات الاحتلال "الإسرائيلي" لها وإطلاقها قنابل الصوت والرصاص المطاطي باتجاه المرابطين عند باب المغاربة، قبل أن تعود للانسحاب.
وقال أحد حراس الأقصى إن أفراد الشرطة الإسرائيلية انسحبوا من ساحات المسجد، بعد اشتباكات محدودة مع المرابطين عند باب المغاربة.
وقد استنفرت شرطة الاحتلال قواتها في القدس المحتلة وعززت إجراءاتها في محيط الأقصى، عشية -ما يسمى- عيد العـُرش لدى اليهود الذي يوافق يوم غد الاثنين، كما قرر الاحتلال إغلاق الحرم القدسي الشريف في وجه الزوار الأجانب والمستوطنين.
وأفادت مصادر إعلامية، أن قوات الاحتلال اقتحمت بشكل محدود باحات الأقصى عند باب المغاربة الذي يستخدمه المستوطنون عادة لاقتحامها، ولم تتوغل إلى داخله كالعادة، مشيرة إلى أن الهدوء الحذر هو سيد الموقف الآن بالمسجد المبارك، لكن قوات الاحتلال أبقت على جاهزيتها تحسبا لأي طارئ.
وأضافت أن إغلاق المسجد الأقصى في وجه الأجانب والمستوطنين، اليوم الأحد، يمكن تفسيره بثلاثة احتمالات، أولها ورود معلومات استخباراتية تفيد باحتمال وقوع مواجهات عنيفة مع الفلسطينيين، فيما لو سمح للمستوطنين باقتحام الأقصى.
أما الاحتمال الثاني فهو أن يكون ذلك استجابة لضغوط عربية، وخصوصا من الجانب الأردني، أما الثالثة -وهو الأخطر- فهو أن يكون منع المستوطنين خلال أعياد المسلمين يقابله احتمال منع المسلمين من دخول الأقصى خلال أعياد اليهود التي تستمر لأكثر من أسبوع، وهو ما يكرس التقسيم الزماني ويسمح بمزيد من الاقتحامات تُبقي الاحتمالات مفتوحة على تصعيد جديد داخل الحرم وفي محيط البلدة القديمة.
وردا على الاقتحامات الإسرائيلية، تظاهر المئات من الفلسطينيين في ساحات المسجد الأقصى قبل ظهر اليوم رفضا للإجراءات الإسرائيلية واقتحامات المستوطنين للمسجد، وبحضور قيادات فلسطينية وإسلامية، بالإضافة إلى أعضاء الكنيست (البرلمان الإسرائيلي).
كما دعت القوى الوطنية والإسلامية في القدس والأحزاب العربية، بالمناطق المحتلة عام 1948، إلى اعتبار اليوم الأحد يوم نفير، لمنع اقتحامات المستوطنين للأقصى المبارك.
الجزيرة نت