جدد الطيران الروسي غاراته على مناطق وسط سوريا، وشن فجر اليوم ومساء أمس غارات على ريفي حمص وحماة، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى المدنيين، بعدما استهدفت الغارات صباح أمس الأربعاء مناطق سكنية مأهولة.
وأفاد مراسل الجزيرة أن طائرات حربية يعتقد أنها روسية جددت غاراتها فجر اليوم الخميس على بلدات في ريف حماة، مما أدى إلى سقوط جرحى بينهم نساء وأطفال.
وفي وقت سابق قال مراسل الجزيرة في ريف حمص جلال أبو سليمان إن أربع غارات استهدفت مساء أمس الأربعاء ريف حمص الشمالي، بينها غارتان استهدفتا منطقة السعن الأسود شرق مدينة تلبيسة التي تعتبر خط جبهة بين قوات النظام والمعارضة السورية المسلحة.
كما شن الطيران غارة على منطقة الزعفرانة استهدفت مجمعا سكنيا، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى. وفي منطقة المكرمية تسببت غارة روسية في حالة من الهلع بين السكان، ولم يتبين عدد الضحايا الذين سقطوا خلالها.
وأغارت صباح الأربعاء ولأول مرة مقاتلات روسية على مواقع تسيطر عليها المعارضة السورية المسلحة، ويحاصرها النظام السوري منذ نحو ثلاثة أعوام، وفشل في استعادتها أكثر من مرة.
وقالت المعارضة السورية المسلحة إن القصف استهدف مدينة اللطامنة وبلدة كفر زيتا بريف حماة، وكلا من تلبيسة والرستن والزعفرانية في ريف حمص، بينما أفاد مراسل الجزيرة بأن الغارات خلفت 36 قتيلا معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، مشيرا إلى أن الغارات استهدفت مدنيين ومواقع للمعارضة المسلحة، ولم تستهدف أي موقع لتنظيم الدولة الإسلامية.
وفي هذا السياق قال الرائد جميل الصالح قائد تجمع العزة -وهو أحد فصائل المعارضة المسلحة في ريف حماة الذي استهدفه القصف الروسي- إن التواجد الروسي في سوريا هو لمساندة بشار الأسد والقضاء على الجيش الحر والثورة السورية، بحسب قوله.
الائتلاف يدين
ووفقا للمعارضة السورية المسلحة، فقد تزامن القصف مع إعلان تفويض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام القوة خارج البلاد، وتصريح الكرملين أن الرئيس السوري بشار الأسد طلب دعما عسكريا عاجلا من موسكو.
وأدان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بشدة هذا القصف الروسي، واعتبر أن "عدوان روسيا غير المبرر وانتهاكها السيادة السورية لا يستند إلى أي شرعية قانونية، ويتناقض مع التزامات موسكو الدولية".
وقال بيان صحفي صادر عن الائتلاف إن التدخل العسكري الروسي في سوريا يمثل "عدوانا سافرا على الشعب السوري بكافة مكوناته، ويعزز الاعتقاد بأن موسكو باتت شريكاً لنظام الأسد في ارتكاب جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية بحق السوريين".
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أن القصف الذي نفذته مقاتلاتها في سوريا استهدف ثمانية مواقع تابعة لتنظيم الدولة.
وقالت الوزارة في بيان لها مساء الأربعاء إن المقاتلات الروسية انطلقت من قاعدة حميميم الجوية في سوريا (قرب مدينة اللاذقية)، وجرى استهداف مخازن للذخيرة والسلاح والوقود، ومركبات ومراكز اتصال، وتدمير مواقع مثل مراكز قيادة في منطقة جبلية بشكل تام.
تشكيك غربي
في غضون ذلك شككت عواصم غربية في استهداف الطيران الروسي لمواقع تابعة لتنظيم الدولة، وقال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر إن المعلومات المتوافرة لديه تشير إلى أن المناطق التي قصفتها الطائرات الروسية لم تكن تحت سيطرة التنظيم.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي لوكالة رويترز إنه بدا أن الضربات الجوية الروسية في سوريا تهدف إلى دعم الرئيس بشار الأسد عبر استهدافها جماعات المعارضة وليس مقاتلي تنظيم الدولة.