لا تزال جماعات المستوطنين الصهيونية تقتحم بشكل شبه يومي باحات المسجد الأقصى منذ بداية شهر سبتمبر، بحماية أمنية مشددة من شرطة الاحتلال (الإسرائيلي)، لتأدية طقوسهم الدينية واستفزاز المرابطين المتواجدين في الأقصى.
ويتضح من خلال الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة في المسجد الأقصى، والتي تزداد حدتها بشكل يومي إلى بدء تقسيمه زمانيا ومكانيا، بجعل الفلسطينيين يخضعون لسياسة الأمر الواقع، لكن المرابطين يقفون للاحتلال بالمرصاد ويمنعون استغلال أي فرصة لتقسميه قدر الإمكان.
وتفيد سحر بركات إحدى المرابطات المتواجدات بشكل شبه دائم في المسجد الأقصى، بأن الجماعات اليهودية المتطرفة تبدأ اقتحاماتها كل يوم تقريبا في ساعات الصباح الباكر، بحماية إسرائيلية مشددة.
وأشارت خلال حديثها مع "الرسالة نت"، إلى أن المقدسيين يتعرضون للتنكيل ومنع الوصول لباحات الأقصى، إضافة إلى طرد المصلين من المسجد منذ ساعات الفجر وحتى الظهيرة لإفساح المجال امام اقتحام المستوطنين.
وهو ذات الأمر الذي أكده رضوان عمرو مدير مركز المخطوطات في المسجد الأقصى، أن ما يقارب 500 مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى منذ بداية الأسبوع الحالي بحراسة مشددة من القوات الخاصة الإسرائيلية.
وقال عمرو في حديثه "للرسالة نت": "إن القوات الخاصة اعتدت بالضرب المبرح على عمال النظافة في المسجد الأقصى".
وأضاف أن قوات الاحتلال تستمر في حصار الحرم القدسي وتغلق معظم بواباته، الأمر الذي أدى إلى تأخير دخول طلبة المدارس الشرعية في المسجد والبالغ عددهم 700 طالب.
بدء التقسيم
ويواصل الاحتلال نشر قواته بكثافة في البلدة القديمة وضواحيها بمناسبة حلول "عيد العُرش" اليهودي، فيما اتخذ إجراءات جديدة تعيق حركة الناشطين الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، الذين يرابطون في المسجد الأقصى، ومن هذه الإجراءات تحرير مذكرات إبعاد عن الأقصى تصل لعدة أشهر، وكذلك إصدار مخالفات مرورية عشوائية بحق سائقي الحافلات التي تقل الناشطين إلى القدس المحتلة، في محاولة لمنع الرباط في الحرم القدسي.
وتعقيبا على ذلك، أكّد رئيس قسم المخطوطات والتراث في المسجد الأقصى ناجح بكيرات، أن الاحتلال يعمل على تكريس التقسيم الزماني للمسجد عبر تصعيد الاقتحامات واستخدام معدات ثقيلة.
وقال بكيرات لـ "الرسالة نت"، إن تمرير التقسيم الزماني للمسجد الأقصى سيجعل أمر تقسيمه مكانيا قاب قوسين أو أدنى، داعيا إلى مواجهة الاقتحامات بكل القوة.
وشدد على أن ما يجرى هذه الأيام من اقتحام عنيف للأقصى يدلل على جدّية الاحتلال في تقسيمه، مضيفا: " استخدام الاحتلال للمعدات الثقيلة والمتاريس الحديدية لمواجهة المرابطين في المسجد، يستدعي هبّة شعبية ورسمية لمساندة المرابطين ووقف مخطط التقسيم الزماني".
وتقتحم منذ بداية الأسبوع أعداد كبيرة من قوات الاحتلال والوحدات الخاصة المسجد الأقصى كل صباح لحماية المستوطنين، واعتدت على المصلين المتواجدين في المكان، ما أدى إلى وقوع أكثر من 50 إصابة في صفوف المرابطين.