أصدر مركز "أحرار" لحقوق الإنسان، اليوم السبت، تقريرا يتناول انتهاكات الاحتلال لحقوق الإنسان الفلسطيني منذ بداية تشرين أول الجاري، يستعرض أعداد الشهداء والمعتقلين في مدن الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة.
وحسب التقرير، الذي وصل "فلسطين الآن"، فقد استشهد 17 مواطنا فلسطينيا في الضفة والقدس وغزة، بينهم أربعة قاصرين، في حين أغلب من استشهدوا هم من فئة الشباب حيث لا يتجاوز عمر أكبرهم 22 عاما.
وأشار التقرير أن قوات الاحتلال والجيش الإسرائيلي والشرطة تعمدت قتل العديد من الفلسطينيين سواء كان على الحواجز العسكرية في مدينة القدس والخليل وغيرها، وقامت بتوجيه النار بشكل مباشر على الصدر والمناطق العليا من الجسد بهدف القتل خلال المواجهات والمظاهرات، وقد كانت قادرة على توجيه الرصاص للمناطق السفلى لو لم يكن الهدف هو القتل.
ومن بين الشهداء 7 استشهدوا في قطاع غزة وحدها يوم الجمعة التاسع من شهر تشرين أول الجاري خلال خروج المواطنين في مظاهرات نحو حدود قطاع غزة.
اعتقالات بالمئات
في حين لا يزال العديد من المعتقلين والمعتقلات الفلسطينيات في حالة صحية مجهولة بعد اعتقالهم على أيدي قوات الاحتلال بعد إطلاق النار عليهم وإصابتهم بشكل مباشر، ومن بين تلك الحالات الشابة إسراء عابد التي أصيبت برصاصات الاحتلال في محطة "العفولة" في الداخل الفلسطيني المحتل، وكذلك الشابة شروق دويات من مدينة القدس التي أصيبت برصاص مستوطن إسرائيلي في المدينة.
وقد اعتقلت قوات الاحتلال خلال الفترة ذاتها ما يقرب من 250 مواطن من محافظات الضفة الغربية والقدس، من بينهم ما يقرب من 50 تم اعتقالهم من الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 في مدن الناصرة وأم الفحم واللد، خلال مسيرات ومظاهرات خرجت في تلك المناطق.
كما وثق التقرير حالات متعددة وكبيرة لاعتداءات المستوطنين على المدنيين الفلسطينيين، التي تمثلت بإطلاق النار وحرق الأراضي وتحطيم المركبات وإغلاق الطرق. إذ رصد المركز 214 اعتداء قام بها مستوطنون بحامية مباشرة من الاحتلال الإسرائيلي بمختلف مناطق الضفة مع تركيز على مناطق نابلس وتحديدا حوارة ومناطق الخليل وقلقيلية وبيت لحم.
ورصد التقرير تحطيم زجاج 102 مركبة مارة من طرق في الضفة الغربية وذلك من خلال إلقاء الحجارة على المركبات والهجوم عليها وضرب الركاب بالعصي بعد الصراخ عليهم وشتمهم.
وجرى توثيق 57 حالة اعتداء جسدي مباشر على فلسطينيين من المستوطنين تركزت أغلبها في مناطق بيت لحم والخليل، خصوصاً عند مفرق مجمع مستوطنات "غوش عتصيون" وحوارة وعورتا، بالإضافة لإضرام النار بعشرات الدونمات بالقرب من نابلس وفي محيط بلدة حوارة.
حماية دولية
من جهته، طالب مدير مركز أحرار لحقوق الإنسان "فؤاد الخفش" الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية "جنيف" الرابعة تحمل مسئولياتها القانونية والأخلاقية والوفاء بالتزاماتها، والعمل على إجبار "إسرائيل" احترام الاتفاقية وتطبيقها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بموجب المادة الأولى من الاتفاقية، كذلك الوفاء بالتزاماتها القانونية الواردة في المادة (146) من الاتفاقية بملاحقة المسئولين عن اقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية.
كذلك فإن مركز "أحرار" يرى بأنه يقع على عاتق المجتمع الدولي وحكوماته مسؤولية الضغط على "إسرائيل" وقوات الاحتلال من أجل وضع حد لاستخدامها القوة العسكرية المفرطة وغير المتناسبة التي تؤدى إلى قتل المدنيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وطالب الخفش المجتمع الدولي التدخل الفوري من أجل حماية الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية والعمل من أجل رفع المعاناة الإضافية التي تقع عليهم جراء سياسة دولة الاحتلال، وبهذا الصدد تدعو المؤسسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى تكثيف نشاطاتها في مجال حماية المعتقلين والأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.