أكد مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أن العمل جار للتحضير لمؤتمر جنيف(3) في مسعى لإيجاد حل للأزمة السورية، ودعا في الوقت نفسه إلى ضرورة أن تتوصل موسكو وواشنطن إلى تفاهم بشأن سوريا قبل إشراك القوى الإقليمية.
وقال دي ميستورا في مؤتمر صحفي قبل توجهه إلى موسكو الثلاثاء، ومنها إلى واشنطن، إنه لا بديل عن عملية سياسية في سوريا، مشيرا إلى أن المستجدات على الأرض تجعل هذا الأمر ملحا أكثر من ذي قبل.
وشدد على أن أميركا وروسيا لهما مصلحة حيوية في دفع الأطراف المتحاربة في سوريا إلى المحادثات رغم خلافاتهما العميقة بشأن هذا الملف.
وذكر أن تصاعد القتال الذي يتزامن مع التدخل العسكري الروسي في سوريا جعل إجراء محادثات بين الحكومة السورية وجماعات المعارضة أكثر إلحاحا.
وقال إن "ما يجب علينا جميعا تجنبه وبأي تكلفة هو استمرار الصراع وتجنب تقسيم يعد في واقع الأمر حاليا احتمالا قائما بالفعل"، واصفا ذلك بالمأساة، مشيرا إلى أن التدخل العسكري الروسي في سوريا أحدث محركات جديدة على الوضع، وتسبب في تشريد أربعين ألف مدني.
ومضى إلى القول إن السلطات السورية أبدت استعدادها للانضمام إلى أربع مجموعات عمل يعتزم عقدها في جنيف لمناقشة جوانب ما بعد الصراع في سوريا.
تعاون أوروبي
من جانبها، قالت مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوربي فيديريكا موغيريني إن الاتحاد سيبدأ العمل مع دي ميستورا لاستكمال العملية السياسية في سوريا.
وأوضحت موغيريني في ختام اجتماعات وزراء خارجية الاتحاد في لوكسمبورغ أن الاتحاد سيبحث الأزمة السورية مع كل الأطراف المؤثرة في هذه الأزمة.
ويذكر أن القوى العظمي وقعت في أعقاب مؤتمر جنيف1 في الثلاثين من يونيو/حزيران 2012 "بيان جنيف"، لكن هذا النص الذي قدم كخطة لحل النزاع وينص على انتقال سياسي، بقي حبرا على ورق.
واقترح دي ميستورا أواخر يوليو/تموز الماضي تشكيل أربع مجموعات عمل بين السوريين، و"مجموعات اتصال" بين مختلف أطراف النزاع.
وتقوم خطة الأمم المتحدة على أن تكون المحادثات مدعومة بمجموعة اتصال تضم الدول المعنية التي قال دي ميستورا إنها ستشمل الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وإيران وتركيا ودولا إقليمية أخرى.
وأعلن الائتلاف الوطني السوري المعارض الأحد مقاطعته المحادثات التي اقترحتها الأمم المتحدة، خاصة بعد الضربات الجوية التي تنفذها روسيا في سوريا.
الجزيرة نت