الضفة الغربية – الرسالة نت
أكدت مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان أن الطبيب الإسرائيلي يعتبر شريكا مباشرا في الجرائم المتلاحقة التي يتعرض لها الأسرى المرضى في سجون الاحتلال، والتي نتج عنها استشهاد (51) أسيراً داخل السجون الصهيونية منذ العام 1967 نتيجة الإهمال الطبي أو التشخيص الخاطئ المتعمد في تقديم الأدوية الصحيحة.
ووصف الباحث في شئون الأسرى بالمؤسسة أحمد البيتاوي الأطباء الإسرائيليون بأنهم ينسلخون عن شرف المهنة وأخلاقها، ويشاركون الفرق الأمنية والعسكرية في تعذيب الأسير وانتزاع الاعترافات منه.
مضيفا أن هؤلاء الأطباء يلعبون دورا في إحباط معنويات الأسرى المرضى وذلك من خلال الحديث للمريض عن عدم وجود أمل في علاجه أو عدم توفر الدواء اللازم، أو من خلال الادعاء بان الأسير يتظاهر بالمرض أو انه قدم للسجن من اجل إجراء العملية.
حالات وشواهد
وذكر البيتاوي حالات لأسرى يعانون من سياسة الإهمال الطبي، أمثال الأسير معتصم رداد من طولكرم، الذي يعاني من التهاب مزمن في الأمعاء، ويكرر الأطباء باستمرار مقولة:لا يوجد علاج لحالتك، وذلك بالرغم من عدم قيامهم بالفحوصات اللازمة.
وكذلك الأمر مع الأسير"زهير لبادة" من نابلس الذي يعاني من فشل كلوي، حيث يتعمد الطبيب الإسرائيلي القول له وفي أكثر مناسبة انه أتى إلى السجن متعمدا من اجل إجراء عملية زراعة الكلى.
كما أن الأسير "عماد الدين زعرب" من خان يونس، الذي يعاني من التهاب حاد في الغدة اللمفاوية وجهاز المناعة، ويرفض الأطباء تقديم العلاج اللازم، يقولون له أنهم ينتظرون حتى يصبح عنده سرطان دم أكيد حتى يعالجوه، هذا بالإضافة إلى العديد من الشواهد والدلائل التي تشير إلى تعمد إحباط الروح المعنوية للأسير.
إرهابي وليس مريض
وأشار البيتاوي إلى أن الحالة النفسية الجيدة للمريض تشكل ما نسبته (25%) من عوامل شفاء المريض؛ وهو ما يحرص الأطباء الإسرائيليون على عمل نقيضه تماما.
وأضاف:":من أهم الأدوار غير الأخلاقية التي يقوم بها الأطباء في المعتقلات هي إعداد تقرير طبي بحالة الأسير الصحية، ويحددون فيها لضباط التحقيق نقاط الضعف لدى الأسير لاستغلالها في الضغط عليه، وإخفاء آثار التعذيب والتنكيل عن جسد المعتقل، قبل عرضه على المحكمة أو قبل زيارته من قِبَل مؤسَّسات حقوق الإنسان أو الصليب الأحمر؛ أي إنه يقوم بدور تجميلي ودفاعي عن السجانين والمحققين، وكذلك معاملة الأسير الفلسطيني على أنه "مخرب وإرهابي" لا إنسان مريض، وبذلك فهو لا يستحق المعاملة الإنسانية كباقي البشر.
ويشير "البيتاوي" إلى أن الأسرى وفي كل زيارة لمؤسسة التضامن للسجون الإسرائيلية يطالبون بضرورة إيفاد أطباء مختصون من خارج السجن لعدم ثقتهم بالأطباء الإسرائيليين، كما أن بعضهم يمتنعون عن إجراء العلميات داخل السجن خوفا من الإهمال الطبي المتعمد كحالة الأسير البروفسور "عصام الأشقر" الذي يعاني من ضيق في أوردة الدم ينتج عنها ارتفاع كبير في الضغط، وبالرغم من معاناته المتواصلة إلا انه يرفض إجراء عملية توسيع للأوردة خوفا من الإهمال الطبي المتعمد والانعكاسات السلبية على صحته.
وناشد "البيتاوي" وزارة الأسرى والمؤسسات الحقوقية ومنظمة أطباء لحقوق الإنسان بسرعة التدخل لوقف ممارسات الأطباء الإسرائيليون في السجون وضرورة إدخال أطباء مختصون من خارج السجن للإشراف على حالة الأسرى المرضى وتشخيص العلاج الصحيح لهم وإجراء العمليات اللازمة.