قائمة الموقع

الانتفاضة تنتشل القضية من وحل "الإقليم" وتصوب البوصلة

2015-10-15T11:09:09+03:00
من مواجهات الانتفاضة
الرسالة - محمود هنية

إلى وقت قريب شكّلت القضية الفلسطينية ورقة مهمة في بازار الصراع الاقليمي الممتد في أكثر من منطقة، وجعل منها أيقونة صراع في ساحات مواجهة لم يكن للفلسطيني فيها ناقة ولا جمل، وتشتعل باسمها ترانيم الحرب والدمار.

وانزلقت اطراف الصراعات لتجعل من هذه القضية معيارًا لقدسية معاركهم، دون أن تكون فلسطين هي الساحة الحقيقية في المواجهة، ودون أن ينزف على تربها الدم الذي سال على عتبات حروب حرفت البوصلة وبدلت الأولويات.

ووصل الأمر إلى أن حالة الابتزاز التي تعرضت لها القضية الفلسطينية من عدة اطراف، جراء تمسك الفصائل الفلسطينية بخيار الحياد عن الصراع الاقليمي القائم، وهو ما أثر سلبًا على مسار العلاقة بينها وبين عدد من دول الاقليم، بل وامتد اثرها الى مسار العلاقة بين الفصائل الفلسطينية ذاتها.

وانشغلت كثير من الفصائل الفلسطينية في مسارات المواجهة في ساحات الاقليم، حتى أن بعضها تورط فعلا في هذه الصراعات واصبح ورقة في يد اطرافها، حتى اصبحت القضية محط خلاف في بعض تفاصيل المواجهة.

الا انه مع انفجار الاحداث من جديد، عادت القضية إلى صدارة الخبر والصورة من الناحية الاعلامية عربيًا، وأعادت الزخم سياسيًا للقضية بعد أقل من يومين مضى على عقد اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة، لم يذكر فيه أحد القضية الفلسطينية سوى الأمير القطري.

وبدت الانتفاضة أكثر وعيًا وادراكًا لأهمية المعركة الحقيقية التي انشغل عنها الاقليم، حتى لم يعد قادرًا على التضامن مع قضيته الأساسية في ظل انشغاله بقضايا سياسية تقدمت على مسار القضية الراهن.

وتشير التقديرات السياسية إلى نجاح الانتفاضة الشعبية في تجاوز حالة الركود في البيئة السياسية المحلية والاقليمية، وتمكنها على القفز عن الوقائع السياسية الراهنة، والقدرة على صياغة مواقف سياسية مغايرة لمسارات المرحلة الراهنة.

في البيئة المحلية، يجري النقاش بشكل جدي على تشكيل قيادة فلسطينية موحدة، ما يعني أن الانتفاضة فرضت ضرورة عقد الاطار القيادي لمنظمة التحرير رغم المحاولات المتعمدة لإرجائه، وفق ما صرحت به قيادات فلسطينية "لـلرسالة"، إذ يجري الاتفاق حاليًا على بلورة رؤية لتشكيل هذه القيادة.

ويقول الدكتور محسن صالح رئيس مركز دراسات الزيتونة لـ"الرسالة نت"، إن القضية الفلسطينية تتميز بعدد من الخصائص التي تجعل من الاطراف تراقب تطورات الانتفاضة فيها، موضحًا أن ما تتميز به من قدرة على توحيد البوصلة تجاه عمل حقيقي وجاد واضافة الى انها رافعة وجامعة للأمة بمختلف تناقضاتها.

وفي أشد الأوضاع السياسية حساسية بالمنطقة، شكلت القضية محط توافق رغم حالة الاحتدام الطائفي والسياسي، وشكلت نقطة التقاء بين المحاور المختلفة رغم تعرضها لحالة ابتزاز من الاطراف السياسية بالمنطقة، وفق صالح

غير أن الدكتور فايز ابو شمالة المحلل السياسي، رأى أن بقاء تفاعل الاحداث في الانتفاضة هو الرهان الوحيد على استعادة حيوية هذه القضية، وتحول مواقف الاطراف منها، إذ أن الجميع سيعيد النظر في علاقته مع هذه القضية ليستعيد دوره من خلالها.

ويؤكد أبو شمالة أن مسار المواجهة سيدفع باتجاهات سياسية مواتية للقضية مختلفة عن تلك المسارات القائمة حاليًا فيما يتعلق بعلاقة الاقليم مع القضية الفلسطينية.

اخبار ذات صلة