"الإعلام المقاوم" يصب الزيت على نار الانتفاضة

"الإعلام المقاوم" يصب الزيت على نار الانتفاضة
"الإعلام المقاوم" يصب الزيت على نار الانتفاضة

الرسالة نت- محمود فودة

أثبتت وسائل الإعلام الفلسطينية كافة والتابعة لفصائل المقاومة على وجه الخصوص أنها على قدر المسؤلية في دعم انتفاضة الشباب الثائر في الأراضي الفلسطينية، مما أكسب أعمالهم الفدائية مزيدا من الاهتمام المحلي والعربي والدولي، ومن قبل استطاعت كشف سوءة الاحتلال بإظهار اعتداءاته وتجاوزاته بحق الفلسطينيين.

فالمتابع لتلك الوسائل بأقسامها الثلاثة المرئية والمسموعة والمكتوبة يلحظ أنها ألهبت مشاعر الجماهير، من خلال طبيعة المادة المعروضة للجمهور، ومن ضمنها الفيديوهات والأغنيات الوطنية القديمة التي تعيد الذاكرة إلى مراحل الثورة الفلسطينية منذ إنطلاقتها، والتي أبعدت اللون الحزبي عن المشهد الحالي كلياً، والسير بنهج الخطاب الوطني الجامع للكل الفلسطيني.

والملاحظ أن الاعلام المقاوم واكب مجريات الاحداث أولا بأولا، بفتح موجات تغطية إخبارية على مدار الساعة، عدا عن انتاج عشرات المواد الإعلامية التي تهدف في مجملها إلى إبقاء جذوة الانتفاضة ملتهبة، مع إهمال أي موضوعات اخرى تحاول فرض نفسها على مساحات البث والتواصل.

في المقابل، لاقت هذه الوسائل متابعة واسعة من الجمهور الفلسطيني، ومن خلال رصد "الرسالة" للمتابعة الاعلامية فإن وسائل الإعلام المسموعة والمرئية يتابعها الجمهور في جميع أماكن تواجده على مدار الساحة؛ وهو ما أشعل الحماس في نفوس المواطنين وزاد من رقعة المواجهات في الساحات كافة بما فيها غزة؛ نظرا لتأثير الإعلام على المواطنين في اتجاه الدفاع عن المقدسات والحقوق والتصدي لتجاوزات الاحتلال.

وأبدى المحلل السياسي فايز أبو شمالة إعجابه بدور الإعلام الفلسطيني المقاوم في دعم انتفاضة القدس، نظرا لتأثيره الواضح في تأجيج حالة الغضب الفلسطيني في وجه الاحتلال، وفضح جرائمه المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، سواءً في القدس أو الضفة وحتى غزة.

وأوضح أن تناغم وسائل الإعلام مع حالة الثورة الشعبية التي تسود الأراضي الفلسطينية، أشعلت غضب الفلسطينيين جميعا على الظلم الواقع على القدس وأهل الضفة من قبل حكومة الاحتلال ومستوطنيه، مؤكدا أن ما تقوم به وسائل الإعلام يُكمل منظومة مواجهة الاحتلال بالوقوف إلى جوار الثائرين.

 

ولم يقتصر منهج الوسائل الإعلامية على نقل الأحداث والتغطية المباشرة، بل امتد ليطال الدعم المباشر للثائرين على الأرض، عبر التحذير من المستعربين أو إذاعة أماكن تواجدهم، وكذلك التركيز على الجانب الإنساني لعوائل الشهداء، وتوضيح القضايا المتعلقة بجرائم الاحتلال كالاعدامات الميدانية.

ما سبق، دفع الوسائل الإعلامية الأخرى وعلى رأسها التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح والسلطة الفلسطينية إلى تغيير مسارها، والالتحاق بركب الاعلام المقاوم، وإن كانت تغطيتهم للأحدث تتم بشكل شبه طبيعي مقارنة بما يبديه إعلام المقاومة من اهتمام للأحداث، إلا أن المراقبين اعتبروها خطوة على الطريق الصحيح.

المختص في الشأن الاسرائيلي ناصر اللحام أشار إلى أن حالة من التذمر أصابت القيادة الإسرائيلية؛ مما وصفته بـ"التحريض المباشر" الذي تقدمه الوسائل الإعلامية الفلسطينية في دعم الشباب الثائر في ساحات المواجهة، من خلال إفساح ساعات البث كاملة لصالح تغطية المواجهات والأحداث المتلاحقة.

وأشار اللحام إلى أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ترصد ما تبثه وسائل الإعلام الفلسطينية بشكل مستمر، للتعرف على طبيعة المادة المعروضة، وتأثيراتها المتوقعة على المتلقي، بينما تتملكهم الرغبة الجامحة بإغلاق هذه الوسائل أو التكتيم عليها في هذه الأوقات على الأقل.

 

 

البث المباشر