رغم الحديث عن خلافات بينهما

فياض .. المنبع المالي لعباس وفتح

غزة-ياسمين ساق الله             

رأى مختصون بالشأن السياسي الفلسطيني أن بقاء سلام فياض على سلم الحكم برام الله يمثل الضمانة الوحيدة لاستمرار بقاء السلطة وفتح, مؤكدين في أحاديث منفصلة للرسالة أنه يمثل المنبع المالي للرئيس المنتهية ولايته محمود عباس و حركة فتح .

وكانت صحيفة هآرتس قد نقلت عن مصادر مقربة من محمود عباس أن هناك توترا في العلاقة بين عباس ورئيس وزرائه, مشيرة إلى أن الأخير يتجاوز صلاحياته .

استفزاز

المحلل السياسي خليل شاهين , يبين أن فياض تجاوز صلاحياته خاصة بالشأن السياسي الذي يعتبر من مسؤولية منظمة التحرير الفلسطينية مما أثار إشكالية في الوضع الفلسطيني الداخلي, قائلا:" إن الدعم الذي يحظى به على المستوى الدولي يحدث في الواقع قدر من الاستفزاز في الأوساط الفلسطينية".

أما المحلل السياسي عبد الستار قاسم فأكد أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد فياض رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية , بعد أن تصبح له شخصية ذو شعبية واسعة لذلك هو بحاجة لأرضية شعبية .

بينما المحلل السياسي سميح شبيب قلل من حقيقة ما تناقلته وسائل الإعلام الفلسطينية والإسرائيلية حول وجود خلافات بين عباس وفياض , قائلا:" حتى وإن وجد بينهما خلافات فلا تعتبر قضية هامة من قضايا الخلاف بل هامشية ".

ويضيف شاهين :" تجاوز فياض في الفترة الأخيرة قابله رفض من قبل الفصائل لفرض أجندة سياسية من قبله بالضفة لا تتوافق بالضرورة مع الأجندة الخاصة للمنظمة لاسيما وأن السلطة هي الذارع السياسي للمنظمة ", منوها أن حديث  فياض عن خطة لبناء ما يسمى بمؤسسات الدولة خلال عامين خلقت مزيدا من الخلاف  بينه وبين أواسط واسعة داخل فتح .

ويقول قاسم :" الأمريكان إضافة لبعض الدول العربية وتحديدا السعودية يدعمون فياض بالمال والبرامج الخدماتية بالضفة كي يقول للشعب أنه أفضل من حكومة عباس وعرفات ".

طموح

وأكد المحلل شاهين انه يوجد مشروع سياسي لدى فياض قد يصل لطموح الوصول للصف القيادي الأول وهو أمر وارد ,لكنه مرهون بالاقتراع وليس بالصراع على مزيد من الصلاحيات على الأرض", مؤكدا أن أحد أسباب تعميق الخلاف يكمن بشعور فتح  بالإقصاء والتهميش في صنع القرار .

ويضيف المحلل قاسم :" إذا أصبحت شخصية فياض قوية وذو شعبية واسعة يمكن أن توافق الولايات المتحدة على إجراء الانتخابات بالضفة الغربية لكن اعتقد أن الأمور ليست ناضجة كما يريد الأمريكان ".

وقلل المحلل السياسي شبيب من إمكانية سعي فياض للوصول للرئاسة , قائلا:" لا أعتقد أن فياض يسعى للرئاسة كونه أعلن رسميا عدم عزمه للترشيح وبالتالي هذه الحكومة انتقالية ", موضحا أن إحداث أي انجازات سياسية ميدانية في حال استمرت المفاوضات سيؤدي لتغير  الحكومة .

يشار إلى أن الخطاب الأخير لأبو مازن أمام المجلس الثوري لحركة فتح, بين بشكل واضح أنه فقد صبره من سلام فياض, عندما أكد أن الجهة الوحيدة والمخولة لاتخاذ القرارات من أجل الشعب الفلسطيني هي منظمة التحرير, وأن الحكومة والأحزاب ليست صاحبة القرار, في إشارة إلى خطوات فياض المستقلة.

كما وأكد شاهين على أن بقاء فياض في منصبه هو مطلب رئاسي وفتحاوي , قائلا:"  كونه يشكل ضمانة لبقاء السلطة نفسها تماما كما هو الآن توسيع مشاركة فتح في الحكومة مطلب لفياض لأنه يوفر له ولحكومته مزيد من الدعم المالي والاستقرار ".

وختم قاسم حديثه قائلا:" إذا ذهب فياض من الحكومة السلطة مهددة بوقف الأموال المانحة , كون شروط توافرها مرهون بوجوده وهذا يعنى بقاء فياض بقاء للسلطة وفتح ".

ويتابع شبيب قائلا:" فياض كرئيس للوزراء مريح لفتح وللرئاسة كونه يشكل شخصية مقبولة من الأوربيين والأمريكيان فهو خبير مالي وله دور بالبنك الدولي ويعرف مداخله ومخارجه ".

نفي

وبرغم حديث وسائل الإعلام عن وجود خلافات بين عباس وفياض , إلا أن القيادات الفتحاوية بالضفة الغربية نفوا عبر الرسالة ما تناقله الإعلام.

وفي السياق ذاته نفى حسام خضر نائب سابق بالمجلس التشريعي الفلسطيني وجود أي نوع من الخلافات بين فتح وفياض لكن فتح ومجلسها الثوري ناقشت مشاركتها في الحكومة وأخذت القرار بضرورة المشاركة فيها من خلال عدد كبير من الوزارات ".

 وأضاف خضر :" لا أستبعد وجود بعض الدوافع الشخصية من الاستوزار لاسيما مع عدم وجود قانون يحكم الكثير المن الوزارات وبالتالي الاستوزار قد يحقق منافع شخصية كبيرة جدا ".

وأكد في الوقت ذاته على أي وزارة قادمة مهما اختلفت حجم مشاركة فتح فيها سيقودها سلام فياض .

ومع ذلك اعترف خضر بوجود خلل وفساد كبير في هذه المرحلة , قائلا:" الشعب الفلسطيني مل الفساد الذي كان السمة السائدة في المرحلة السابقة وهذا لا يعنى عدم وجود خلل وفساد كبير لكن الجديد ان هنالك تجاوز لهذه المرحلة في تاريخ الشعب ".

وطالب في الوقت ذاته قيادة فتح بضرورة الاهتمام بالوضع التنظيمي الذي وصفه بالمترهل والمتراجع وقيادة الواقع السياسي الفلسطيني ضمن رؤية وطنية تؤدي لإنجاز الحقوق السياسية.

وفي هذا قال الصدد القيادي في حركة فتح قدوره فارس للرسالة :" لا يوجد خلافات بين عباس وفياض كما جاء بالصحف الإسرائيلية فهي تحاول التعاطي مع القضايا الداخلية بتضخيم واستفزاز ", متابعا:" أي رئيس وزراء يجب أن يكون ناجح في إدارة حكومته كي يصل للشعب ".

لكن القيادي في الحركة حاتم عبد القادر أكد الأحاديث الإعلامية التي كشفت في الأيام الماضية عن وجود خلافات بين عباس وفياض , موضحا في الوقت ذاته أن فياض يسعى لتجاوز صلاحيات عباس .

 

 

 

البث المباشر