قائد الطوفان قائد الطوفان

الـأسير المحرر عامر ابو سرحان

تعرف على مفجر ثورة السكاكين

الأسير المحرر عامر أبو سرحان
الأسير المحرر عامر أبو سرحان

الرسالة نت- محمود هنية

ليست هي المرة الأولى التي يتحسس فيها (الإسرائيلي) رقبته خوفًا من الطعن والذبح، فـ(إسرائيل) لا تزال تعيش فصول رعب بدأت أولى حلقاتها قبل حوالي 22 عامًا، على يد مقاومين، استلوا سكاكينهم انتقامًا للدماء والأشلاء التي تناثرت في باحات وشوارع القدس.

وفي اللحظة التي كان ينزف فيها دم الشهيد داخل باحات المسجد الأقصى قبل ربع قرن ويتراقص حولها المستوطنون، كان يرقبهم من بعيد شاب حديث الزواج، بينما تتعالى ضحكات الجنود ورقصات المستوطنين، في حين تخترق زخات الرصاص أجساد النساء والشيوخ دون رحمة.

كان ذلك أول مفجري ثورة السكاكين في انتفاضة الحجارة ، المحرر عامر ابو سرحان، الذي طعن ثلاثة من مستوطني وجنود المحتل، ليفتح بذلك شهية العشرات من الشبان الثائرين للمضي على طريقه، ليقتل بعدها مائة مستوطن تقريبًا في عمليات الطعن على مدار عامين خلال الانتفاضة الاولى.

ويروي أبوسرحان "للرسالة نت"، تفاصيل أول عملية طعن في انتفاضة الحجارة، التي أعقبت مجزرة الأقصى في شهر اكتوبر من عام 1990م، فلم يمسي يومه حتى جهز سكينًا كان قد عثر عليه في مغارة قرب منزله في قرية تل بيوت بالقدس المحتلة.

ولعل من غرائب القدر أن تكون هذه السكينة لبندقية بريطانية كانت في المغارة منذ الانتداب البريطاني، ليجز بها رأس مستوطن جاءت به بريطانيا إلى الأرض المحتلة على حساب أصحاب الحق، ويروي تفاصيل العملية إذ يقول" كنت أعمل في الداخل الاسرائيلي، وكنت أستخدم كيسًا لأدوات البناء، اما السكين المسمومة فجعلت لها جيبًا خاصًّا في البنطال.

وعندما وصل الى المنطقة الذي اراد تنفيذ العملية فيها، وجد مستوطنين كبارا في السن، فعدل عن رأيه، في موقف اخلاقي تجدد مرة أخرى في انتفاضة القدس، حين تفادى ابطال عملية ايمتار بنابلس قتل الاطفال في احدى سيارة المستوطنين.

ويضيف عامر: "انطلقت إلى الشارع، فإذا بمجندة تهب لعملها والشارع كله خاليا من المارة لأننا في ساعات الصباح، وكنت على الصعيد الآخر من الطريق ثم بدأت أقترب شيئًا فشيئًا حتى وصلت لها، ثم سحبت سكيني وطعنتها حتى خرت قتيلة".

ويشير سرحان إلى أن عشرات الصهاينة تجمعوا،  وهم  يحملون الكراسي والعصي لمواجهته ولكنه عندما التفت إليهم هربوا في الاتجاه الآخر.

وتابع مفجر ثورة السكانين أنه "بعد ذلك تمكن من طعن مستوطن آخر مات على الفور"، لافتا النظر إلى أنه رغم احاطته بالعشرات من المستوطنين الا انهم جميعًا كانوا يهربون منه ويفرون من شدة جبنهم وخوفهم.

وأثناء محاولته الانسحاب، واجه ضابط كان مسلحا بمسدس، حيث اطلق النار صوب على قدمه، مضيفًا " انطلقت نحوه رغم شعوري بالدوار من شدة الاصابة، وأمسكت به فإذا بذلك الضابط تصيبه الرعدة،  ووصلت  إليه وطعنته طعنة مميتة، ثم وقعت فوقه وهجم علي الناس وبدأوا بضربونني، وإذ بأحدهم ، يأخذ سكيني ويضربني على رأسي"، قبل أن يتم القاء القبض علي وسحبي للتحقيق".

وبعدها بأقل من اربعين يومًا على اعتقاله حكم بـ3 مؤبدات و20 عامًا، قضى أول عام في زنزانة انفرادية مع الشيخ الشهيد صلاح شحادة، حيث أضحى صديقه المقرب واستاذه الملهم، وكان خبر استشهاد الأخير من أشد اللحظات وقعًا على نفس سرحان.

ولأن العملية آلمت الاحتلال في حينه، فقد تعرض بطلنا للتعذيب الشديد، وجرى عزله لسنوات طوال في زنازين عزل الرملة والحكم عليه عدة مؤبدات، فيما هدم منزل عائلته الذي كان يؤوي وقتها أكثر من 20 فردًا، حيث هدم المنزل لأكثر من مرة، ما اضطر العائلة للسكن في الاردن، باستثناء شقيقه الوحيد فيصل الذي ارتقى شهيدًا في مواجهات بقريته وهو في الثانوية العامة.


IMG_0073.JPG

 مرحلة جديدة

ورغم أن عملية سرحان كانت فردية، إلا أنها دشنت مرحلة جديدة في انتفاضة الأقصى، ونقلتها من الحجارة إلى السكاكين، حيث تعددت بعد ذلك عمليات الطعن قبل أن تنتهي ببدء مرحلة جديدة انتهجها القائد المهندس يحيى عياش وهي مرحلة العمليات الاستشهادية.

وأشار سرحان إلى أن مثل هذه العمليات تؤلم الإسرائيليين أكثر من غيرها, نظرًا لأنها فردية ويصعب السيطرة عليها, أو اكتشاف من يريد أن ينفذها, بخلاف العمليات المنظمة التي إن اكتشف أحد أفراد الخلية, قد تكشف لاستخبارات الاحتلال, منوهًا الى أن القتل بالسكين مؤلم أكثر من السلاح الناري.

وأوصى ابو سرحان الشبان المضي قدمًا في هذه العمليات، موصيًا بضرورة تسميم السكاكين، واستخدام الحاد منها، وضرب المستوطنين في مناطق قاتلة من الرقبة والرأس، منبهًا الى ان اللجوء الى هذه الوسيلة هي نتيجة اجرام العدو المتواصل بحق الشعب الفلسطيني.

وقال المحرر في صفقة وفاء الأحرار التي توافق ذكراها السنوية الرابعة :"ان ما يجري الآن هي انتفاضة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهي خطوة لتنتقل الضفة المحتلة الى مرحلة متطورة من الأسلحة التي تقلب موازين المواجهة من جديد.

وأعرب  مفجر السكاكين عن أسفه بأن تبقى السلطة أجهزتها الأمنية "خنجرًا مسمومًا في ظهر المقاومة", كما حدث أخيرًا في معاونة السلطة للاحتلال في كشف الخلية التي نفذت عملية "إيتمار".

ومن المنفذين الأوائل لعمليات الطعن خالد الجعيدي، مفجر ثورة السكاكين منذ عام 1986م، حيث قتل ثلاثة مستوطنين آنذاك في احدى مستوطنات غزة، وهو من محرري صفقة وفاء الاحرار عام 2011م.

ومنهم المحرر أشرف البعلوجي وقد طعن ثلاثة جنود في مقتل عام 1990م، إضافة الى الشهداء معتز حجازي من القدس المحتلة، ومن ثم  غسان وعدي أبو جمل.

ويضاف اليهم مفجر ثورة انتفاضة القدس الشهيد مهند الحلبي، الذي قتل اثنين من المستوطنين.

ويذكر أن حركة حماس قد تعهدت بإدراج اسماء منفذي عمليات الطعن في أي صفقة تبادل قادمة.

البث المباشر