قائمة الموقع

مقال: حرب العصف المأكول وجيل انتفاضة القدس

2015-10-24T09:30:25+03:00
5d0ac8a8-912c-4a10-ab18-d4024b6e7809
بقلم/ رامي أحمد أبو زبيدة

وقعت الضفة الغربية بعد عام  2005م تحت تأثير ثلاثة عوامل أضعفت المقاومة وهي: النشاط الأمني والعسكري للاحتلال وأجهزة السلطة، وثقافة اليأس من المقاومة وأنه لا فائدة منها وأنها جرت الويلات والاجتياحات والفلتان الأمني فضلًا عن إعادة تشكيل الأجهزة الأمنية بعقيدة جديدة وتنظيفها من كل شخص يمكن أن يكون مقاومًا أو متعاطفًا مع المقاومة في المستقبل، وانسحاب الاحتلال من مناطق الكثافة السكانية في الضفة الغربية .

في ظل هذه الأجواء اندلعت حرب العصف المأكول على غزة في 6/7/2014م وربما كان البعض يتوقع انتفاضة عارمة في الضفة الغربية أو حتى استئناف العمل المسلح،

لكن المزاج الشعبي بعد حرب العصف المأكول 2014م  بدأ بالتغير في الضفة، و بالخصوص عند جيل الشباب حيث بدأ مسار المقاومة بالارتفاع ، إلا أنه كان يدور بين المقاومة الشعبية العمليات الفردية، أما العمل المسلح المنظم فما زال محدودًا حتى اللحظة.

شهدت الضفة الغربية في حرب العصف المأكول ارتفاع ملحوظ في  نقاط المواجهة مع العدو، واستشهد خلال الحرب الأخيرة 22 فلسطينيًا في الضفة الغربية، وأصيب المئات،

كان بالإمكان أن يكون الحراك أكثر قوة لو كان هنالك قرار على المستوى القيادي في حركة فتح بالانخراط في الحراك الشعبي، ولو أوقفت الأجهزة الأمنية تنسيقها مع الاحتلال خلال فترة الحرب.      تظلم الضفة الغربية عندما تقارن مع المقاومة في قطاع غزة، بدون الأخذ بعين الاعتبار تسلسل الأحداث وآثارها على الساحة الفلسطينية خلال الأعوام الاثني عشر الماضية.

استمر النشاط المقاوم بعد الحرب بمعدل أقل من أيام الحرب لكنه يبقى أعلى مما كان عليه الوضع قبل الحرب وعلى وجه الخصوص استمرت المقاومة الشعبية في مدينة القدس فنجد أنها الأكثر اشتعالًا ، وبالأخص أحياء وسط وشرق المدينة (البلدة القديمة، وسلوان وراس العامود والعيسوية والطور والصوانة ومخيم شعفاط ).

المتابع لنشاط الشباب في الضفة الغربية ، في حرب العصف المأكول ومدى تأثرهم بعمليات المقاومة، فكان ذلك واضحا عند خطف الجندي أرون، وما تبعها من احتفالات بخطف الجندي، وفخرهم بكل عمل جديد للمقاومة وهم يرون ابناء جيلهم الشباب من ابناء غزة يثخنون به ويذيقونه الهزيمة في مواقعه في ناحل عوز وابو مطيبق، فكان تفاعلاً واسعاً وكبيراً، وما شهدته مواقع التواصل من تداول كبير لبطولات وانجازات المقاومة خير دليل على ذلك، أن هذا التطور النوعي للمقاومة والأداء الجهادي البطولي على الأرض، انعكس على وعي وتوجهات الشباب بالضفة الغربية، وأسهم في رفع الروح المعنوية لأنصار المقاومة في الضفة، وهو ما يُترجم فعلاً اليوم على الأرض من خلال تزايد عمليات المقاومة المتفرقة التي تستهدف جنود الاحتلال ومستوطنيه.

من يتابع نقاط المواجهات اليوم يعلم كم هو الشباب متأثر بمقاومة غزة وحرب العصف المأكول فترى الشباب في المواجهات يُعيرون جنود الاحتلال بما حدث لهم بغزة وترى شعار حط السيف قبال السيف حنا رجال محمد ضيف هو الطاغي على أغلب المظاهرات حتى وصل الامر بشباب فتح المنتفض مطالبة القسام بالانتقام.

ولوحظ أن الكثيرون ممن نفذوا العمليات الفردية بالطعن والدعس كانت عمليات المقاومة دافعا ومشجعا لهم حيث أسهمت حرب العصف المأكول في نزع الحاجز والهالة عن الجندي الاسرائيلي الذي شوهد يبكي ويتوسل المقاومين في غزة، فتجرأ شباب انتفاضة القدس وطاردوا الجنود في الحواجز والشوارع حتى اصابوا الكيان الصهيوني بحالة من الرعب والصدمة .

صحيح هناك عوامل ومؤثرات ساعدت في انطلاقة انتفاضة القدس منها التغول على القدس ومحاولة تقسيمه زمانياً ومكانياً، وعربدة المستوطنون وحرق عائلة الطفل دوابشة، إلا أن مقاومة غزة كانت دافعة للروح المعنوية ومغيرة للحالة التي يعيشها الشباب في الضفة في ظل انسداد افق التسوية وتقدم مشروع المقاومة وانجازاته على الارض.   

اخبار ذات صلة