قائمة الموقع

الانشغال الدولي والعربي قد يسمح للانتفاضة بالتّشكّل بعيدًا عن العبث

2015-10-24T15:52:35+03:00
صورة ارشيفية
الرسالة نت- شيماء مرزوق

بعد سنوات من الشلل السياسي والدخول في متاهات المفاوضات والانقسام انتفض الفلسطيني ليقلب الطاولة على الجميع، ويصحح بوصلة قضيته التي تشتت ما بين الفرقاء والوسطاء.

الانتفاضة التي تشهدها القدس والأراضي الفلسطينية عامة منذ ثلاثة أسابيع تأتي في ظل وضع عربي معقد ومتشرذم تعيش فيه منطقة الشرق الاوسط بأكملها مخاض صعب ومتعسر من المتوقع ان ينتهي بسايكس بيكو 2.

هناك من يرى ان الانتفاضة الفلسطينية في ظل هذا الواقع العربي غير ملائمة وستضعها في أخر الاجندة العربية المنشغلة بملفات ملتهبة وعلى رأسها سوريا بعكس الانتفاضات السابقة التي كانت تحظى بزخم عربي.

لكن فعلياً لم تكن الدول العربية "المستوى الرسمي" يوماً داعمة للحراك الفلسطيني المقاوم للاحتلال ويمكن القول ان الشعب الفلسطيني كان المبادر والمتقدم باستمرار ولم ينتفض او يثور بإيعاز او حتى دعم عربي فقد انتفض في 1987 مع بدء مرحلة السلام العربي (الإسرائيلي) وبعد توقيع دول عربية كبرى وعلى رأسها مصر اتفاقيات سلام مع الاحتلال.

كما أشعل انتفاضة الاقصى عام 2000 في أوج التطبيع العربي (الإسرائيلي) سواء العلني او الخفي، وإذا كان من اختلاف حقيقي فهو ان الانظمة العربية التي كانت تنقسم ما بين داعم ومحايد سابقاً، معظمها اليوم يلعب دور تأمري خاصة الدول التي على تماس مباشر بالقضية الفلسطينية مثل مصر والاردن وغيرها فلم يحدث من قبل التقاء المصالح ما بين هذه الدول والاحتلال (الإسرائيلي) كما هو عليه الحال اليوم.

الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني على مواسي قال ""ليس بالضّرورة أن يكون السّياق الإقليميّ والدّوليّ في غير صالح الفلسطينيّين وانتفاضتهم الوليدة، على عكس ما يُظنّ، فانشغال القوى العالميّة والإقليميّة بملفّاتٍ كُبرى عديدة، في الوقت نفسه، قد يسمح لهذه الانتفاضة بالتّشكّل بعيدًا عن العبث لا سيّما من مصر ومجلس التّعاون الخليجيّ.

واعتبر مواسي في مقال له أنه على الرغم من وحدة الفلسطينيّ وعزلته، إلّا أنه نجح، على مدار الأسابيع الثّلاثة الماضية، في فرض مسألة "الاحتلال" و"الاستيطان" و"القدس والأقصى" والحل النّهائيّ" مجدّدًا على الأجندة الدّوليّة، على الرغم من كلّ الانشغالات بالملفّات الكُبرى، بعد نسيانٍ وتهميشٍ استمرّ لسنوات تتحمّل قسطاً كبيراً منه القيادات الفلسطينيّة الرّسميّة، لفشلها في إدارة الصّراع ضد الاستعمار؛ وهو نجاحٌ نوعيٌّ في زمن الأفق المسدود والرّكود.

الوضع العربي الذي لم يكن يوما الا معقد يبدو اليوم أكثر دموية ومن المفارقة ان انشغال الدول العربية بقضاياها عنصر ايجابي خاصة وأننا وصلنا لمرحلة التآمر على القضية الفلسطينية.

الكاتب والمحلل السياسي محمد عايش أكد أن الانتفاضة تؤكد أن الفلسطينيين لم يعودوا بانتظار التغيير في العالم العربي، وأنهم يخوضون معركتهم بأيديهم، كما أن اليأس والقنوط والمزاج السلبي السائد في العالم العربي، لا يمكن أن ينسحب على الشعب الفلسطيني الذي يقارع احتلالاً عمره 67 عاماً.

وشدد في مقال له على ان الانتفاضة الفلسطينية الجديدة تمثل تصدياً لمحاولة (إسرائيل) الاستفادة من الوضع العربي المتردي، فالإسرائيليون يصعدون من عمليات الاستيطان والاعتداء على المسجد الأقصى محاولين استغلال تحييد مصر وانشغالها بأزمتها الداخلية، وتورط حزب الله في سوريا، وانهيار الدولة السورية بما فيها الجيش، الذي أصبح مفككاً بسبب الأحداث الداخلية، إضافة إلى انشغال دول الخليج بالحرب في اليمن.

وقال عايش: "(إسرائيل) كانت تقرأ المشهد في المنطقة العربية على أنه الفرصة التاريخية الأهم والأكبر من أجل الانقضاض على الأرض والانسان في فلسطين، وهو ما تبين بأنه غير صحيح، حيث أن الانتفاضة أظهرت أن الفلسطينيين قادرون على القول (لا)، وأن العرب - على تردي أوضاعهم- فإن فلسطين والأقصى تظلُ قضيتهم المركزية الأولى وقاسمهم المشترك الأكبر".

اخبار ذات صلة