"أُحب المغرب والمغاربة وأشعر أني جزء منهم، وسعيد بالتواجد هنا. إنه اختياري من البداية، ولست نادما أبدا عليه"، كلمات قالها حكيم زياش، بعد تفضيله اللعب للمغرب على حساب هولندا.
ورغم بساطة هذه الكلمات، إلا أنها تحمل في طياتها قدرا كبيرا من الوفاء والاحترام والمفاهيم الأجمل على الإطلاق في كرة القدم.
وردّ بادو الزاكي المدير الفني للمنتخب المغربي على نجمه قائلا: ستكون أسطورة مغربية في المستقبل يا صغيري".
صانع لعب كلاسيكي
حكيم زياش "22 عاما" هو صانع اللعب الكلاسيكي، الرقم "10"، كما يقول الكتاب الكروي، واللاعب صاحب القدم اليسرى الحريرية، التي جعلت جماهير كرة القدم مرتبطة بهذه اللعبة إلى أقصى مدى، والمغربي الصغير يملك كل الصفات التي تجعله أحد فناني المستديرة خلال السنوات القليلة المقبلة.
ظهر زياش بمستوى رائع مع فريق هيرينفين تحت قيادة ماركو فان باستن قبل موسمين، وبدأ في مركز قريب من الثلث الأخير، كمهاجم متأخر خلف المهاجم الرئيسي، أو كمساعد هجومي على الأطراف، ليُبهر المتابعين بسرعته في اتخاذ القرارات، بالإضافة إلى مهارته الشديدة في التلاعب بالكرة، والتحرك بين الخطوط.
يتحكم اللاعب في المساحات بشكل مثالي، ويصنع الفرص لزملائه في الهجوم، ويجيد خلق الفراغات في أضيق المراكز، لدرجة مناداته بـ "أوزيل هولندا" أثناء بداياته الكروية.
متعدد المواهب
زياش أقرب إلى اللاعب "الجوكر"، لأنه يصلح لمختلف الخطط التكتيكية، فهو المهاجم الحر في خطة 3-5-2، يحصل على الكرة من لاعبي الوسط، ويقوم بعمل الثنائية التهديفية برفقة زميله الآخر.
كذلك يستطيع شغل مركز الجناح الصريح في خطة 4-4-2، ويستلم الكرات على الخط ويوفر الإمداد الهجومي من الأطراف إلى منطقة الجزاء.
ويعدّ صانع اللعب في طريقة 4-2-3-1 المركز المفضل لزياش، أمام ثنائي المحور وبين الأطراف الهجومية، لأنه يجيد بشدة التمركز خلف دفاعات المنافسين، ويتحرك بحرية بين العمق والأطراف، ويستطيع التوغل إلى داخل منطقة الجزاء بالتبادل مع المهاجم المتقدم، لهذا يمتاز بتسجيل الأهداف وصناعتها خلال مباريات الدوري الهولندي.
وبعد انتقاله إلى تفينتي أنشخيدة الموسم قبل الماضي، تولّى زياش مهام "الكل في الكل" داخل تشكيلة الفريق، واختار مركز لاعب الوسط الهجومي في خطة 4-3-3.
صاحب القميص رقم "10" يلعب على مقربة من لاعب الارتكاز وزميله المساند، ويساهم باستمرار في نقل الهجمة من الوسط إلى قلب الهجوم، عن طريق مراوغاته أو تمريراته، مع الانطلاق بالكرة معتمدا على سرعته واندفاعه أمام المدافعين.
منافسة النجوم الكبار
وفي إحصائية قوية تخص الدوريات الأوروبية الكبيرة بالإضافة إلى البطولة الهولندية، يتواجد النجم المغربي ضمن قائمة أكثر النجوم نجاعة في عام 2015، فاللاعب الشاب ساهم في "27 هدفا"، من خلال تسجيله "11" وصناعته لـ "16" خلال العام بأكمله، ليأتي في المركز الرابع خلف كل من ليونيل ميسي، وكريستيانو رونالدو، ولويس سواريز، على مستوى التألق المحلي.
وخلال الموسم الجاري، لعب تفينتي 10 مباريات في الدوري الهولندي، سجل 5 أهداف بواقع هدف في كل مباراتين، ليقدم نفسه كنجم أوحد في فريقه، رغم أنه يلعب أكثر في المنتصف كلاعب وسط صريح.
ويحتاج زياش فقط إلى مزيد من التركيز داخل الملعب، وبكل تأكيد لقليل من الصبر على موهبته، حتى يستطيع تطويرها بالشكل الذي يليق بمستواه للوصول للنضج الفني أكبر، ووقتها سيكون الجمهور العربي محظوظا بهذا اللاعب.