قائمة الموقع

شاطئ غزة.. استعداد لاستقبال المصطافين وترقب لزوارق الاحتلال

2010-05-06T15:47:00+03:00

غزة- ديانا طبيل    

عاد الصيف بحلته الزاهية ليبدأ شاطئ البحر، المتنفس الوحيد لسكان القطاع، استقبال زواره المصطافين وبعضاً من الايدى العاملة التي تجد من البحر موسماً ملائماً للعمل قد يسد حاجتهم خلال الخمسة شهور القادمة.

وبدأ هؤلاء الشباب وأصحاب الاستراحات على امتداد الشاطئ الاستعداد للموسم من خلال بناء الاستراحات والإبداع لتمييز استراحاتهم، بهدف اجتذاب اكبر عدد من المصطافين، وسط توقعات شعبية بأن الموسم الصيفي الحالي الأكثر استقرارا وأرباحاً وطولاً لاسيما أن شهر "رمضان" سيتخلل الموسم.

 فرصة ذهبية

 خليل عويضة " 21 عاما " احد الشبان الذين تمكنوا من الالتحاق بعمل مناسب في احدى الاستراحات يقول ل" الرسالة " : ما أن يحل الصيف حتى يذهب أصحاب الاستراحات إلى شاطئ البحر طلبا للرزق متسلحين بخبرة طويلة في هذا المجال.

ويضيف: نبدأ في عمل الخيام وتحسين الخدمات للمواطن والاهتمام بالمستوى العالي للنظافة والتنظيم، معتبراً أن مرافق الشاطئ يجب أن تتميز بالجمال والنظافة، حتى تلبى حاجة المواطنين إذا أنهم يمثلون الإعلان الدعائي لكل استراحة، مؤكداً أن أصحاب الاستراحات يحققون الربح بناء على مستوى خدماتهم .

ويتوقع عويضة أن يجلب صاحب الاستراحة التي يعمل فيها مزيداً من العمال مع اشتداد العمل خلال الشهر المقبل خاصة أن جموع المصطافين قد بدأت تهل على الشاطئ بكثافة.

في حين يقول المواطن حسن الزنط "28عاما " أن العمل في الاستراحات فرصة ذهبية لإنعاش وضعه الاقتصادي المتردي طيلة العام ويضيف التعامل مع المصطافين أمر في غاية الحساسية لذا يلجأ أصحاب الاستراحات إلى ذوى الخبرة والمعرفة في المجال كون الموسم طويلا نوعاً ما ومتكررا، ومن يعمل فيه على راحة المواطن سيحقق أرباحاً مرضية وسمعة تصحبه إلى السنوات القادمة.

ويضيف: في كل عام هناك تحسينات على الخدمة تضفيها التجربة، وهذا العام طغت خدمة تمديد الكهرباء على  كافة الخيام الموجودة في الاستراحات إضافة إلى توسيع المرافق كأماكن الاستحمام وخطوط المياه، منوهاً الى أن الأسعار من أهم أولويات المصطافين، وكلما كانت الأسعار معقولة كلما كان توجه المواطنين أكثر، لاسيما وان العائلات لا تعتمد في اصطيافها على المشروبات والمأكولات التي تقدمها الاستراحات .

موسم هادئ

في حين يأمل على بارود "40 عاما " صاحب احدى الاستراحات أن يكون موسم 2010 هادئا وخاليا من التوتر الامنى والاعتداءات الصهيونية التي تشل حركة المصطافين وتزعزع راحتهم، ليتمكن من تحقيق بعض الإرباح خاصة أنه دفع حتى الآن ثمانية آلاف دولار ما بين إيجار التلزيم ومصاريف إقامة الاستراحة وتوفير الخدمات على مستوى يرضى المواطن، متوقعاً أن يرتفع سعر الخدمات عن العام الماضي بنسبة بسيطة بسبب إضافة خدمات جديدة، مؤكداً أنه يعلق آمالاً كبيرةً على هذا الموسم.

وعبر بارود عن تفاؤله بنجاح الموسم بسبب الإقبال الملحوظ للمصطافين في وقت مبكر من العام،فقد بدأت استراحته تستقبل الشبان والعوائل يومياً،مضيفاً من الناحية العملية يصل الموسم إلى ذروته بعد انتهاء الاختبارات المدرسية والجامعية وبالتحديد خلال شهر يوليو،متوقعا أن تصل نسبة الإشغال في الاستراحات أعلى مستوياتها خلال شهر أغسطس وسبتمبر والذي يصادف شهر رمضان وعيد الفطر السعيد.

بينما يقول جمال حسان "35 عاما " شريكاً في رأس المال بإحدى الاستراحات أن الموسم الحالي يتميز بنوع الخدمات واللمسات الجمالية للعديد من الاستراحات، ويضيف من المتوقع أن يشهد الموسم الحالي تنافساً شديداً في الأسعار والخدمات.

ويتابع: إضافة إلى العديد من الخدمات التي نحرص على تقديمها كل عام فقد تم الاهتمام بوجه خاص بجانب العاب الأطفال وبرك السباحة الصغيرة التي لا تشكل فيها السباحة اى قلق للاهالى، متمنيا من الجهات الرسمية العمل على أن يكون الموسم الحالي أفضل من سابقه ،بالإجراءات القانونية التي تحفظ حق أصحاب الاستراحات وحرية المواطن، معبرا عن قلقه من تلوث مياه البحر بخطوط الصرف الصحي المتواجدة في أماكن قريبة نسبياً من بعض الاستراحات وما تشكله من ضرر للموسم كاملاً .

 أيديهم على قلوبهم

من جانب آخر يضع أصحاب الاستراحات في شمال غزة أيديهم على قلوبهم خوفا من تدهور الموسم بكامله إذ انه ولحتى هذه اللحظات يخلو الشاطئ من مظاهر الحياة والعمل، نظراً للتهديدات التي تتعرض لها المنطقة من قبل قوات الاحتلال، كما خلت المنطقة من أي استعدادات لاستقبال فصل الصيف،كإقامة الاستراحات على الشاطئ.

وأرجعت مصادر من بلدية بيت لاهيا ذلك الإحجام إلى المخاطر التي قد تكتنف المصطافين في تلك المنطقة،رغم طول المسافة التي تفصلها عن السياج الحدودي، خاصة مع تكرار الاعتداءات التي تنفذها بين الفينة والأخرى الزوارق البحرية الموجودة في عرض البحر بحق الصيادين، مشيرين إلى أن حوادث إطلاق النار باتجاه قوارب الصيادين غالباً ما تثير حالة من الخوف والقلق في أوساط الصيادين وأصحاب وعمال الاستراحات وكذلك أصحاب المزارع القريبة من الشاطئ.

من جهته يقول جميل السلطان "33 عاما ": في العام المقبل شهد الشاطئ حركة اصطياف كبيرة من قبل جمهور محافظة الشمال، ومحافظة غزة بسبب الخدمات والأسعار التي قدمت من أصحاب الاستراحات على الساحل الشمالي وهذا الموسم حسب تخطيطنا كان سيكون أكثر استقرار لولا إن الخوف يخيم على ظروف العمل، وهناك خشية من أن تقوم الزوارق البحرية الإسرائيلية بالقصف وإطلاق النار، مستعيدا المرات التي تعرضوا فيها لإطلاق النار من قبل هذه الزوارق في ذروة الموسم السابق.

وأوضح السطان أن مواسم سابقة في مثل هذه الأيام شهدت تواجد أعداد كبيرة من الصيادين والمصطافين، معتبراً أن الاعتداءات الإسرائيلية المتوقعة في أي وقت دفعتهم إلى الابتعاد هذه الفترة.

الموسم الأفضل

من جانبه أوضح المهندس رزق أبو القمبز نائب مدير الإدارة المالية لتنمية أملاك البلدية :أن البلدية تحدد أماكن الاستراحات ضمن مخطط مناقصة قانونية، ويتوجب على من يريد استئجار استراحة تقديم شهادة حسن سير وسلوك معتمدة من وزارة الداخلية

وأضاف أن مدة التأجير تبدأ من الخامس عشر من شهر نيسان وحتى الخامس عشر من تشرين الأول في حين تبدأ ذروة الموسم مع بدء الإجازة الصيفية منوهاً بأن عدد الاستراحات على نطاق مدينة غزة فقط بلغ 12 استراحة تحدها مجموعه من المسابح الحرة للمواطنين ويعمل على جنباتها عدة من أبراج الإنقاذ البحري التي يتواجد فيها عشرات المنقذين طوال اليوم.

أما فيما يتعلق بسعر استئجار الاستراحة فبين أبو القمبز أن الاستراحات تختلف من حيث المكان وموقعه الجغرافي على النفوذ البحري للبلدية، وتتراوح الأسعار بين 3000 دولار و10 آلاف دولار مع بعض المبالغ البسيطة التي تفرض بغرض ضمان التأمين والنظافة وتقديم خدمة لائقة لجمهور المصطافين، منوهاً أن هناك لجانا من الأقسام ذات الاختصاص بشاطئ البحر ستشكل في القريب العاجل من اجل أن يكون الموسم الأفضل.

 

 

 

اخبار ذات صلة