قائمة الموقع

أبو راشد: تحولات غير مسبوقة لصالح القضية الفلسطينية في أوروبا

2015-10-28T06:09:58+02:00
أمين ابو راشد
الرسالة نت- محمود هنية

أعلن أمين أبو راشد رئيس حملة الوفاء الاوروبية، عن التجهيز لقافلة اغاثية عاجلة لأهالي الضفة المحتلة والقدس، لتسييرها في الفترة القريبة، بغرض تقديم يد العون والمساعدة لهم في ظل الهجمة الشرسة عليهم من الاحتلال.

وقال أبو راشد في حديث خاص لـ"الرسالة"، من لاهاي، إن هناك تحركات من جميعات ومؤسسات داعمة للشعب الفلسطيني في أوروبا، بغية حشد امكانيات مادية وتجهيز القافلة خلال الأسبوعين المقبلين، بفعل انعكاسات الاحداث الجارية على الموضوع الاجتماعي.

وأشار إلى وجود ترتيبات تبذلها مؤسسات أوروبية متضامنة مع الشعب الفلسطيني في القارة الأوروبية، بغرض تسيير قوافل سياسية وبرلمانية الى الضفة والقدس، لمشاهدة الأوضاع عن قرب.

وأضاف أبو راشد " أن مجلس العلاقات الفلسطيني الأوروبي، يعد حملة سياسية بغرض فضح جرائم الاحتلال"، موضحًا أن هذه الزيارات لها تأثير ووقع خاص على قرارات البرلماني الاوروبي، سيما وأن بعض المبادرات في هذا المجال قد طرحت وخاصة الوفود التي تتعلق بها.

ولفت إلى أن المؤسسات الداعمة للشعب الفلسطيني بأوروبا، قد رفعت من وتيرة عملها في الضفة والقدس، وستطلق حملة اغاثية طارئة أخرى في فصل الشتاء، للتعاطي مع الأحداث الجارية.

وبيّن أبو راشد أحد النشطاء البارزين بهولندا، ان الاحتلال يعيق الجمعيات الخيرية في القدس المحتلة، سيما وأنها تسهم في تعزيز صمود المقدسيين وتقديم يد العون لهم.

حراك أوروبي

وعرّج أبو راشد الذي يشغل أيضا رئاسة مجلس أمناء البيت الفلسطيني في أوروبا، على طبيعة الحراك الفلسطيني في اوروبا، وتنظيمه للعشرات من الأنشطة التضامنية في القارة الأوروبية، موضحًا أن هناك العشرات من هذه الفعاليات نظمت أمام سفارات الاحتلال، عدا عن عقد لقاءات مكثفة مع اعضاء البرلمان الاوروبي واطلاعهم على طبيعة العدوان الاسرائيلي.

وذكر أن الأنشطة والمظاهرات في الساحة الاوروبية هي الأكبر تعاطفًا وتضامنًا حتى من دول عربية، مشيرًا إلى أنه لا يمر يوم والا ويكون هناك مسيرة او لقاء او حشد امام سفارات الاحتلال للتنديد بجرائمه.

وأوضح أبو راشد أن معظم هذه الأنشطة تتم في الساحات الكبرى في القارة، وكذلك أمام البرلمانات الاوروبية، حيث يشارك الآلاف من المتضامنين في هذه الفعاليات وقد رفعوا عرائض تطالب البرلمان الاوروبي باتخاذ موقف يدين العدوان.

وقال إن هناك لقاءات تمت مع شؤون البرلمانات الخارجية لدفعها لاتخاذ مواقف مناهضة للعدوان، منوهًا إلى أن الجاليات الفلسطينية والمناصرين لها من اوروبا نظموا فعاليات مناهضة لفعاليات الاحتلال، كما حصل في تنظيم مظاهرة قبالة مهرجان فني غنائي لجيش الاحتلال بلندن.

السفارات الفلسطينية في أوروبا لا تشارك في فعاليات الجاليات 

وركّز أبو راشد على وجود فارق في التفاعل الاوروبي مع القضية الفلسطينية، حيث أن الحراك في المراحل السابقة كان يعتمد على مشاركة الفلسطينيين فقط، أما اليوم فالالاف من الاوروبيين يشاركون في الفعاليات المناهضة للاحتلال، وفي مقدمتهم نواب وقادة احزاب ومستشارون باوروبا.

وأكدّ أن صناع القرار الاسرائيلي بدؤوا يستشعرون خطورة حراك الجاليات الفلسطينية، وينظرون لها برعب، فبدؤا بحراك ضدها، منبهًا إلى وجود تحول في العقلية الأوروبية تجاه الحقائق في فلسطين، واصبح هناك تعاطف وتضامن اكبر مع القضية الفلسطينية.

وقال أبو راشد إن العديد من اعضاء برلمانات أوروبية يتقدمون الاحتجاجات ويقودونها، ما دفع (إسرائيل) لدفع أموال كبيرة جدًا بغرض تعزيز صورتها وروايتها في الساحة الاوروبية، مبينًا وجود دراسة في اوروبا تظهر أن غالبية الاوروبيين يعتقدون أن اسرائيل من أكثر الدول التي تشكل خطرًا وتهديدًا على السلم العالمي.

وأضاف أن اوروبا بدأت تخرج من عقدة الهولوكوست، وبدأ العقل الاوروبي يتبلور تجاه الحقائق التي كان يخشى التطرق اليها من قبل، فانتقاد (إسرائيل) كان يعد جريمة في اوروبا، اما اليوم يتم ذلك بشكل جلي حتى من صناع القرار في اوروبا.

وأوضح أبو راشد أن التأييد الاوروبي كان مقتصرا سابقًا على البعد الجماهيري، اما اليوم فهناك بعد سياسي بدأ ينشط باتجاهات اكثرقوة وتاثيرًا، نجم عنه تغيير في سياسات بعض الدول تجاه القضية الفلسطينية.

وبيّن أن اعضاء برلمانات أوروبية لديهم مطالب رسمية من أجل اتخاذ موقف تجاه ما يجري وكان هذا من المحرمات في السابق".

ولفت أبو راشد إلى أن بعض النواب يشاركون في هذه الفعاليات، لرغبتهم في الحصول على اصوات الجماهير المؤيدة للقضية الفلسطينية وهي في اعداد متزايدة، وهو ما يصب في صالحهم بالانتخابات.

تحولات سياسية

أوجه أخرى أشار إليها أبو راشد الناشط القانوني بالساحة الأوروبية، من أوجه التغيير الايجابي في الساحة السياسية الاوروبية، منها أن اغلب البرلمانات اصبحت تشكل كتل متضامنة مع القضية الفلسطينية، مثل البرلمان البريطاني الذي شكل لجنة اصدقاء فلسطين، وهو ما لم يكن موجودًا من قبل.

وذكر بأن هذه اللجنة صمدت في وجه امريكا واللوبي الاسرائيلي الذي حاول اغلاقها مرارًا، وقد لعبت دورًا في تغيير قناعات كثيرين من النواب حول مجريات القضية الفلسطينية.

وأضاف أبو راشد " القارة الاوروبية بدأت تتخذ خطوات تجاه دعم فلسطين، بدأت تخرج الى العلن".

وتطرق أبو راشد إلى جانب المقاطعة الاقتصادية، حيث أكدّ أنها قطعت شوطًا كبيرًا، مستشهدًا بمقاطعة صندوق الاعفاء للمتقاعدين في هولندا للبنوك الاسرائيلية، الذي تقدر ميزانيته بملايين الدولارات.

وكشف أبو راشد عن وجود مطالبات أوروبية لسفراء الاحتلال بتقديم توضيح عما يجري في فلسطين، وهي سابقة من شأنها ان تحرج (إسرائيل) امام العالم.

وبيّن مقاطعة المزيد من السفراء والشركات للاحتلال، سيما بعد الحرب على غزة واحداث انتفاضة القدس، ما جعل (إسرائيل) تنظر إلى هذه الجهود بخطورة عالية.

وأمام هذا التطور في الموقف الاوروبي، بذلت (إسرائيل) جهودًا مضنية من أجل تشويه الرموز الفلسطينية في القارة "العجوز"، مستغلة احداث الحادي عشر من سبتمبر، وقد نجحت في ذلك بداية الأمر، إلا أنها سرعان ما فشلت بعدما تكشفت الحقائق امام الوعي الاوروبي، وفق ابو راشد.

وقال إن (إسرائيل) شكلت لجنة خاصة، وأمدتها بأموال طائلة، بغرض اعادة الصورة الاسرائيلية في المجتمع الاوروبي.

ولفت أبو راشد إلى وجود تطور آخر في الموقف الاوروبي، من خلال وجود حالة من التوازن السياسي لدى بعض الجهات الاوروبية تجاه الموقف في الاراضي الفلسطينية، بعدما كانت منحازة في السابق لـ(إسرائيل).

ولكنه أشار إلى أن التحول السياسي الكلي في اوروبا لدعم القضية الفلسطينية لا يزال يحتاج الى جهد، غير أن الزمن لصالح القضية الفلسطينية وضد الرواية الاسرائيلية.

**جاليات بلا سفارات

وحول جهود الجاليات الفلسطينية في أوروبا، بيّن أبو راشد بعض المحاولات التي تبذلها هذه الجاليات لرفع قضايا كمؤسسات مجتمع مدني ضد قادة الاحتلال بتهمة ارتكابهم لجرائم حرب ضد الفلسطينيين، وقد نجحت هذه القضايا في منع قدوم بعض قادة الاحتلال لدول وعواصم اوروبية.

ولكنه أكدّ أن الملف القضائي بحاجة إلى خطوات عملية ودعم من السلطة الفلسطينية، التي ينبغي ان تضعه على طاولتها وتجعله ضمن أولوياتها، حيث أنها لم تقم لهذه اللحظة بأي خطوة عملية وجريئة للقيام بدعاوي  لمحاكمة الاحتلال.

وحول ملف الجنايات الدولية، ذكر أبو راشد أن السلطة لم تقم لهذه اللحظة بأي شيء عملي وواقعي، ولم تلمس وجود طلبات قد قدمت أو طبعت لهذه اللحظة، مبينًا أن المدعي العام للمحكمة الدولية لا يمكنه أن يرفض طلب الفلسطينيين بمحاكمة قادة الاحتلال.

وحول دور السفارات الفلسطينية في دعم الحراك الجماهيري باوروبا، قال أبو راشد إن السفراء يعكسون مواقف السلطة من الانتفاضة الجارية، حيث أنهم لا يتعاملون بشكل ايجابي مع هذه الفعاليات.

وكشف أن الجاليات في كثير من ادوارها تتعرض لمضايقات من السفارات الفلسطينية أكثر من غيرها من الجهات الاخرى، مشيرًا إلى أنها لم تشارك او تنظم اي فعالية في القارة الاوروبية بل ولعبت دورًا سلبيًا تجاه بعض الفعاليات، في حين يشارك في معظمها قادة في اوروبا".

اغاثة غزة

وتطرق أبو راشد إلى الـتوقف التام لتسيير القوافل البرية والبحرية الى قطاع غزة المحاصر من الاحتلال والجانب المصري مرجعا ذلك إلى القيود التي تضعها مصر تحديدًا على غزة من الناحية البرية و(إسرائيل) من الناحية البحرية.

وأشار إلى أن مصر رفضت اعطاء موافقات على ادخال قوافل اغاثية الى غزة خلال الفترة الماضية.

وكشف أبو راشد عن وجود جهود تبذلها المؤسسات الفلسطينية والعربية والاوروبية؛ بغرض تسيير أسطول الحرية الرابع مع بداية شهر مايو من العام القادم، موضحًا أنه لا يمكن تسييره الان لظروف تتعلق بأجواء المناخ وحركة البحار.

وقال إن تسيير الاسطول يتم ترتيبه ليتوافق مع الذكرى السنوية لاسطول مرمرة، الذي استشهد على متنه 10 متضامنين اتراك، عقب الهجوم الاسرائيلي على الاسطول.

وكشف أبو راشد كذلك عن وجود استعدادات لتحريك سفن من شمال افريقيا، وتحديدًا من تونس والمغرب، بغرض تسييرها إلى قطاع غزة خلال الفترة القريبة القادمة، بغرض اعادة تسليط الضوء على غزة.

 فلسطينيو سوريا

وأخيرًا فيما يتعلق بالنازحين الفلسطينيين من سوريا الى أوروبا، فأشار أبو راشد إلى وجود 70 ألف فلسطيني قدموا من سوريا الى اوروبا، يتركز العدد الكبير منهم في هولندا وألمانيا والسويد، إضافة الى الدينمارك، موضحًا أن اغلبهم قدموا عن طريق تركيا واليونان وكذلك من مصر وليبيا.

وقدر أبو راشد أن يرتفع عدد النازحين القادمين من اليونان في الفترة القادمة، خاصة في ظل تزايد نزوح الفلسطينيين من سوريا، واصفًا اوضاعهم بالبائسة للغاية.

وذكر أن المؤسسات الفلسطينية شكلت مكاتب خدمات في القارة، وقدمت اغاثة عاجلة لهم، مشيرًا إلى وجود مساعي بغرض ترتيب الوجود الفلسطيني في القارة بما يخدم الدور الفلسطيني هناك ويستثمر جهود الجميع في خدمة القضية الفلسطينية.

اخبار ذات صلة