بشكل مخالف لتوقعات بعض المحللين والمثبطين، دخلت انتفاضة القدس شهرها الثاني في ظروف تأهلها للاستمرار أكثر، مع تواصل جرائم الاحتلال وقتله لعدد من الشبان والفتية الفلسطينيين بدم بارد بزعم محاولتهم تنفيذ عمليات طعن لا يتم إثباتها.
هذه الاعتداءات المتصاعدة أسفرت عن استشهاد أكثر من 70 شهيدا، بينهم الأطفال والنساء، إضافة إلى إصابة أكثر من 2240 فلسطينيا بمختلف أنواع أسلحة الاحتلال وعبر نقاط التماس المنتشرة في محاور القدس والضفة المحتلتين.
رغم كل ذلك، تفاجأت دولة الاحتلال بخروج عشرات الآلاف السبت في مسيرة تشييع خمسة شهداء تسلّم الفلسطينيون جثمانهم من الاحتلال بعد مطالباتٍ عدة، في مظهر عكس التفاف الجماهير الغاضية حول خيار الانتفاضة ودعمهم لاستمرارها مهما كلّف الأمر.
حزب "هناك مستقبل" صرّح معلقا على خبر تسليم جثامين الشهداء، بأنه "لا يمكن تصور أن الحكومة (الإسرائيلية) تسلم الجثامين بينما حماس تحتجز جثتي هدار غولدن وشاؤول أرون في غزة، على وزراء الحكومة عدم الاستهانة بالجنود وعائلاتهم الثكلى الذين تم ارسال أبنائهم للمعركة لأجل الوطن".
سبق هذه المسيرات أحداث ومواجهات اندلعت في جمعة الغضب الخامسة منذ اندلاع انتفاضة القدس، اُستشهد خلالها 3 مواطنين بينهم طفل رضيع، وأصيب 311 مواطناً، بينما نفذ فيها 3 عمليات للمقاومة، وأصيب 4 إسرائيليين بجراح مختلفة.
فقد استشهد الشاب قاسم محمود سباعنة (20 عاماً) من قباطية، خلال تنفيذه عملية طعن على حاجز زعترة، فيما استشهد الشاب أحمد حمادة اقنيبي (23 عاماً) من كفر عقب بعد تنفيذه عملية طعن في الشيخ جراح بالقدس المحتلة، علاوة على استشهاد الرضيع رمضان محمد ثوابتة (6 أشهر) من بيت فجار اختناقًا بالغاز المسيل للدموع.
وخلال الجمعة، أصيب 311 مواطناً، 265 منهم في الضفة، منهم 28 بالرصاص الحي، و57 بالمطاط، و180 بالغاز المسيل للدموع، كما شهدت غزة إصابة 46 مواطناً، منهم 17 بالرصاص الحي، و19 بالمطاط وحروق ناتجة عن إصابة مباشرة بقنابل الغاز، و10 حالات اختناق بالغاز، في المواجهات التي دارت على المناطق الحدودية.
وفيما يتعلق بإصابات الاحتلال، أصيب 4 إسرائيليين، 2 منهم من المستوطنين في عملية الطعن بالشيخ جراح، إضافة إلى جندي أصيب بحروق في مواجهات مخيم عايدة، وآخر أصيب بالحجارة في مواجهات تقوع، في الوقت الذي تواصلت فيه عمليات إلقاء الأكواع الناسفة والزجاجات الحارقة على أهداف الاحتلال المختلفة.
مواجهات الجمعة واليومين الماضيين، شملت 53 نقطة كانت 2 منها في القدس، و4 في ضواحيها، و11 في الخليل، و12 في رام الله، و8 في بيت لحم، و5 في قلقيلية، و3 في نابلس، و2 في جنين، و1 في كل من طولكرم وسلفيت، إضافة إلى 4 في قطاع غزة.