مع كل مواجهة جديدة يخوضها الشبان الفلسطينيين في الداخل المحتل، نجد بلدة "العيساوية" تتصدر الاخبار بسبب الانتهاكات بحق شبانها المقاومين من قبل الاحتلال الاسرائيلي.
وقبل التطرق لما وقع من أحداث داخل قرية العيساوية المقدسية، لابد من معرفة مكانها الجغرافي، فهي تتبع محافظة القدس وتقع إلى الجانب الشرقي منها، الذي وقع تحت الاحتلال الإسرائيلي في حرب 1967، كما تقع على جبل المشارف.
وكانت القرية جزءا من الأردن و(إسرائيل) على منطقة منزوعة السلاح في جبل المشارف داخل الاراضي الأردنية.
و يرجع سبب تسميتها بـ "العيساوية" إلى شخص يدعى عيسى الصالح من أقارب صلاح الدين الأيوبي والذي مر على العيساوية واجتمع مع عشرة من رجاله تحت شجرة الخروبة التي تعد من معالم البلدة ويطلق عليها اسم "خروبة العشرة"، وبعدها سميت العيساوية اشتقاقا من اسمه عيسى.
ووضعت قرية "العيساوية" ضمن سياسة العقاب الجماعي من ناحية الاغلاقات المستمرة من قبل الاحتلال الاسرائيلي خاصة في الانتفاضة الاخيرة، رغم عدم وجود حواجز عسكرية فيها.
ويعود سبب الاحتكاك الدائم بين شبانها وجيش الاحتلال إلى وجودها في منطقة يحيط بها معسكرين للاحتلال، وكذلك وجود الشارع الاستيطاني الواصل لمستوطنة معاليه ادوميم، بالإضافة إلى مجاورتها لمستوطنة التلة الفرنسية، وما يزيد الطين بلة وجود الجامعة العبرية ومستشفى هداسا على حدودها.
ويقول الشاب جعفر حمدان من العيساوية:" سبب احتكاك شبان قريتنا مع الاحتلال يعود أيضا إلى الوعي الوطني لدى شبابها وادراكهم لحقهم الشرعي في مقاومة الاحتلال ورفضهم للتمييز العنصري الذي تفرضه "إسرائيل".
وذكر حمدان أنه خلال العدوان الأول على غزة سنة 2008، أطلق الاحتلال الاسرائيلي على قرية العيساوية "غزة الصغرى" لما لاقوه من شراسة واستبسال شبان القرية في الدفاع عنها، ما أدى لوقوع فيه عدد كبير من الشهداء.
وعن الحادثة التي دفعت جيش الاحتلال لإطلاق غزة الصغرى على العيساوية، روى: حينما حاولوا اقتحامها لم يجدوا مقاومة وتفاجئوا أنهم استطاعوا الدخول في وسطها، لكن عند وصولهم لمنطقة معينة لا يوجد فيها سوى مخرج واحد قام شبان العيساوية بإغلاقه ومحاصرة الجيش عندها بكى الجنود كي يخرجوا سالمين دون أذية.
وتعاني قرية العيساوية من نقص الخدمات في جميع النواحي، بالإضافة إلى الضرائب الباهظة التي يقوم سكان القرية بدفعها للمحتل كضريبة " الأرنونا" وهي خاصة بالأملاك ومن يتخلف عند دفعها يتعرض لقطع التأمين الصحي عنه وقد يصل الحد إلى سحب الهوية المقدسية منه.
كما تتعرض العيساوية إلى الاقتحامات الليلية لاعتقال الشبان، فمنذ بداية انتفاضة القدس تم اعتقال ستة أسرى تم تحويلهم للاعتقال الاداري، في حين استشهد على أرضها في الانتفاضة الحالية فادي علون.